الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشرطة الأسرية


تمت دعوتي منذ حوالي أسبوع كمتحدث في جلسة نقاش تدور حول طرح فكرة تطبيق الشرطة الاسرية . وكانت صاحبة طرح هذه الفكرة الدكتورة هالة عثمان رئيس مركز «عدالة ومساندة» والجلسة كانت بحضور لواءات سابقين وأعضاء مجلس شعب وأساتذة الاجتماع.

كان مطلوبا أن أتحدث عن الجانب النفسي للفكرة وكيفية تطبيقها ودوافع الفكرة وكيفية توصيلها إلي المجتمع. بحثت قبل النقاش عن الموضوع فوجدت أنه مطبق في عدة دول عربية وأجنبية وكل دول معايير الاختيار مختلفة والتطبيق مختلف لكن الاطار واحد . ومن ضمن المهام والوظائف الأساسية لضابط الشرطة الاسرية النظر في كل ما يتعلق بالاسرة من جرائم أو مشاكل مثل العنف الاسري والحاضنة والعنف ضد الاطفال ومشاكل المسنين ومشاكل الميراث.

مشاكل اسرة الشخص المدمن المشردين ومشاكل المرضي النفسيين الذين بدون مأوي والاطفال التائهين. باختصار مواضيع انسانية تتطلب ضابطا له مواصفات خاصة ويتم اختياره بأن يكون دارسا لعلم نفس او الاجتماع لديه قدرة علي الاستماع والاحتواء والقدرة علي الحل وليس التحقيق فقط.
 
وتم انشاء هذه الشرطة لكي لا يثقل ضابط المباحث بالعديد من المشاكل والقضايا البعيدة عن الشق الجنائي والبعيدة عن مقومات شخصيته . إذن انشاء هذا النوع من الشرطة له شق نفسي وشق اجتماعي النفسي هو تحقيق الامن النفسي للمواطن ووجود شرطة وسلطة تتعامل فيما يخص الاسرة.

تمت مناقشة هذه النقط أثناء حلقة النقاش. الفكرة تبدو رائعة وتهتم بحقوق الانسان وتحسن الصورة الذهنية للشرطة عند المواطن ولكنها لديها عدة عراقيل .سوف نسرد بعضها ..البعض سوف يقول إنها تحتاج إلي ميزانية كبيرة والبعض الاخر سوف يقول إن هذا ليس دور الشرطة ولكنها دور وزارة الشئون الاجتماعية.

والبعض الاخر سوف يقول ان هناك بالفعل شرطة نسائية وعلاقات عامة في الداخلية المصرية والبعض الاخر سوف يقول ان الداخلية مشغولة الان بمكافحة الارهاب والجريمة وتجارة المخدرات والسلاح والتجسس وتخريب البلاد. والبعض سوف يقول ان ضباط الشرطة انفسهم سوف يرفضون الفكرة لان الصورة الذهنية تري الضابط ممثلا للقوة والسلطة ومكافحة الجريمة وليس الانشغال بالقضايا الاجتماعية .والبعض قال ان هذا سوف يستدعي انشاء شرطة وإدارة كاملة وهذا يتطلب ميزانية كبيرة في ظل مشاكل اقتصادية.

الخلاصة إنني من المؤيدين للفكرة وإنها سوف تنعكس بشكل ايجابي علي المجتمع اذا تم تطبيقها بشكل صحيح وتم الترويج لها اعلاميا للرأي العام وتسويقها سياسيا لصالح الدولة امام المجتمع الدولي وسوف تساهم ايضا في الترويج الاقتصادي لان المستثمر يقتنع بالاستثمار اكثر اذا وجد البلد يهتم بالفرد وأمنه النفسي والاجتماعي.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط