خالد النجار يكتب: النموذج الإسرائيلى

لا يخفى على أحد الدور المشبوه الذى تمارسه قطر والتى تعمل من خلف الستار لتنفيذ تعليمات ماما أمريكا .أساليب بالية عفا عليها الزمن يكشفها الاطفال الصغار . تحاول الدوحة خطف الاضواء من القاهرة واهمة أنها تستطيع إنتزاع مكانتها .. إنها أم الدنيا فهل تعى قطر وحكامها هذا الكلام .. إنغمس حاكم قطر فى العمالة وسعى لخدمة مصالح تركيا وأمريكا أملا فى الزعامة الزائفة . ولعلى أطرح ما تفعله الدوحة من مؤامرات مفضوحة وما فجره الكتاب الذى صدر حديثا ليتحدث عن الدور المشبوه الذي تلعبه دولة قطر في المنطقة العربية ويهاجم دور قناة الجزيرة في ثورات الربيع العربي باعتبارها الذراع الإعلامي لإمارة قطر .
والكتاب من تأليف شريف تغيان وصدر عن دار بيسان اللبنانية، وهو يربط بين النظام القطري والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ويحمل اسم ( أحلام العظمة القطرية.). ميراث من الفضائح للثالوث الحاكم.
ويحاول المؤلف كشف السر الذي صاغته أميركا بدقة متناهية، حيث كانت الفكرة الأساسية للاعتماد على قطر أن تكون هى الجوكر الذى يقوم بدور السمسار السياسى فى المنطقة لصالح الغرب وربيبته إسرائيل، وحتى يتم هذا الدور بنجاح، فقد تم تحديد الهدف الأساسى بتقزيم دور الدول الكبرى فى المنطقة العربية مصر والسعودية وسورية، سواء فى عصر قيادتهم الحاكمة قبل ثورات الربيع العربى (مبارك - عبدالله - بشار) أو العصر الذى يليه، وبذلك يتم نقل مركز الثقل العربى من القلب إلى الأطراف.
وكانت الفلسفة التى حركت الدوائر الصهيونية إلى الاعتماد على قطر، أنها دولة صغيرة مثل إسرائيل، ومن المهم أن تضرب مثلا على قدرتها على قيادة المنطقة، ليصبح الدور الذى تحرص إسرائيل على لعبه فى المنطقة مقبولاً.. فكان السلاح الأساسى الذى استخدمته قطر فى تحقيق دورها هو الإعلام من خلال قناة الجزيرة، أما السلاح الثانى الذى حملته قطر كان المال، والشاهد أن الأموال تدفقت على بعض القطاعات فى تونس ومصر، ومنها بعض دوائر الشباب تحت مسميات براقة مثل (تشجيع الديمقراطية) و(الإطاحة بنظامى بن على ومبارك الفاسدين) و(تغيير الأنظمة العربية القمعية).
وكانت الأفكار التى صدرتها قطر عبر دوائر معينة إلى الشباب المصرى تحديداً معقولة فى السياق الداخلى لكل دولة، لكنها كانت مخبولة من حيث خروجها من دولة تقع على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أميركية فى الشرق الأوسط، كما أنها تغازل إسرائيل غزلا صريحا لا عفة فيه، وفى الوقت نفسه تداعب إيران مداعبة الخلان، كما أنها تقف مع دولة عربية أو نظام حاكم ثم تنتقل إلى عكس مواقفها تماما، وذلك كله وفقا للتعليمات التى تأتيها من مراكز صنع القرار الدولى، وكذلك تمشيا مع طبيعة السمسرة السياسية التى لا تتوقف بدءًا من المجالات السياسية وتصدير الغاز، وصولا إلى المجالات الرياضية حيث منحت الدوائر العالمية قطر حق تنظيم كأس العالم فى 2022 دون أن تستحق أو تكون مؤهلة لذلك على الإطلاق.
فالدور الخطير الذى تضطلع به قطر فى تسويق الإستراتيجية الأميركية والعمل كقفاز يخفى القبضة الأميركية الضاربة، كان سيصطدم بالإمكانيات المحدودة لقطر، لولا الخطة الجهنمية التى طبقتها القيادة القطرية بدعم أميركى صهيونى واضح والمتمثل فى إعادة تطبيق النموذج الإسرائيلى فى هذه الدولة الخليجية الصغيرة.
لا يكتفى الكتاب بذلك بل يتعمق فى تفاصيل الخيانة القطرية والعلاقات المفضوحة والبجاحة التى فاقت الحدود .
فإلى متى يستمر حاكم قطر الصغير فى غيه متناسيا دور مصر وشعبها ودور الدول الخليجية وحكامها الحكماء .. لماذا هذا الإصرار على زعامة زائفة بكبرياء وجفاء .. أفيقوا ياحكام قطر وتعلموا من باقى الدول العربية والخليجية وأنظروا صوب الإمارات التى بنت نهضة وحبا وزرعت الخير فى شعبها وشعوب العرب .. هاتوا كتب التاريخ وإقرأوا سيرة زايد وتعلموا من منهج أبنائه الذين رعوا دولة وحضارة متقدمة وإبتعدوا عن الزيف والإستعلاء . على الشيخ تميم أن يفيق ويفتح صفحة جديدة مع العرب ليثبت بصدق أنه زعيم .
[email protected]