نبيل العربي: "الخارجية" هي التي استعادت مدينة "طابا"

أكد الدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية في كلمته عن دور الدبلوماسية المصرية في استرداد طابا أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يعتبر عنصر الوقت بالنسبة لها هدف استراتيجى .. وقال إن هدفهم هو كسب الوقت ثم يفكرون فيما سيفعلونه.
وتطرق نبيل العربى خلال ندوة "دور الدبلوماسية المصرية فى خدمة المصالح الوطنية والقومية وقت السلم والحرب" بمناسبة إحياء ذكرى يوم الدبلوماسية المصرية، لاستعادة طابا مؤكدا أن وزارة الخارجية هى التى تولت هذا الموضوع من الألف للياء.
وأشار إلى أن اللجنة القانونية التى تشكلت لهذا الغرض كانت اقتراحا من الإدارة القانونية للخارجية حيث وافق عليها حينئذ عصمت عبد المجيد وزير الخارجية حتى تكون فيها كافة فئات الدولة المعنية وكان بها اساتذة قانون وجغرافيا وتاريخ ومساحة عسكرية ومخابرات حربية وبذلوا كلهم جهود كبيرة فى البداية لوضع خطوط رئيسية ثم تولت الخارجية بعد ذلك الملف وتحملت المسئولية بعد ذلك دون شك.
وتناول فى كلمته معاهدة السلام والحدود موضحا أن المعاهدة ذكرت أن حدود مصر الشرقية هى حدوط فلسطين تحت الانتداب.. وكذلك فإن المعاهدة بالمادة السابعة تشير الى أنه إذا كانت هناك خلافات يتم حلها بالتفاوض وإذا لم ينجح فتحل بالتوفيق او التحكيم.
واضاف ان القضاء الدولى كله اختيارى وهناك 70 دولة فقط تقبل اختصاص محكمة العدل الدولية وبشروط كثيرة مثل مصر التى وضعت شرطا للاختصاص الإلزامى للمحكمة وكذلك اسرائيل.
أوضح ان الانسحاب الاسرائيلى من سيناء كان فى 25 ابريل 82 .. ومنذ سبتمبر 82 بدأت اسرائيل تتحدث عن اين العلامة فى طابا ؟ وبدأت المفاوضات ثم قامت اسرائيل بضرب لبنان فأوقف رئيس الجمهورية المفاوضات حتى بداية 85 عندما جاءت وزارة من الليكود والعمل وعين بيريز وزير خارجية .. وأجرى بيريز اتصالات وقالوا إننا نريد البدء مرة اخرى فى التفاوض وعقدنا اجتماعا فى بئر سبع ولم يؤد لشيىء ولفترة طويلة لكنهم قبلوا فى النهاية مبدأ التحكيم.
واشار العربى الى ان مصر كانت عدة امور بوضوح اهمها ان المحكمة لا تستطيع ان "تنشىء" ولكن عليها ان "تكشف" علامات الحدود وليس خط حدود لان مط الحدود مع بدء الانتداب على فلسطين عام 48 وكذلك نتحدث عن مواقع علامات وبالتالى تقييد سلطة المحكمة التقديرية فلا تستطيع خلق وضع جديد وبعد فترة طويلة تم الاتفاق على ذلك.
ونوه فى كلمته بمعركة علامات طابا والعلامة 91 وتسعون واكتشاف تغيير اسرائيل موقع العلامة ولم تذكر ذلك واتضحت الصورة فى المحكمة واسرائيل خسرت .. واشار الى انه كان علينا وقتها ان نجد شهودا .. منوها بتطوع السيد اسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية للشهادة وقتها وكتابتها والاستفادة منها.
وقال العربى إنه كان واضحا بالمحكمة إن اسرائيل تعتمد على ننا سنخطئ وكذلك موقع العلامتين تسعين وواحد وتسعين .. ولكن مع توقيع اسرائيل على انها آخر علامة اصبحت ملتزمة بذلك.
واضاف ان حكومة مصر وقفت موقفا شديدا ورئيس الجمهورية ادلى بتصريح قوى فاتصل وزير خارجيتهم بعصمت عبد المجيد ووافقوا على تنفيذ الحكم .. وفى 26 فبراير 89 تم التوقيع على أن يكون التنفيذ خلال أسبوعين.
ومن ناحية اخرى اوضح العربى ان اتفاقية عام 1906 تضع حدود مصر فيصبح كل ما هو شرق الهضبة هو فلسطين وكل ما غرب الهضبة مصر.. وأكد أنه ومنذ ذلك الحين فان أم الرشراش أو إيلات غير تابعة لمصر.
وأوضح أهمية وجود أرشيف كامل لحدودنا الشرقية والغربية وهو ما تم بالفعل عام 1987.
وأكد أنه من المهم للغاية أن يعرف الجميع أن الخارجية قامت بدور كبير ولم تأخذ حقها كاشفا النقاب عن أنه التقى بالرئيس عدلى منصور منذ يومين حيث أبلغه الرئيس أنه تقرر تكريم كل من قاموا بهذا العمل الوطنى لاستعادة طابا.
من ناحية اخرى اوضح العربى ان اسرائيل كان لها هدف اكبر فى مفاوضات طابا هو القرار 242 بحيث لا يعنى هذا القرار مطلقا الانسحاب من كل الاراضى وهذا كلام لا اساس له من الصحة مشيرا الى ان التفاوض مع اسرائيل فى ضوء خبرته صعب لإنهم يضعون امورا خارج السياق للتعطيل مثل حديثهم عن يهودية الدولة الآن.