فعل الحسنات يمحو السيئات

"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" سورة هود:آية 114: مكية.
قيل فى سبب نزول هذه الآية أن رجلاً أتى عمر فقال إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل شيء إلا الجماع فقال ويحك لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله قلت أجل قال ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال ائت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسله فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله فقال نعم فسكت عنه ونزلت الآية فقال الرجل ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة فضحك رسول الله وقال صدق عمر .
يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة عن أن الإكثار من فعل الخيرات والحسنات يكفر ذنوب الإنسان السابقة وعلى رأس الحسنات التى تكفر عن ذنوب الإنسان هى الصلاة .
معنى الآية : ان الله تعالى يأمر بأداء الصلاة على الوجه الأكمل لها فى أول النهار وآخره ويدخل فى هذا صلاة الفجر وصلاتا الظهر والعصر "وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ" ويدخل فيها صلاة المغرب والعشاء وأيضاً صلاة قيام الليل فإنها مما تزلف العبد وتقربه إلى الله تعالى .
"إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" هذا التعقيب يضع الصلاة في قمة الحسنات ، فالحسنات مطلقة سواء أكانت فرضاً أم غير فرض تذهب السيئات ، فالسيئة هي عمل توعد الله سبحانه من يفعله بالعقوبة ، ويكون إذهاب السيئة إما بمحوها من الكتاب وإما أن تظل في الكتاب ويذهب الله سبحانه عقوبتها بالمغفرة، وهناك أعمال كثيرة من الفروض والحسنات تمحو السيئات فإن الحسنات مع أنها تقرب إلى الله تعالى وتوجب الثواب فإنها تذهب السيئات وتمحوها.
"ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" أى إن إقامة الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل هي حسنات تذهب السيئات وفي ذلك ذكرى وتنبيه للنفس إلى شيء غفل عنه أي أن هذا الشيء كان موجوداً من قبل ولكن جاءت الغفلة لتنسيه فلا بد من مجيء معنى جديد ليذكر بما غاب في الشعور فإذا انشغلت عن طاعة وذهبت إلى معصية فالذكرى توضح لك آفاق المسئولية التي تتبع المعصية وهي العقاب .
ما يستفاد من هذه الآية أنه على المسلم أن ينشغل بزيادة الحسنات وألا ينشغل بمحو السيئات لأن الحسنة الواحدة بشعرة أمثالها وقد يضاعفها الله سبحانه أما السيئة فإنما تكتب واحدة.