الطاقة الذرية لديها "بواعث قلق قوية" بشأن إيران

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان انتاج ايران الشهري من اليورانيوم المخصب الى درجة أعلى زاد لثلاثة امثال ما كان عليه في أواخر العام الماضي وان المنظمة التابعة للامم المتحدة لديها "بواعث قلق قوية" من وجود أبعاد عسكرية لانشطة طهران الذرية.
كما تحدث يوكيا امانو في كلمته امام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة عن عدم تحقق تقدم خلال جولتين من المحادثات لخبراء الوكالة مع طهران هذا العام.
ويجتمع يوم الاثنين في واشنطن الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث قضية ايران. وهما مختلفان حول توقيت أي تحرك عسكري محتمل ضد البرنامج النووي الايراني كملاذ أخير.
ورغم ان اوباما قدم قبل الاجتماع الذي يعقد في البيت الابيض تأكيدات بشأن عزيمة الولايات المتحدة القوية فيما يتعلق بايران الا ان موقفه وموقف نتنياهو ظلا متباعدين بشأن "الخطوط الحمراء" النووية التي يجب الا يسمح لطهران بتخطيها.
وتنفي ايران مزاعم بشأن سعيها سرا لامتلاك قدرات نووية من خلال جهود منسقة لتخصيب اليوارنيوم واختبار مواد متفجرة واعادة تصميم رأس صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.
لكن رفضها الحد من الانشطة النووية الحساسة التي لها استخدامات عسكرية ومدنية قوبل بعقوبات مشددة من الامم المتحدة ومن دول غربية.
وخلال جولتي محادثات في العاصمة الايرانية طهران في يناير كانون الثاني وفبراير شباط رفض المسؤولون الايرانيون رفضا قاطعا طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدخول الى موقع عسكري يعتبر محوريا للتحقيقات التي تقوم بها الوكالة في طبيعة الانشطة النووية للجمهورية الاسلامية.
وقال امانو خلال الاجتماع المغلق لمجلس محافظي الوكالة طبقا لنسخة من كلمته "مازالت الوكالة لديها بواعث قلق قوية فيما يتعلق بالابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني."
واستطرد "الوكالة غير قادرة على أن تقدم تأكيدات ذات مصداقية لعدم وجود مواد وأنشطة نووية غير معلنة في ايران ومن ثم أن تخلص الى ان كل المواد النووية في ايران تستخدم في انشطة سلمية."
وجاء في تقرير للوكالة للدول الاعضاء الشهر الماضي ان ايران تزيد بشكل ملموس من تخصيب اليورانيوم وهو ما أدى الى ارتفاع أسعار النفط خوفا من تصاعد التوترات بين ايران والغرب وتحولها الى صراع مسلح.
وقال امانو انه منذ تقرير الوكالة السابق الذي صدر في نوفمبر تشرين الثاني زادت ايران انتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب الى درجة تركيز تبلغ 20 في المئة الى ثلاثة امثاله. ويزيد هذا المستوى من التخصيب كثيرا عن المستوى المطلوب عادة في محطات الطاقة النووية.
وتقول الجمهورية الاسلامية ان اليورانيوم المخصب الى 20 في المئة هو لتزويد مفاعل في طهران لانتاج النظائر المشعة بالوقود.
ويرى خبراء ان التخصيب لمستوى 20 في المئة يستوفي كل الخبرات التقنية المطلوبة للتخصيب الى مستوى 90 في المئة وهو المستوى المطلوب للتفجيرات النووية.
وقال امانو في كلمته "ايران لم تتعامل مع بواعث قلق الوكالة بطريقة ملموسة."
وحتى يوضح عزمه على انه سيستمر في الاتصال بايران أضاف امانو "فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية ستستمر الوكالة في التعامل مع قضية ايران النووية من خلال الحوار وبروح بناءة."