كوارث إعلانية

ليس من السهل وضع تعريف محدد للإعلان لكن المفروض أن له أسس وقواعد يقوم عليها لكن هذا لا يحدث لأنها تتضمن معلومات مضللة ومزيفة وغير دقيقة او كما نقول تعطى انطباعات مخادعة و تغري المستهلكين بالشراء بناءاً على تلك المعلومات.
ورغم هذا قد لا تعد عملية التضليل مؤثرة بشكل كبير لأننا عرفنا أن الإعلانات تبالغ في الترويج لسلعها ووصفها بأشياء ومعلومات لا تكون موجودة من الأساس.
لكن الكارثة الحقيقة هو استخدام الإعلانات لبراءة الأطفال وسرعة اقتناعهم وتعلقهم بالأشياء من أجل أن يضغطوا على ذويهم ودفعهم إلى شراء سلع وخدمات لا يحتاجونها بل هناك أيضا ما هو أسوا وهو السلوكيات الخاطئة والعدوانية التي بدأت تبثها هذه الإعلانات في الأطفال بمساعدة قنوات الرسوم المتحركة التي يجلس أمامها الأطفال ليلا نهارا بعد رفض والديهم مشاهدتهم للقنوات الأخرى التي تذيع الإباحية دون اى حياء فليس أمامهم غير قنوات الأطفال التي بدأت هي الأخرى بث جانب كبير من الإعلانات على حساب أفلام الكارتون التي يستمتع بها الأطفال فيظل الطفل منتظرا استكمال فيلمه المفضل مما يجعله يشاهد بطريقة استفزازية هذه الإعلانات الكارثية التي تودي في النهاية إلى تكوين طفل عدواني.
فلك أن تتخيل طفل اعتادا والديه على صراخه اليومي وتخريب الكثير من أثاث المنزل وضربه المتكرر لإخوته دونما سبب يجلس لساعات طويلة دون أن يحيد ببصره عن شاشة التلفزيون متجاهلاً نداء والديه المتكرر, فضلا عن توجيه العبارات السيئة لهما بسبب رفضهما شراء ما يرغبه من هذه الإعلانات . . هل تتخيل كيف سيكون هذا الطفل في المستقبل؟ لا اعتقد انه سيكون مواطن صالح أو عالم يفيد هذا البلد بل سيكون مخربا ولصا كما جاء في إعلانات إحدى شركات المثلجات التي أكدت في إعلانها الأخير أن من يستطيع شراء منتجاتها قد يكون لصا.
[email protected]