قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بوتين يروض مطامع أردوغان في سوريا.. الرئيس التركي يتراجع عن الإطاحة ببشار الأسد عن الحكم


  • مكتب أردوغان: تصريحات الرئيس حرفت
  • الرئيس التركي اعتذر عن إسقاط مقاتلة روسية في 2015
  • الاقتصاد سلاح بوتين للضغط على أردوغان


شهدت العلاقات الروسية التركية، أمس الأول الأربعاء، توترا إثر احتجاج موسكو على تصريحات قالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن العملية العسكرية التركية في سوريا (درع الفرات) تهدف لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد "الوحشي"، حسب تعبيره، وعبرت روسيا عن دهشتها من تصريحات أردوغان، ودعت أنقرة إلى توضيح موقفها، بينما نصحت مصادر في مكتب الرئيس التركي بعدم تفسير تصريحاته "حرفيا"، وأكد الكرملين أن الرئيسين الروسي والتركي تطرقا خلال مكالمتهما الهاتفية، إلى تصريحات الأخير (أردوغان) حول أسباب التدخل العسكري التركي في سوريا، وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي في تصريح صحفي، الخميس: "جرت الأربعاء مكالمة هاتفية بين رئيسنا والرئيس أردوغان، وتم التطرق إلى هذا الموضوع. وقدم أردوغان توضيحات بهذا الشأن".

وقد أدلى أردوغان بتصريحات أمس الخميس، أدلي حاول أن يقلل فيها من حدة تصريحه بأن العملية ليست موجهة ضد أحد باستثناء الإرهابيين، متراجعا بذلك بشكل واضح عن تصريحاته السابقة حول "إنهاء حكم الأسد"، وأوضح أردوغان: "الهدف من عملية "درع الفرات" ليس دولة أو شخصية معينة، بل التنظيمات الإرهابية فقط. ولا يجوز أن تكون لدى أحد شكوك بشأن هذا الموضوع الذي أكدنا عليه تارة بعد أخرى، ولا يجوز أن يعلق أحد على الموضوع بأسلوب مختلف أو أن يحاول تشويهه"، وشدد على أن تركيا، حتى لو بقيت وحدها، ستواصل محاربة الإرهاب.

وأضاف أن بلاده "تواجه معارضة من قبل الغرب في هذا المجال"، واستطرد قائلا: "قلق الغرب من سياسة تركيا تجاه سوريا والعراق، لا يعني أنه قلق على سيادة هاتين الدولتين. إنه لا يكترث بمستقبل سوريا والعراق. السبب الوحيد لوجود الدول الغربية هناك هو النفط"، وأضاف الرئيس التركي أن بلاده لم تسمح بتعزيز تنظيم "داعش" الإرهابي، ووحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي التابع لأكراد سوريا، لمواقعها قرب الحدود التركية.

وتعد الأزمة السورية أبرز النقاط الخلافية بين بوتين وأردوغان، حيث تشكل روسيا الداعم الأكبر للأسد وتشن غارات جوية تستهدف جماعات إرهابية وفصائل من المعارضة المسلحة، بينما تعد تركيا الداعم الإقليمي الأكبر لفصائل المعارضة السورية، وتأتي هذه التطورات بعد المصالحة التركية الروسية ولقاء أردوغان وبوتين بعد حل أزمة إسقاط تركيا للطائرة الروسية باعتذار تركي لروسيا.

وكان بوتين قال عقب لقائه مع أردوغان، إن روسيا وتركيا لديهما هدف مشترك يتمثل في حل الأزمة في سوريا وإن من الممكن حل الخلافات بشأن كيفية التصدي لها، وأضاف أن وجهات النظر الروسية والتركية بشأن سوريا لم تكن متوافقة دائما، لكن الدولتين اتفقتا على إجراء مزيد من المحادثات والسعي إلى إيجاد حلول، خاصة أن لتركيا ثوابتها في سوريا وهي "مستقبل دون الأسد"، و"أكراد محيدون"، و"حزام أمني يحمي حدودها".

وباستعراض الخطوات التى تمت بها المصالحة، فقد نجح بوتين في ترويض أردوغان، مثل إعلان أردوغان اعتذاره عن إسقاط المقاتلة الروسية، وزيارته لمقر الرئيس الروسي، وكذلك تراجعه عن المطالبة برحيل الأسد، قبل هذا التصريح الذي تم التراجع عنه أيضا، بحسب خبراء.

يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان حث وزراء أوروبيين، التقاهم في الآونة الأخيرة على تبني سياسة متشددة تجاه تركيا، وقالهم: "عليكم التعلم من الرئيس الروسي كيفية التعامل مع أردوغان"، وكان يعني القرارات التي اتخذتها موسكو، بعد إسقاط مقاتلات تركية لإحدى الطائرات الروسية العام الماضي.

ونقلت صحيفة هاأرتس الإسرائيلية عن دبلوماسيين أوروبيين، قولهم إن ليبرمان تحدث عن الإجراءات التي نفذتها الحكومية التركية بعد الانقلاب الفاشل في يوليو، والخلافات بينها وبين الاتحاد الأوروبي، قائلا: "لماذا تواصلون الصمت على هذا؟ لديكم الكثير من الطرق التي يمكنكم من خلالها الضغط على أردوغان"، وأضاف ليبرمان: "ينبغي على الدول الأوروبية الأساسية، بما فيها ألمانيا، التعامل مع أردوغان وحكومته بذات الطريقة التي قام بها بوتين بعد إسقاط الطائرة".

ولروسيا عدة كروت للضغط على تركيا، حيث أصبحت أنقرة من أهم الشركاء التجاريين لروسيا، لا سيما عقب انخفاض أسعار البترول، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الأخيرة من قِبل الدول الغربية، وتضاؤل تدفق رؤوس الأموال إليها، فيما بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا، نحو 25 مليار دولار سنويًا، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2010، قرابة 26.2 مليار دولار، فيما طرأ ارتفاع على هذا الرقم بنسبة 17.3 بالمئة، ليصل إلى 31.2 مليار دولار مع نهاية عام 2014، وفيما يخصّ الأشهر الـ 9 الأولى من العام الجاري، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، بحدود 18.5 مليار دولار، وبالنظر إلى الصادرات التركية خلال العام الماضي، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 157.6 مليار دولار، منها صادرات بقيمة 5.9 مليار دولار إلى روسيا، أي بنسبة 3.8 بالمئة من إجمالي الصادرات التركية.

وخلال الأشهر الـ 9 من العام الجاري، بلغ إجمالي صادرات تركيا، 107.3 مليار دولار، ووصلت قيمة الصادرات إلى روسيا خلال هذه الفترة، 2.7 مليار دولار، أي بنسبة 2.5 بالمئة من إجمالي الصادرات التركية، وتقوم تركيا التي تأتي بين الدول العشر الأولى المستوردة من روسيا، بتصدير المواد النسيجية والمنتجات المعدنية، بالإضافة إلى الخضار والفواكه الطازجة إليها، وخلال الأعوام الخمسة الأخيرة، تراوحت نسبة واردات تركيا من روسيا، بين 10 إلى 11 بالمئة من إجمالي مستورداتها، وفي مقدمتها الغاز الطبيعي والحديد والصلب وأنواع الحبوب.

ووصلت قيمة الواردات التركية خلال 2015، 242.2 مليار دولار، فيما بلغت قيمة وارداتها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، 156.3 مليار دولار، ووصل إجمالي قيمة الصادرات الروسية خلال العام الماضي إلى 496.6 مليار دولار، وقيمة وارداتها، 380 مليار دولار، وبلغت نسبة المواد المصدرة إلى تركيا 5.1 بالمئة من إجمالي الصادرات، فيما استحوذت المواد التركية على نسبة 1 بالمئة من إجمالي الواردات الروسية.

وكذلك مشروع مشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا "السيل التركي"، الذي أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، في مدينة ألانيا التركية، الخميس، أنه يصب في مصالح روسيا وتركيا وأوروبا.

وقد وقعت موسكو وأنقرة في أكتوبر الماضي، اتفاقا حكوميا لتنفيذ مشروع خط أنابيب "السيل التركي"، ويشمل المشروع مد أنبوبين عبر قاع البحر باستطاعة تصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، أحدهما لتلبية احتياجات السوق التركية، أما الآخر فمخصص للمشترين في جنوب أوروبا، لكن موسكو تريد الحصول على ضمانات أوروبية قبل بناء الخط الثاني، وكذلك مشروع محطة" أكويو" الكهرذرية في تركيا، والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية 25 مليار دولار، حيث صرح بأن مشروع الكهرذرية أصبح يحمل صفة الاستثمار الاستراتيجي، وقال: "تباحثنا حول الطاقة النووية ووصلنا إلى مرحلة متطورة من مرحلة الاستثمار...فيما يتعلق بمشروع محطة" أكويو" الكهرذرية، هذا مشروع استراتيجي مهم لروسيا وتركيا. نحن سنعمل كل ما في وسعنا لتنفيذ هذا المشروع بنجاح".