قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صناع السينما والنقاد: مصر قدمت أعمالا درامية تناقش قضايا الإرهاب فى التسعينيات .. والابتعاد عنها الآن بسبب الأفلام التجارية

السينارست محمد عبد المعطي
السينارست محمد عبد المعطي

- عبد المعطي: تكلفة الأفلام التي تواجه التطرف كبيرة.. والمنتج لا يحب المجازفة
- عاطف الطيب واجه بأفلامه الإرهاب.. والتسعينيات العصر الذهبي لتلك الموجةتواجه مصر معركة مع الإرهاب – لا تخفى على أحد – منذ عام 2013، وتقدم يوميا شهداء جدد من رجال الشرطة والجيش في هذه المعركة، وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه مصر هذه المعركة، حيث سبق وأن خاضتها في ثمانينات وحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي، وكانت السينما جزء من هذه المعركة، حيث قدمت عدد من الأعمال التي تناولت هذه القضية، بالإضافة لعدد آخر من المسلسلات التي تناولت نفس القضية، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا لا نجد أعمالا سينمائية ودرامية تتناول نفس القضية، هذا ما يرد عليه صناع ونقاد السينما في السطور التالية.

في تسعينيات القرن الماضي قدمت الدراما المصرية- سواء سينما أو تليفزيون – عدد كبير من الأعمال التي تناولت قضية الإرهاب والتطرف، أشهرها بالتأكيد "الإرهابي" للزعيم عادل إمام، و"الأرهاب" لنادية الجندي، و"الناجون من النار" لعمرو عبد الجليل، "طيور الظلام" لعادل إمام، "المصير" لنور الشريف، بالإضافة لمسلسلات كثيرة أشهرها "العائلة" لمحمود مرسي وتأليف وحيد حامد، في المقابل لم تشهد السنوات الأخيرة سوى فيلم "جواب اعتقال" الذي عرض مؤخرا لمحمد رمضان.

يرى السيناريست محمد عبد المعطي أن الأعمال التي تتناول الإرهاب تحتاج إلى تكلفة إنتاجية عالية، لأنها تتضمن مشاهد أكشن كثيرة، لذلك لا يتحمس المنتجين لها، ويضيف: "رغم أننا بالفعل في معركة ضد الإرهاب، والفن هو جزء من السلاح الذي يمكن به مواجهة التطرف، إلا أن على الدولة تولي هذه المهمة، في ظل تخوف المنتجين من التكلفة المرتفعة لهذه الأعمال، والدولة دائما كانت جزء من صناعة الفن في مصر، خاصة في ستينيات القرن الماضي".

ويستطرد عبد المعطي قائلا: "لا يجب أن تكون كل الأفلام تحمل طابع الأكشن، فقد تحتمل القصة تناول الإرهاب في عمل اجتماعي، وحتى رومانسي، كما على الكتاب أن يركزوا على دور الدولة في مواجهة الإرهاب"، وتابع: "لا يوجد أعمال يتناول بشكل صريح العنف والإرهاب، لكن قد تتضمن الأعمال خطوطا تتحدث عن التطرف، وأنا ضد ما يقال أن الجمهور يهتم بالموضوعات العامة والاجتماعية فقط، لأن مهمة المؤلف هو تقديم رسالته بشكل شيق وجذاب للمشاهد".

أما الناقد أحمد سعد قال إن التليفزيون المصري كان يتبني أعمال عديدة مثل مسلسل "العائلة" و"ليالي الحلمية" بأجزائها، والتي تناولت ظاهرة الإرهاب، لكن الإنتاج الآن مقتصر فقط على الشركات الخاصة، وهي تفكر فقط في معادلة المشاهدة والربح، حتى ولو لم تقدم رسالة، كما أن السينما في التسعينيات كانت تقدم نفس القضية، في مقابل الأفلام الحالية التي لا تهتم بهذه الحرب نهائيا.

وبسؤاله عن دور السينما في تقديم أعمال تتناول ما يحدث في سيناء، رد سعد قائلا: "على الدولة تقديم تسهيلات للمنتجين من أماكن تصوير وتصاريح لتقديم هذه الأعمال، خاصة أنها تعتبر مجازفة للمنتجين، وهذا قد يدفعهم لتناول تلك القضية، والابتعاد ولو قليلا عن الأعمال التي تصور في شهر أو أثنين لتقديمها في مواسم الأعياد والصيف".

أما المخرج أحمد عاطف فيرى أن الأفلام التجارية تسيطر على عقل المشاهد، والمنتجين يهتمون فقط بإرضاء الجمهور الذي يذهب إلى السينما، خاصة الشباب والمراهقين، لذلك أغلب الأعمال أما كوميدية أو أكشن، ويضيف عاطف: "الإرهاب قضية محورية في حياتنا، وأيضا لبلدنا والمنطقة العربية بشكل عام، ولابد من تقديم هذه الأفلام بشكل جاد ومحترم، كما يجب توفير الحماية لصناع تلك الأعمال، خاصة أنهم يتعرضون للتهديد بعد عرض تلك الأفلام، وهو ما تعرض له سابقا الفنان الكبير عادل إمام في التسعينيات".

وعن دور الدولة يقول عاطف: "على مؤسسات الدولة عدد من الأفلام كل عام، فمشروع دعم السينما نفذ مرتين، الأولى عام 2006، والثانية عام 2005، وعدم انتظام مشروع الدعم اثر على السينما، وأصبحت كل الأفلام تعتمد على الإثارة والبلطجة والكوميديا فقط".

وتمنى عاطف أن تعود موجة الأفلام التي واجهت الإرهاب في التسعينيات، وعلى رأسها أعمال المخرج الراحل عاطف الطيب الذي تناول في كل أفلامه مشكلة التطرف الديني، وتصاعد العنف في مصر.