الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرصد الأزهر: المسلمات فى ألمانيا لا يشعرن بالأمان بسبب الاضطهاد الدينى

صدى البلد

عرض مرصد الأزهر للغات الأجنبية، تقريرا مفصلا عن حال المسلمات فى ألمانيا ومدى تعرضهن للإضطهاد بسبب ارتداء الحجاب.

عرض التقرير خبرا عن موافقة محكمةٌ ألمانية على حق ارتداء إحدى المحاميات المسلمات للحجاب في قاعة المحكمة فيما يعد انتصارًا لمبدئي حرية المرأة خاصةً والإنسان عامةً وحرية الاعتقاد.

وأضاف التقرير، أن هناك خبرا أخر فى النقيض من الخبر الأول يفيد خوف المحجبات في مدينة هامبورج بشمال ألمانيا من ارتداء الحجاب في المواصلات العامة؛ وذلك لتعرضهن للعديد من المضايقات والإهانات.

وذكر الخبر بعض الحوادث التي وقعت بالفعل ومنها أن امرأة في الخمسين من عمرها جذبت امرأة مسلمة شابة من الحجاب في إحدى وسائل المواصلات قاصدةً خلعه، مما تسبب للشابة المسلمة بالتواء في الرقبة، وتحدثت هذه الشابة عن المضايقات التي تتعرض لها على نحو مستمر هي وطفلتها ذات الأعوام الأربعة في وسائل المواصلات.

وفي خبرٍ آخر تحدثت أختان عن معاناتهما بسبب ارتداء الحجاب؛ حيث تقدمت إحداهن لشغل وظيفة لدى طبيب أسنان، وعند سؤالها هل سترتدي الحجاب في العمل قالت إنها ستفعل فرفضوا حينئذٍ توظيفها، أما أختها وبعض زميلاتها اللواتي ما زلن في سن الدراسة فقد تعرضن للتهديد بالطرد من المدرسة بسبب "ضبطهن" وهن يرتدين الحجاب، وكأنهن ضبطن يرتكبن جريمةً ما.

أما فى سويسرا سنجد حادثةً ذات دلالة في مدينة بيرن؛ حيث كانت تعمل امرأة مسلمة لسنوات طويلة في مغسلةٍ كبرى في المدينة، ولما طلبت من رب العمل أن يسمح لها بارتداء الحجاب رفض ذلك مرجعًا الأمر لأسباب صحية وأمنية.

وترتدي كثير من المسلمات في "هامبورج" الحجاب مما يتسبب لهن في مزيد من المضايقات والاعتداءات، كما ذكرت النساء المعنيات في مدينة هامبورج، فالنساء المسلمات المحجبات يجب أن يضعوا في حسبانهم المضايقات والإهانات التي سيتعرضن لها حال تجولهم في الأماكن العامة في "هامبورج".

وطبقًا لبيانات حكومية فقد انخفضت الهجمات على المساجد وكذلك الهجمات التي تستهدف المسلمين في النصف الأول من العام 2016م إلى 26 هجومًا بعدما وصلت إلى 44 هجومًا في النصف الأخير من عام 2015م. وقالت "أوزليمناس" عضو مجلس إدارة اتحاد الجاليات المسلمة بشمال ألمانيا والتي تشارك في تدريب المعلمين في مركز ومسجد "سانت جورج"، إن النساء المسلمات يرتدين الحجاب لأسباب دينية ولا يمكنهم نزعه ببساطة؛ حيث يتوجب عليهم طبقًا للسنة التي تعتبر مصدرًا فيما يخص الحياة العملية تغطية كامل الجسد عدا الوجه واليدين والقدمين، وهذا ليس للزوج دخل به بل هو علاقة المخلوق بالخالق.

كما نشرت صحيفة "بليك" خبرًا يتناول الحكم الذي صدر في مدينة بيرن بشأن امرأة مسلمة أقالتها مغسلة كبرى بالمدينة، لرفضها خلع الحجاب لأسباب دينية، وأشار القاضي إلى أن المغسلة لم تدلل على توجيه إرشاد للمرأة بأن تخليها عن الحجاب أمر ضروري مهنيًّا، وجاء في الحكم أن المرأة المسلمة كانت تعمل منذ 2009م برضى تام من قبل صاحب العمل، وذات يوم ذكرت أنها تريد ارتداء الحجاب وعرضت أنها ستغسله كل يوم، لكن صاحب المغسلة أبدى رفضه لهذا الأمر وهو ارتداؤها للحجاب في العمل لدواعي أمنية وصحية.

ووفقا للحكم كان يتعين على الإدارة أن تبحث عن حل آخر مع السيدة المسلمة، بعد الوصول لمرحلة أن المرأة يتعين عليها العمل بدون حجاب وهو ما لم تفعله المغسلة، وقضى الحكم بأن تدفع المغسلة تعويضا للمرأة المسلمة، وقد أيد المجلس المركزي للمسلمين موقف السيدة المسلمة، مشيرا إلى أن الذي يعوق عميلة اندماج السيدات المسلمات هو الموقف العدائي للإسلام وليس الحجاب، وذكرت الأمينة العامة للمجلس أن هناك حالات كثيرة مثل هذه في سويسرا لكن القليل منهن من يلجأن للمحاكم، وبعد هذا الحكم قد يلجأ الكثير من السيدات إلى المحكمة.

وأخيرًا نشر الراديو الثقافي الألماني مقالًا تحت عنوان: الأخوات المسلمات، تناول فيه ما يحدث للفتيات المسلمات في ألمانيا من اضطهاد بسبب ارتدائهن الحجاب، وكمثال على ذلك تناول المقال حالة الأختان ألينا وليلى من برلين، تحدثت ألينا عن موقف حدث معها عند طبيب الأسنان عندما تقدمت لطلب وظيفة كمساعدة له، وعند ذهابها لعمل المقابلة الشخصية معه، سُئلت هل سترتدي الحجاب أثناء العمل أيضا، وعندما أجابت بنعم، جاءتها الإجابة بأنهم لا يريدون ذلك، شكرتهم ورحلت، وأجهشت في البكاء وكان كل ما تتمناه أن تقدم نفسها لهم، بينما تحكي أختها أنهن تم ضبطهن أثناء الصلاة في المدرسة وتهديدهن بالطرد من المدرسة، وفي هذا الصدد قال الإمام فريد حيدر إن وقع كلمة "ضبط" غير لطيف بالمرة؛ حيث تبدو كأن الفتيات ضبطن في الحمام يدخن الحشيش.

وفى نهاية التقرير أوضح المرصد أن مثل هذه المحاولات تشير إلى نوع من أنواع التمييز الديني يمارس ضد المرأة المسلمة بسبب حجابها، وعلى الرغم من أن هذه الممارسات قد يغلب عليها أحيانًا الطابع الفردي إلا أنها تكررت في الآونة الأخيرة في أكثر من مدينة ألمانية بشكل لافت للأنظار جعل المسلمات لا يشعرون في الحياة العامة بالأمان والحرية والمساواة التي كانوا يشعرون بها من قبل.

وعبر المرصد عن استنكاره لهذه الممارسات التي يغلب عليها طابع التمييز والتضييق ويهيب بالحكومة الألمانية والقضاء الألماني اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة جميع مظاهر الإسلاموفوبيا هناك.