في كل مرة تتوجه فيها إلى محطة الوقود، قد تشعر بعبء التكاليف المتزايدة وتتخذ قرارًا بالقيادة بهدوء أكبر لتوفير المحروقات.
ومع ذلك، قد لا تكون عاداتك في القيادة هي المتهم الأول في إهدار الوقود، بل يكمن السبب الحقيقي غالبًا في إطارات سيارتك التي تفتقر إلى الضغط المناسب.
إن القيادة بإطارات غير ممتلئة بالقدر الكافي تؤدي إلى انضغاطها وترهلها تحت وزن المركبة، مما يخلق عائقًا ميكانيكيًا يقلل من كفاءة الحركة بشكل ملحوظ.
ميكانيكا المقاومة وإجهاد المحرك
عندما يكون ضغط الهواء منخفضًا، تزداد مساحة تلامس المطاط مع الطريق، وهو ما يعرف بزيادة "مقاومة الدوران".
تفرض هذه المقاومة على المحرك بذل مجهود إضافيًا ليدفع السيارة إلى الأمام مقارنة بالجهد الذي يبذله عندما تكون الإطارات منفوخة وفقًا لتوصيات الشركة المصنعة.
ومع زيادة حمل العمل على المحرك، يرتفع معدل حرق الوقود بشكل تلقائي، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الكفاءة العامة للمركبة. وبالرغم من أن الضغط المنخفض قد لا يضر بصندوق التروس أو المكونات الحيوية الأخرى بشكل مباشر، إلا أنه يضع السيارة بالكامل تحت ضغط تشغيلي غير مبرر.
نتائج دراسات الكفاءة وفقدان الأميال
أظهرت الدراسات العلمية، ومن أبرزها دراسة أجراها مختبر "أوك ريدج" الوطني، أرقامًا دقيقة توضح حجم الخسارة الناتجة عن إهمال ضغط الإطارات.
فقد تبين أن الإطارات التي يقل ضغطها بنسبة خمسة وعشرين بالمائة عن المستوى الموصى به تتسبب في انخفاض اقتصاد الوقود بنسبة تتراوح بين اثنين إلى ثلاثة بالمائة.
أما في الحالات الأكثر إهمالًا، حيث يصل نقص الضغط إلى خمسين بالمائة، فإن استهلاك الوقود يزداد بنسبة تتراوح بين خمسة إلى عشرة بالمائة، مما يعني أن السائق يدفع ثمنًا باهظًا نتيجة خلل بسيط يمكن معالجته في دقائق.
تحديات الشتاء وتأثير البرودة على الضغط
تزداد أهمية مراقبة ضغط الإطارات بشكل خاص خلال فصل الشتاء، حيث تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى هبوط الضغط بشكل طبيعي.
ووفقًا لقوانين الفيزياء، يتقلص الهواء عندما يبرد ويصبح أكثر كثافة، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الإطار بمقدار درجة أو درجتين (PSI) مقابل كل انخفاض قدره عشر درجات في درجة الحرارة الخارجية.
لذلك، يصبح التحقق الدوري من ضغط الهواء خلال الأجواء الباردة ضرورة قصوى لضمان بقاء السيارة في حالة تشغيلية مثالية ولتجنب الإهدار غير المبرر للوقود الذي قد يحدث دون أن يشعر السائق.