مصر والسودان تتراجعان عن تجميد عضويتهما بمبادرة حوض النيل

تراجعت مصر والسودان عن قرار تجميد عضويتهما
بمبادرة حوض النيل الذي جاء عقب إعلان منفرد لدول منابع النيل عن فتح باب التوقيع
على الاتفاقية الجديدة للنيل عقب اجتماعات المجلس الوزاري للنيل بشرم الشيخ في أبريل
2010، وأصبح فيما بعد موقفا رسميا للسودان بإعلانها تجميد العضوية بالمبادرة عقب التوقيع
الفعلي لاتفاقية عنتيبي في مايو 2010، بينما اتخذت مصر موقفا بمقاطعة جميع أنشطة المبادرة واجتماعات اللجان الفنية لمناقشة
برامج المبادرة السنوية دون حتى إخطار رسمي كما فعلت السودان.
جاء التراجع
المصري السوداني عن قرار تجميد العضوية بمقاطعة أنشطة المبادرة من خلال إيفاد الخبراء
المصريين والسودانيين لأول مرة منذ عام ونصف العام لحضور اجتماعات المنتدى الثالث للتنمية وتحسين
الظروف البيئية بحوض نهر النيل، والذي نظمته مبادرة حوض النيل على مدار اليومين الماضيين
بالعاصمة الرواندية كيجالي، وفي إطار صفحة التعاون الجديدة التي فتحها الجانب المصري
مع دول حوض النيل عقب ثورة 25 يناير.
وشارك كذلك في جلسات منتدى مبادرة النيل أيضا لأول مرة وفد من خبراء جنوب السودان
باعتبارها دولة مستقلة من دول حوض النيل، ورغم عدم انضمامها الرسمي كعضو بالمبادرة
حتى الآن.
وناقش الخبراء من دول حوض النيل، خلال جلسات المنتدى، أهم التحديات المستقبلية
الطارئة التي من شأنها التأثير على حجم المياه الواردة إلى نهر النيل، ودور التغيرات
المناخية في تناقص حجم الأمطار التي تسقط على الحوض وأفريقيا.
وشدد الخبراء على ضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني في الخطط الحكومية المستقبلية
لتنمية موارد المياه والحفاظ عليها.
يأتي ذلك في الوقت الذي من المقرر فيه أن يعقد مجلس وزراء المياه والري في دول
حوض النيل اجتماعهم الفاصل، لحسم الخلاف حول البنود العالقة في اتفاقية النيل الجديدة
في العاصمة الكينية نيروبي في ديسمبر المقبل، والذي كان من المقرر عقده بالعاصمة الرواندية
كيجالي، السبت، وتم تأجيله للإعداد له بصورة جيدة لضمان نجاحه.
وتعلق مصر والسودان على اجتماع نيروبي آمالا واسعة للبحث في سبل إنهاء الخلافات
بين دول حوض النيل، وكان قد تقرر عقد هذا الاجتماع لمناقشة بند رئيسي يتعلق بمخاوف
مصر والسودان من الاتفاقية الإطارية لإعادة
تنظيم مياه النيل التي وقعت في مدينة عنتيبي في مايو 2010 ، والتي ثار حولها جدل كبير
وعدة تحفظات، خاصة من جانب دولتي المصب، باعتبار أن أي مساس بحصتيهما من مياه النيل
ستؤثر بالسلب عليهما.