"بنيرو": وثائق "التحقيق الدولية" حول الانتهاكات فى سوريا ستكون مصدرا لملاحقات قضائية فى المستقبل

أكد باولو بنيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية المكلفة من قبل من مجلس حقوق الانسان فى التحقيق فى انتهاكات حقوق الانسان التى تجرى فى سوريا - فى كلمة له امام المجلس اليوم الثلاثاء- أن الوثائق التى أعدتها وشهادات من تعرضوا للانتهاكات سوف تبقى مصدرا لملاحقات قضائية فى المستقبل ، وأشار الى أن هناك قائمة باسماء الاشخاص المسؤولين جنائيا عن إحتجاز الرهائن والتعذيب والاعدام ، مشددا على أن المسؤولين عن الانتهاكات والتجاوزات فى سوريا يجب ان يحاسبوا ويقدموا الى العدالة ، وأن ماينقص ليس المعلومات وانما الوسيلة التى يمكن من خلالها تحقيق المساءلة .
ونوه بينيرو الى أن هذه القائمة للمسؤولين عن الانتهاكات والتجاوزات فى سوريا تشمل اسماء رؤساء فروع المخابرات السورية ، وكذلك أماكن الاحتجاز حيث يتم تعذيب المعتقلين ، وأسماء القادة العسكريين الذين يستهدفون المدنيين ويستهدفون الاماكن المدنية وسكانها بقنابل البراميل التى تقذف من الطائرات ، والتى تشمل أسماء من يخططون تلك الهمات او من يقومون بتنفيذها ، إضافة الى أسماء المسؤولين فى الجماعات المسلحة المشاركة فى الهجمات على المدنيين وتشريدهم .
واضاف رئيس لجنة التحقيق الدولية - التى قدمت تحديثا لاخر تقاريرها بما يغطى الفترة من 20 يناير الماضى وحتى 10 مارس الجارى - أن اللجنة تمتلك حجما هائلا من الشهادات بعد المقابلات التى أجراها فريق التحقيق ، وبما يصل الى اكثر من 2700 مقابلة ، والوثائق الخاصة بالانتهاكات ، ودعا الى محاسبة المسؤولين من اطراف الصراع المختلفة فى سوريا عن تلك الانتهاكات سواء من الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها او من الجماعات المسلحة المعارضة .
وقال بينيرو إن المعركة فى سوريا إتخذت شكلا جديدا من التعقيد حيث تواصل الحكومة الاعتماد على قوة النيران المتفوقة بما فى ذلك السيطرة على الاجواء ، إضافة الى إستفادتها من تدفق المقاتلين الاجانب والموجودين فى سوريا والذين يوجد الكثير منهم بشكل رسمى ولاسيما المسلحين الذين يعبرون من العراق ويقاتلون سرا الى جانب الجيش السورى والميليشيات الموالية له ، وشدد على أن هناك الان مئات من جماعات المعارضة المسلحة أيضا من العديد من الدول حيث يتدفق المقاتلون الاجانب وينضمون الى كتائب اكثر تطرفا تفرض ايدلوجياتها على السكان المدنيين ، وأصبحت تتنافس على الموارد والسياسة وبما أدى الى أعمال عنف دموية بينها فى يناير الماضى فى المحافظات السورية الشمالية والشمالية الشرقية .
واشار الى أن الحرب فى سوريا تدخل عامها الرابع دون اى مؤشر على انها فى طريقها لان تخمد ، وأدت الى مقتل اكثر من 100 الف شخص فى الوقت الذى يعيش من اطلق سراحهم من المعتقلات مع ندوب نفسية وجسدية مروعة ، بينما لايزال مصير وأماكن وجود الاف اخرين مجهولا ، موضحا أن مايجرى فى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى دمشق مروع ، وأن وكالات العمل الانسانى التى دخلت الى المخيم مؤخرا شهدت دمارا لايوصف فى الوقت الذى ادى الجوع بالسكان الموجودين فى المخيم بمن فيهم الاطفال الى الاصطفاف للحصول على المساعدة بعد ان عانوا من الجوع حتى الموت .
ودعا رئيس لجنة التحقيق الدولية كافة الدول ذات التاثير فى الحرب السورية الى المساعدة فى تحقيق السلام هناك وعدم مد الاطراف بالسلاح حيث سيتم استخدامها فى انتهاكات جسيمة ، وحث الجميع الى وقف الحرب بالوكالة التى تدار فى سوريا ، وقال إنه لم يعد كافيا الجلوس فى الغرف لكتابة التقارير والخطب والتباكى على الدم السورى الذى ينزف ، وطالب الحكومة والمعارضة السورية الى الارتفاع الى مستوى التحدى الصعب والتوصل الى تسوية ، كما طالب المجتمع الدولى بتنشيط مفاوضات جنيف للتوصل الى تلك التسوية ، وأن يتحمل الكافة مسؤوليته فى العمل ومساعدة المبعوث الدولى الاخضر الابراهيمى للوصول بتلك الحرب السورية واهوالها الى نهايتها .