أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك، بالتعاون مع الشرطة، اعتقال أحد سكان مدينة ريشون لتسيون وسط إسرائيل، للاشتباه في تنفيذه مهام استطلاع ومراقبة لصالح جهات استخباراتية إيرانية، من بينها رصد محيط منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المشتبه به، ويدعى ڤاديم كوبريانوف، كان يعمل خلال السنوات الثلاث الماضية فني صيانة داخل مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب «الكريا»، حيث نفذ أعمالاً في مواقع وصفت بـ«الحساسة»، من بينها مكتب رئيس الأركان، واستُدعي في إحدى المرات لإصلاح عطل في نظام التكييف داخل المكتب.
وبحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن كوبريانوف، وهو في أوائل الأربعينيات من عمره، اعتقل خلال الشهر الجاري بشبهة ارتكاب مخالفات أمنية بتوجيه مباشر من عناصر استخبارات إيرانية، مقابل مبالغ مالية.
وأفادت التحقيقات بأن المشتبه به كان على تواصل مستمر مع مشغّلين إيرانيين، كلفوه بشراء كاميرا مخصصة للسيارات واستخدامها في تصوير محيط منزل نفتالي بينيت، حيث جرى توقيفه أثناء تنفيذ المهمة، كما يشتبه في قيامه خلال الشهرين الماضيين بنقل صور التُقطت في مدينة سكنه ومدن أخرى، بناء على طلب مشغليه.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن النيابة العامة في المنطقة الوسطى تعتزم تقديم لائحة اتهام بحق كوبريانوف إلى المحكمة المركزية في مدينة اللد، فور استكمال التحقيقات الجارية.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من حادثة اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق «تيليجرام»، حيث نشرت معلومات شخصية ومراسلات خاصة نُسبت إلى جهات قرصنة يُعتقد بارتباطها بإيران.
وكان بينيت قد صرح في البداية بأن هاتفه لم يتعرض للاختراق، قبل أن يُصدر بيانا لاحقا أقر فيه بحدوث خرق أمني طال حسابه على «تيليجرام»، مؤكدا أن ما جرى يمثل جريمة جنائية ويجري التعامل معه من قبل الأجهزة الأمنية المختصة.
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن هذه القضية تندرج في إطار تصاعد الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران، التي لم تعد تقتصر على المواجهات العسكرية غير المباشرة، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي وعمليات الاختراق والتجسس الإلكتروني.


