الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيويورك تايمز: مصر وتركيا تنتهجان «سياسة ناعمة» في مواجهة أزمة سوريا.. ونظام الأسد المستفيد الأول من إعادة ترتيب التحالفات بالشرق الأوسط

صدى البلد

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية:
السيسي وأردوغان لن يقفزا بكلتا رجليهما في معترك الصراع في سوريا
روسيا تلعب دورا لم يسبق لها منذ العهد السوفياتي بينما تتأزم علاقات أمريكا مع دول الشرق الأوسط
مصر تبحث عن حلفاء مهمين وعليها ركن مخاوفها من إيران على الرف


سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على موقف مصر وتركيا من المشهد المتأزم في سوريا، والذي أدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في الإقليم العربي، لتجد الحكومة السورية نفسها المستفيد الأول من التحولات الجارية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها اليوم "السبت"، أن مصر وتركيا كانتا في بادئ الأمر تعارضان صوتيا الرئيس السوري، بشار الأسد، إلا أن مواقفهما خففت مؤخرا، بدرجات متفاوتة، مشيرة إلى أن مصر، وهى بلد سني من حيث عدد السكان في المنطقة، قد حذرت من ثيوقراطية إيران الشيعية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة دعمها للحكومة السورية لأول مرة، بينما تركيا، وهي القوة الإقليمية السنية، بدأت إعادة تشكيل تواجدها بميدان المعركة السورية بالاقتراب أكثر من روسيا وتقليل دعمها الطويل للمتمردين الذين يقاتلون الأسد.

وأكدت «نيويورك تايمز» أن هذه التحولات تأتي في توقيت متقلب بالنسبة لدول في الشرق الأوسط، والتى ابتعد عدد منها عن الانحياز إلى الولايات المتحدة، وبدأت تتوخى الحذر في رهاناتها، متطلعة الى روسيا لتحويل الصراع في سوريا، مضيفة أن هذه المناورة من روسيا تأتي من قبل موسكو تأكيدا للدور الذي تلعبه في جميع أنحاء المنطقة، والذي وصل إلى درجة لم يسبق لها مثيل منذ العهد السوفياتي، من خلال تعمق شراكتها مع إيران على نحو متزايد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توتر التحالفات الأمريكية طويلة الأمد مع تركيا ومصر والسعودية، كما أن هذه الدول تواجه عدم يقين جديد مع انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، حيث أن سياساته لا تزال غير معروفة إلى حد كبير، باستثناء ما حرص على إعلانه مما قد يؤدي إلى زعزعة الأمور على مستوى السياسة الخارجية.

وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن مصر، قائلة إن "نفوذها تضاءل في المنطقة، ولذلك فهي تبحث عن حلفاء مهمين، وهو الأمر الذي قد يجعلها تركن مخاوفها من إيران على الرف"، حسب تعبير الكاتب.

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن روسيا تتطلع في الوقت ذاته، لتوسيع نفوذها وتمهيد الطريق لإعادة تأهيل حكومة الرئيس الأسد دوليا، والتي تهرول من أجل مزيد من التحالفات ولكن نتائج حركتها من أجل ذلك تبدو غير واضحة، حيث تشهد العلاقات الجديدة مزيدا من الفوضى والأعمال المتناقضة.

ويقول عضو وزميل مركز التقدم الأمريكي في واشنطن، بريان كاتوليس، إنه «في السياق سياسات الإقليم اليوم، فإن سياسة التحوط من قبل بعض الدول التي تقف على جبهات مختلفة من المشهد في سوريا فإنه من المرجح أن تستمر وقد تتسارع وتيرة تلك السياسات في ظل إدارة ترامب».

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مصر وتركيا على حد سواء، هما مثالين للدول التي تتبع سياسة التحوط، واختبار المواءمات، ولكن لا تقفزان بكلتا قدميهما في معترك المشهد المتأزم في سوريا.

وتضيف: "لقد وصلت تركيا إلى فهم أنه من المحتمل تغيير قواعد اللعبة مع روسيا في شمال سوريا – بخفض دعمها للمتمردين المحاصرين في المدينة المنقسمة في حلب، في مقابل إعادة نفوذها على طول حدودها – صفقة لم تتم سياسيا وعسكريا".

ووصفت « نيويورك تايمز» موقف مصر من حلفائها التقليديين، بأنه موقف متباين في بعض السياسات التي تخص سوريا، ولعل ذلك ما قد أحدث خلافا بين مصر والمملكة العربية السعودية، ومن جانب آخر تأمل القاهرة فى رأب الصدع مع واشنطن في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وعن ذلك، قال كاتوليس إنه يجدر الإشارة إلى أن لديها وجهة نظر مستقلة وموقف" حول النزاع السوري وعلى السياسة الإقليمية، وتحقيق التوازن في الولايات المتحدة وروسيا، وليس مواءمة تماما مع أي من دول الخليج العربي وإيران.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تركيا ومصر من المؤيدين البارزين للثورة السورية، وهو ما ما يتماشى مع موقف المملكة العربية السعودية، والتي ترى أن الصراع الدائر في دمشق هو صراع جيوسياسي وطائفي، إلا أن كلا البلدين بدأ يميل بدرجات مختلفة بعيدا عن موقف المملكة العربية السعودية ونحو روسيا.

وقارنت الصحيفة بين مواقف الرئيسين عبدالفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أردوغان من الأزمة السورية بموقف الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، والذي وصفته أنها حليف لأمريكا، موضحة أن الدول الثلاث تسعى إلى حماية نفسها من تداعيات الاضطرابات في سوريا - اللاجئين والمهاجرين والمتشددين الاسلاميين.