مجمع البحوث: "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ" تدل على عظمة قدرة الله وعلمه وحكمته

أكدت لجنة التفسير بمجمع البحوث، أن سورة الرحمن تضمنت عددًا من لمسات رحمة الله الرحمن، وعظيم آلائه ونعمه علي عباده، ومنها تعليم القرآن لخاتم أنبيائه ورسله -صلي الله عليه وسلم- وللصالحين من الإنس والجن في زمانه ومن بعده, وخلق الإنسان، وتعليمه البيان.
وأضافت: أن سورة الرحمن تدعو إلى عدد من القيم الدينية العليا، ومنها الإيمان بالله وحده، وبما أخبرنا به من خلقه الغيبي من الملائكة والجن، وبالبعث والحساب، وبالجنة ونعيمها, وبالنار وعذابها فقال تعالى فى الآية 19 و20 من سورة الرحمن "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْنهما بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ"
وأوضحت أن سورة الرحمن سورة مدنية، ويقصد الله عز وجل من هذه الآية العبرة بخلق البحار والأنهار، وذلك خلق عجيب دال على عظمة قدرة الله وعلمه وحكمته حيث أرسل البحرين لا يحبس ماءهما عن الجري حاجز، وهذه تهيئة لقوله بعد يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان أى أنه خلقهما ومرجهما، يتصلان بحيث يصب أحدهما في الآخر،والبحر هنا يطلق على الماء المالح والعذب، والمراد منها تثنية نوعي البحر وهما البحر الملح والبحر العذب، كما في قوله تعالى وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج.
وأضافت لجنة التقسير أن المقصود ما يعرفه العرب من هذين النوعين وهما نهر الفرات وبحر العجم المسمى اليوم بالخليج الفارسي، والتقاؤهما انصباب ماء الفرات في الخليج الفارسي، في شاطئ البصرة، والبلاد التي على الشاطئ العربي من الخليج الفارسي تعرف عند العرب ببلاد البحرين لذلك.
وتابعت أن البرزخ هو الفاصل بين الماءين الحلو والملح بحيث لا يغير أحد البحرين طعم الآخر بجواره، وذلك بما في كل ماء منهما من خصائص تدفع عنه اختلاط الآخر به، وهذا من مسائل الثقل النوعي . وذكر البرزخ تشبيه بليغ أي بينهما مثل البرزخ وهو معنى لا يبغيان أي لا يبغي أحدهما على الآخر ولا يغلب عليه فيفسد طعمه فاستعير لهذه الغلبة لفظ البغي الذي حقيقته الاعتداء والتظلم.
وأوضحت أنه تبين من خلال الدراسات الحديثة أن لكل بحر صفاته الخاصة به والتي تميزه عن غيره من البحار كشدة الملوحة والوزن للماء حتى لونه الذي يتغير من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة والعمق وعوامل أخرى، والأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما وهذا تماماً ما ذكر في الآيتين السابقتين، وعندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور "هيل"، وكذلك العالم الجيولوجي الألماني "شرايدر" أجابا قائلين أن هذا العلم إلهي مائة بالمائة وبه إعجاز.