أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة قالت «أنا عندي 70 سنة وأُصبت بكسر في قدمي، وتم التجبيس، وبأوامر من الطبيب المعالج قال لي أوعي تعرضيها للمياه إطلاقًا، وفي نفس الوقت عند الوضوء لا أستطيع غسل القدم، أعمل إيه؟».
ماذا تفعل المصابة بكسر في القدم عند الوضوء؟
وأوضح أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، قائلًا: «نسأل الله أن يشفيك ويعافيك في الحالة دي لو في جزء ظاهر من القدم، زي مثلًا جزء من الأصابع أو حاجة، ده تغسليه بشوية مياه، وما تكتريش المياه علشان ما تضرش الجبس، أما بالنسبة لباقي الجبيرة أو باقي الجبس، فده ما يتغسلوش، وإنما عليك إنك تمسحي عليه فقط، وهنا بننتقل من الغسل إلى المسح».
كيفية المسح على الجبيرة عند الوضوء
وبيّن أمين الفتوى بـ دار الإفتاء أن «المسح على الجبيرة غير المسح على الشراب، فالمسح على الشراب بيبقى على ظاهر القدم فقط، إنما المسح على الجبيرة اللي هي الجبس بيكون على كل المنطقة المغطاة من القدم الواجب غسلها»، مؤكدًا أن المطلوب هو غسل الجزء المكشوف من القدم إن وُجد، مثل أطراف الأصابع، ومسح باقي القدم المغطاة بالجبس فقط، وذلك إلى أن يتم فك الجبس بالسلامة إن شاء الله.
ضوابط المسح على الشراب
وأوضحت لجنة الفتوى، عبر الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على فيسبوك، أن المسلم إذا رغب في المسح على الخُفَّين أثناء الوضوء فلابد أن يراعي عددا من الشروط والضوابط الشرعية، وهي:
- ارتداء الخفين بعد وضوءٍ كامل غُسلت فيه القدمان إلى الكعبين.
- أن يكون الخفّان طاهرين وخاليين من أي نجاسة.
- أن يكونا مباحين؛ فلا يصح المسح على خفّ مسروق أو مصنوع من حرير للرجل.
- أن يسترا محل الفرض، أي يغطيا الكعبين كاملَين؛ فلا يصح المسح على الخفّ القصير.
شروط المسح على الشراب
ومن شروط المسح على الخفين التي بيّنها الأزهر للفتوى:
- أن يكونا سميكين بحيث لا يصل الماء من خلالهما إلى بشرة القدم.
- عدم جواز المسح على الجورب أو الحذاء القصير الذي لا يغطي موضع الوضوء.
- طريقة المسح تكون بأن يبلّ المسلم يديه بالماء، ثم يمسح بيده اليمنى ظاهر قدمه اليمنى من الأصابع إلى الساق مرة واحدة، ويكرر ذلك بيده اليسرى على القدم اليسرى.
- للمقيم المسح لمدة يوم وليلة، وتُحسب المدة من أول حدث بعد وضوء غُسلت فيه القدمان.
- للمسافر المسح ثلاثة أيام بلياليها، وتُحسب المدة من أول حدث إلى التوقيت نفسه في اليوم الرابع، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «جَعَلَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً».
- يبطل المسح بانتهاء مدته أو بحصول جنابة موجِبة للغسل.
- لا ينتقض الوضوء بنزع الخفين بعد المسح عليهما، لكن لا يجوز إعادة لبسهما والمسح عليهما إلا بعد غسل القدمين مرة أخرى؛ لأن النزع يُبطل المسح فقط ولا يُبطل الوضوء.
حكم المسح على الشراب بسبب البرد الشديد
وفي سياق آخر، أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المسح على الخف أو الحذاء الملبوس بدلًا من غسل القدمين في الوضوء هو رخصة شرعية ثابتة في السنة، ولكن لها ضوابط وشروط يجب الالتزام بها حتى تكون صحيحة.
وقالت عضو الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات سابقة لها، أن "أول شرط لصحة المسح على الخفين أن يكونا قد لُبسا بعد طهارة كاملة، أي بعد وضوء صحيح غُسلت فيه القدمان".
وأضافت عضو الأزهر للفتوى، أن من الشروط أيضًا أن يكون الخف أو الحذاء مما يمكن متابعة المشي عليه دون أن يتلف بسهولة، وأن يكون مانعًا لوصول الماء إلى القدم عند المسح، وإلا فلا فائدة من المسح عليه، موضحة أن مدة المسح تختلف بحسب الحال، فالمقيم يُسمح له بالمسح يومًا وليلة، أما المسافر فله أن يمسح ثلاثة أيام بلياليها.
وفي سياق متصل، تحدثت عن مبطلات الوضوء، موضحة أنها تشمل كل ما يخرج من السبيلين، مثل البول أو الغائط أو الريح، مؤكدة أن خروج أي شيء من القبل أو الدبر يُبطل الوضوء ويستلزم الإعادة قبل الصلاة.
كما أشارت إلى أن الحائض والنفساء لا يُطلب منهما الوضوء أثناء فترات الحيض أو النفاس، لأن الصلاة غير واجبة عليهما في هذه الحالة، وبالتالي لا أثر شرعي للوضوء حتى ينقطع الدم وتغتسل المرأة، وأن الطهارة لا تكون صحيحة بوجود مانع شرعي مثل الحيض.
وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "من مبطلات الوضوء أيضًا زوال العقل، سواء بسبب الإغماء أو السكر أو غيره، فإذا عاد العقل وجب الوضوء من جديد، وكذلك النوم إذا كان نومًا عميقًا غير متمكن، أي لم يكن الشخص في وضع يمكنه فيه التحكم بجسده، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء".
واستطردت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "فقه الطهارة من أهم أبواب الدين، وهو المدخل لكل عبادة، والوضوء الصحيح هو جسر العبور للصلاة المقبولة، ولذلك يجب على المسلم أن يتعلم شروطه وأحكامه، وأن يحرص على إتقانه والالتزام بآدابه".



