أصيب أربعة مواطنين فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، إثر اعتداء وحشي نفذته مجموعات من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية الرشايدة، الواقعة جنوب شرق بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
تفاصيل الاعتداء الميداني
أفادت مصادر محلية وطبية بأن مجموعة من المستوطنين المدججين بالسلاح هاجموا أطراف قرية الرشايدة، واعتدوا بالضرب المبرح على عدد من الأهالي والمزارعين أثناء تواجدهم في أراضيهم.
وأكدت المصادر أن الاعتداء أسفر عن إصابة أربعة مواطنين، بينهم امرأة، بجروح ورضوض متفاوتة، وصفت حالاتهم بين الطفيفة والمتوسطة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتزامن هذا الهجوم مع اقتحام قوات الاحتلال للقرية، حيث وفر الجنود الحماية للمستوطنين ومنعوا المواطنين من الدفاع عن أنفسهم أو التصدي للمعتدين، مما أدى إلى تفاقم الإصابات وحالة من الذعر بين السكان، لا سيما الأطفال والنساء.
استهداف ممنهج للتجمعات الرعوية
تعد قرية الرشايدة من المناطق التي تواجه استهدافاً استيطانياً مكثفاً، نظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الميت ومساحاتها الرعوية الواسعة.
ويهدف المستوطنون من خلال هذه الاعتداءات المتكررة إلى تضييق الخناق على مربي الماشية والرعاة، ودفعهم لترك أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني وتكريس البؤر الرعوية غير القانونية التي أقامها الاحتلال في المنطقة.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن وتيرة هذه الهجمات تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث شملت الاعتداءات إطلاق النار المباشر، وسرقة الأغنام، وتدمير المحاصيل الزراعية، ومنع الوصول إلى آبار المياه، في محاولة واضحة لتهجير السكان قسرياً.
تصعيد مستمر في الضفة الغربية
يأتي اعتداء الرشايدة في سياق موجة تصعيد أوسع تشهدها مختلف محافظات الضفة الغربية.
فبالتزامن مع أحداث بيت لحم، سجلت مراكز رصد الانتهاكات اعتداءات مماثلة في مسافر يطا جنوب الخليل، وهجمات بالحجارة على مركبات الفلسطينيين قرب قرية دير جرير شرق رام الله.
وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن شهر ديسمبر الحالي شهد تسجيلاً قياسياً للاعتداءات التي تنفذها ميليشيات المستوطنين، وسط غياب تام للمحاسبة وتواطؤ مباشر من قبل جيش الاحتلال الذي بات يوفر الغطاء الأمني والقانوني لهذه الجماعات لتنفيذ مخططات الضم الزاحف في الضفة.
ردود الفعل الشعبية والحقوقية
أدانت فعاليات وطنية وحقوقية فلسطينية هذا الاعتداء، محذرة من "حرب شاملة" تشنها جماعات المستوطنين ضد القرى والتجمعات النائية.
ودعت المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، مؤكدة أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على المضي قدماً في سياسة التنكيل والتهجير.
من جانبهم، أكد أهالي قرية الرشايدة تمسكهم بأراضيهم رغم التهديدات المستمرة، مطالبين بضرورة تعزيز اللجان الشعبية للحراسة وتوفير الدعم اللازم للمزارعين والرعاة لتمكينهم من الصمود في وجه التمدد الاستيطاني الذي يلتهم آلاف الدونمات من أراضي المحافظة.

