نيويورك تايمز: تزايد أعداد الجنود الفارين من الجيش العراقي يفتت المؤسسة العسكرية

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تزايد اعداد افراد الجيش العراقي الذين قرروا ترك مواقعهم وعدم الاستمرار في القتال مع العناصر المسلحة بعد ان ازدادت هذه الحرب شراسة واسفرت عن حصد ارواح العشرات من الجنود العراقيين بشكل يومي.
وقالت الصحيفة، في تقرير اوردته اليوم الاربعاء على موقعها الالكتروني، انه بعد اشهر من القتال الشرس ضد عناصر مسلحة استعادت نشاطها من جديد، تضعف قوة الجيش العراقي من خلال تزايد اعداد الفارين من القتال، مما يغير مجرى الحرب ويؤدي الى تفتيت مؤسسة دربتها ومولتها الولايات المتحدة كان البعض يأمل في انها ستقدم للعراقيين المعنى السليم للمواطنة.
وأشارت الى انه في دولة تتمزق بسبب الخلافات الطائفية، يخدم السنة والشيعة مع بعضهم البعض في الجيش العراقي، غير ان انشقاقات الجنود السنة تهدد بتعميق التصور المتنامي لدى العراقيين من السنة ان الجيش يعمل كأداة للنفوذ الشيعي، حتى مع فرار بعض الجنود الشيعة من الجيش ايضا.
وأوضحت ان عدد الفارين من القتال وصل الى ذروته امس بعد ان ترك الجنود وقادتهم القواعد العسكرية بمدينة الموصل مما ادى لسقوط ثاني اكبر المدن العراقية في ايدي مسلحين ينتمون الى تنظيم "داعش".
ولفتت النيويورك تايمز الى ان القوات الهاربة تركت وراءها اسلحة ومركبات وحتى زيها العسكري في وقت استولى فيه المسلحون على خمس منشآت تابعة للجيش على الاقل ومطار المدينة، وانه في محاولة يائسة لاحتواء الخسائر، اضطر الجيش الى قصف قواعد خاصة به للحيلولة دون تسليم المزيد من الاسلحة للعدو.
وأضافت الصحيفة ان الازمة تحصل على زخم مع تزايد نفوذ المتشددين من السنة واستيلائهم على اراض في الاجزاء الشمالية والغربية من العراق، الى جانب ترك الجنود لمواقعهم القتالية في الجيش.
وفي لقاءات اجريت خلال الايام الماضية، قال جنود وقادة بالجيش ان الفرار من صفوف القتال اصبح على نطاق واسع، مع ترك عشرات الرجال لاسلحتهم وهجرهم لوحدات خط المواجهة في جميع ارجاء الدولة.
ونقلت الصحيفة عن محلل امني يعمل مع الحكومة العراقية اشترط عدم الافصاح عن اسمه قوله /انه قبل ان تترك القوات العراقية مدينة الموصل، كان الجيش يخسر ما يصل الى 300 جندي يوميا، ما بين فارين وقتلى وجرحى/.
ومضت الصحيفة تقول في تقريرها،إن الحكومة العراقية من جانبها قللت من حجم الازمة من خلال اللجوء احيانا الى تسجيل الجنود "مفقودين" بدلا من فارين من الجيش، كما القى مسؤولون عراقيون باللوم ايضا على موضوعات لا علاقة لها بالامر، حيث صرحوا، على سبيل المثال، بأن الجنود لا يعودون من اجازاتهم لكن فقط لأن الطرق التي تؤدي الى ميادين القتال لم تعد آمنة.
وأكدت الصحيفة ان الفرار من صفوف القتال بالجيش العراقي يهدد بتحويل النزاع المرير في العراق الى شيء اكثر خطورة من خلال حرمان الحكومة العراقية من مقاتليها مع محاولاتها المضنية لاستعادة السيطرة على مناطق استولت عليها العناصر المسلحة، مثل الفلوجة والآن الموصل، مشيرة الى انه مع وجود جنود اقل لمواجهة المسلحين، اصبح الجيش العراقي يعتمد على قذائف المدفعية والغارات الجوية للتصدي لهم.
وقال بعض العاملين في مجال حقوق الانسان إن هذه الغارات تتضمن استخدام قنابل برميلية عشوائية مما يشكل خطرا على المدنيين.