الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم على أبواب حرب باردة جديدة.. تواصل معارك التصريحات بين الولايات المتحدة والصين بسبب كورونا يقود إلى خراب عالمي

حرب بين أمريكا والصين
حرب بين أمريكا والصين

-اتهامات كبيرة للصين.. مسئولون أمريكيون: بكين تجسست علينا وسرقت أبحاثنا

- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على شنجهاي  بسبب الوباء القاتل

- الصين تهدد بفرض عقوبات على نواب الكونجرس

- العالم يعود إلى زمن الحرب مع الاتحاد السوفيتي والفضل لترامب

 

اعتبر ماثيو بيتي الصحفي الأمريكي، التوتر المتصاعد في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين على خلفية فيروس كورونا، بأنه حرب باردة ثانية بين البلدين، لن تقود العالم إلا إلى مزيد من الخراب والدمار، عوضًا على إنه لن يكون فيها منتصر، وفق ماذكرت وسائل إعلام أمريكية.  

ويقول ماثيو إن التصاعد اللافت في التصريحات بين البلدين واستمراره يرسخ لأزمة وحرب خفية باردة قد تتصاعد في لحظة وتصل إلى ما وصلت إليه التوترات والتهديدات بحرب كمثل ما وصلت إليه الأمور إبان الإتحاد السوفيتي السابق على خلفية أزمة الصواريخ الكوبية في الستينيات من القرن العشرين.

وأشار إلى أن الفضل في هذا التصعيد، يعود لـ"ترامب" صاحب اللهجة الهجومية التي تفتقر إلى الدبلوماسية، حيث انفرد الرئيس الأمريكي عن بقية زعماء العالم، وأطلق على فيروس كورونا المستجد "الفيروس الصيني" وهي تسمية بها وسم غير مرحب به لأي دولة، خاصة وأن الدلائل معظمها، حتى مستشار ترامب الصحي وتقارير المخابرات الأمريكية السي آي إيه، قالت إن الفيروس كوفيد-19، نشأ بشكل طبيعي  وتحور دون تدخل معملي، على غير ما زعم ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، بأن الصين صنعت الفيروس في معامل ووهان.


اقرأ أيضًا:

إنذار خطر في المملكة بعد 2840 حالة بكورونا.. 

كورونا يسقط أمريكا من عرشها كقوة عظمى أمام العالم

مصائب كورونا لا تأتي فرادى.. توقعات بحدوث أزمات كبيرة بعد انتهاء الجائحة

وانتقد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصين"لإجراءاتها المعاكسة" لاحتواء ومكافحة الفيروس الخميس الماضي، بعد يوم من تهديد وسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة للمشرعين الأمريكيين،  بينما اتهمت السلطات الأمريكية الصين بهجوم إلكتروني يهدف إلى سرقة الأبحاث الأمريكية المتعلقة بالفيروس.

وبحسب المحللين الأمريكين الذين استعرض ماثيو بيتي آرائهم، فالولايات المتحدة والصين تعملان على تشويه صورة بعضهما البعض، بينما تكافح كلتا القوتين العظميين لتولي مسؤولية التصدي لتفشي الفيروس عالميًا.

 لكن أحداث الأربعاء والخميس الماضيين، يمكن أن تشير إلى تحول في لهجة ولغة الخطابة من التصريحات المفرغة إلى احتمالية اتباعها بلعمل ملموس.

وقال النائب الجمهوري "رو كانا" :"للمصلحة الوطنية فإن الولايات المتحدة يجب أن ترد أمريكا بشكل جدي يناسب الفعل الصيني، إذا استهدفت الصين المشرعين الأمريكيين"، ولكن "هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لتقليل التوترات قبل ذلك الخوض في مثل هكذا مغامرة".

أضاف رو كانا "بينما تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا بتنسيق الجهود الرامية لمكافحة الفيروس بشكل جماعي وشفاف لإنقاذ الأرواح  من الوفاة أو المضاعفات الخطرة، فإن جمهورية الصين الشعبية تواصل إسكات العلماء والصحفيين والمواطنين، وتواصل نشر معلومات مضللة فاقمت من المخاطر، وهذا ما قاله بومبيو أيضًا".

 أشار رو كانا إلى بيان صادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية يحذر "المنظمات التي تبحث عن علاج لمرض فيروس كورونا الجديد، من احتمال استهدافهم من خلال هجمات سيبرانية من قبل الصين.

 من جانبها، حذرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، الصادرة باللغة الإنجليزية، أن "الصين غير راضية إلى حد كبير عن الإساءات الممارسة ضدها من قبل الولايات المتحدة بشأن وباء كوفيد-19 ، وأنها تفكر بإجراءات مضادة عقابية ضد الأفراد والكيانات الأمريكية ومسؤولي الدولة".

وزعمت صحيفة جلوبال تايمز، وفقًا لما أعلنته مصادرها الحكومية،  أن الصين ستضع  مالا  يقل عن أربعة نواب بالكونجرس الأمريكي تحت طائلة لائحة العقوبات الخاصة بها، علاوة على  "فرض تدابير مضادة من شأنها أن تؤلم المسئولين الأمريكيين".

ولفتت صحيفة  جلوبال تايمز إلى إنه "يمكن للصين أن تفرض المزيد من الإجراءات العقابية على أمريكا وعلى الدول ذات الصلة  بها والمناهضة للصين، بما في ذلك إجراءات  تستهدف عمليات التبادل التجاري".

وحددت الصحيفة الإجراءات بضرب مثال "بعض شركات ميسوري الأمريكية، على سبيل المثال، لديها استثمارات ممتدة في الصين، من المرجح أن تعاني هذه الشركات من عواقب وخيمة إذا صدمت أمريكا الصين بإجراءات عقابية، بحجة فيروس كورونا".

وسبق أن رفع المدعي العام في ولاية ميزوري "إريك شميت" دعوى قضائية في أبريل ضد الصين، مدّعيًا أن الحكومة الصينية "كذبت على العالم بشأن الخطر والطبيعة المعدية لـكوفيد19".

 بينما اقترح السيناتور جوش هاولي مشروع بقانون يسمح برفع دعاوى قضائية ضد الحزب الشيوعي الصيني "بسبب تصرفاته المتهورة في وقت بداية الوباء، بإسكات الناس وحجب المعلومات المهمة".

أشار مشرعون جمهوريون ومسؤولون أمريكيون إلى خلاف ما ذكرته المخابرات الأمريكية ومستشار ترامب الصحي بعدم التسبب العمدي من قبل الصين في تفشي الفيروس، ذاكرين أن الفيروس كان نتيجة لحادث عارض وغير متوقع تم في أحد معامل الصين (أي أن الفيروس لم ينشأ بشكل طبيعي)، وغطت الحكومة الصينية على الحادثة المروعة.

كما طالب الديمقراطيون بالمثل بإجراء تحقيقات،  وصوتوا بالإجماع في مجلس الشيوخ لدعم تايوان -وهي جزيرة تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين من أراضيها- للحصول على مقعد منفصل في منظمة الصحة العالمية، بعيدًا عن الصين، وهذا ماقد يمثل ضربة كبيرة للصين.

 لكن المعسكر الديمقراطي شكك أيضًا في نظرية اختراع فيروس كورونا في المعامل، وحذر من أن الاندفاع إلى حرب باردة مع الصين هو مصدر إلهاء خطير بينما تواجه الولايات المتحدة أزمة داخلية خطيرة، بعدما تحولت لبؤرة الوباء الأولى في العالم.

وقال السناتور كريس ميرفي فى حديث له مؤخرا مع صحيفة ناشيونال "وجهة نظري هي أنه بينما تتحمل الصين الكثير من المسئولية عن هذه الأزمة ، فإنه لم يكن من المحتم أن يموت مائة ومائتي ألف أمريكي".

 أضاف ميرفي "لقد تحرك  الرئيس  ترامب نحو الازمة بشكل غير مناسب ، مما أدى إلى أن يكون تفشي الفيروس  أسوأ بكثير في الولايات المتحدة من غيرها من دول العالم، و مما كان يجب أن يكون"، وهو ما يقول إن استمرار هذا التصعيد بين البلدين يقول باندلاع حرب باردة ثانية بينهما.