قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عالمة أزهرية: قراءة الحظ والتاروت وربط الأحداث بحركة النجوم كهانة وكذب على الله

أ.د. بديعة علي أحمد الطملاوي
أ.د. بديعة علي أحمد الطملاوي

قالت أ.د. بديعة علي أحمد الطملاوي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، إن من أعظم نعم الله علينا نعمة التوحيد، ومن أخطر ما يهدد هذه النعمة ادعاء علم الغيب والتنبؤ بالمستقبل، وظهور العرافين والكهان والمنجمين الذين يزعمون معرفة ما سيكون.

 الغيب لا يعلمه إلا الله

وأضافت «الطملاوي» في تصريح لـ«صدى البلد»: أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حذرا تحذيرًا شديدًا من هذه الممارسات التي بدأت تطل علينا عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، فافتتن بهم كثير من ضعفاء الإيمان بل وصدقوا قولهم وربما توقفت حياتهم على ما يقولونه وغفل هؤلاء أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى: «قُلْ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ» (النمل: 65)؛ وقوله عز وجل: «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ» (الأنعام 59).

تحذير نبوي من الدجالين

وتابعت: ففي تصديقهم تعدٍ على خصائص الربوبية وإفساد لعقائدهم، بل لقد نفى الله تعالى علم الغيب عن خير خلق الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ» (الأنعام: 50)؛ فإذا كان أشرف الخلق لا يعلم الغيب فمن دونه أولى وأحرى، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- تحذيرًا شديدًا من العرافة والكهانة، فقال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» رواه مسلم.

كما استدلت بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أحمد وأبو داود؛ وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ» رواه الطبراني؛وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ».

 ادعاء علم الأبراج

ونبهت على أن ادعاء علم الأبراج، وقراءة الحظ، والتاروت، وربط الأحداث بحركة النجوم كلها من الكهانة والكذب على الله تعالى، كما أن مشاهدة هؤلاء العرافين أو متابعتهم وتصديقهم بحجة التسلية أو الفضول أمر مُحرم، لأنه يلهي عن ذكر الله تعالى، ويصرف الناس عن عقيدتهم، ويروج للباطل، وتصديق الخرافات، وقد قال تعالى:«وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ».

مشاركة في الإثم

وأهابت العالمة الأزهرية، بالقنوات الفضائية، أن لا تفتح أبوابها وشاشاتها إلى هؤلاء، لأنها مشاركة في الإثم، حيث إنها تنشر الضلال، وتفسد العقائد، وتزرع الخوف والتشاؤم في قلوب الناس، وتبعدهم عن التوكل على الله سبحانه وتعالى.

وختمت بالتأكيد على المسلم أن يتقي الله تعالى، وأن يحفظ عقيدته، ويعلق قلبه بالله وحده لا شريك له، وليعلم أن الغيب بيد الله سبحانه، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن: لقوله تعالى:«وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»، وقوله عز من قائل «وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».