وزير البيئة: ملتزمون بحماية 30 محمية طبيعية بمصر

أكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أن "الوزارة تعمل خلال الفترة المقبلة على توفير وسائل الحماية للمحميات الطبيعية والاستثمار فيها باعتبارها عامل حماية للموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي وحفاظ على الاتزان البيئي، حيث إنها تعكس جمال وسحر الطبيعة"، مشيرا إلى أن عدد المحميات الطبيعية في مصر يبلغ 30 محمية بنسبة تزيد على 15% من إجمالي مساحة مصر.
وفي هذ الصدد، أصدرت وزارة البيئة تقريرا عن أهم تلك المحميات، خاصة التى تعرضت لتعديات عقب ثورة يناير، ومنها محمية الغابة المتحجرة التي تعد من المحميات التى تزخر بكثافة من السيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب والذى ينتمى إلى العصر الأوليجوسينى ويتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر يتراوح سمكها بين 70 و100 متر وهى غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة والتى تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية، وقد تعرضت للجرائم والسرقات اليومية والتعديات فى الفترة الأخيرة عقب ثورة يناير، وقد تم تنفيذ حملة بالتعاون مع الجهات المعنية وتمت إزالة المخلفات وتحرير محاضر بها.
كما تم نشر بيانات الحملة بوسائل الإعلام، وكذلك تم نشرها على موقع الوزارة وجار الآن الإعداد لمشروع مركز بيئى عالمى بالمحمية متضمنا حديقة تخيلية للكائنات التى كانت تعيش فى مصر منذ 35 مليون سنة ومتحف هو أول متحف متخصص للحفريات الفقارية فى مصر.
وتعتبر محمية وادي دجلة من الأودية المهمة التى تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالى 30 كيلومترا، ويمر بصخور الحجر الجيرى الذى ترسب فى البيئة البحرية خلال العصر الأيوسينى بالصحراء الشرقية (60 مليون سنة)، لذلك فهى غنية بالحفريات يضم الوادى مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية منها أنواع من الثدييات مثل:- الغزلان - التياتل - الأرانب الجبلية - الثعلب الأحمر - الفأر ريشى الذيل - البيوض - الفأر أبو شوك - الخفاش أبو ذيل الصغير وغيرها، ومن الحشرات: الرعاش - أبو العيد - فراش النمر - أسد النمل وأنواع عديدة أخرى، كما تم تسجيل 18 نوعاَ من الزواحف.
وتقع محمية وادى دجلة فى نطاق مناطق عمرانية وسكنية لذلك فخارج نطاق المحمية توجد منطقة عمالة، وجار الإعداد لمخطط للمنطقة مع محافظة القاهرة لإعدادها كمنطقة مهمة للسياحة البيئية والتعليم البيئى، كا سيتم إعداد مخطط كامل لتطوير وادى دجلة، حيث إن المحمية أساسا معلنة لأعراض التعليم البيئي والسياحة البيئية.
وأيضا من المحميات المهمة، كهف وادى سنور، حيث تحتوى على تراكيب جيولوجية معروفة باسم الصواعد والهوابط فى صورة مثالية جميلة تكونت عبر ملايين السنين، حيث يرجع تكوينه إلى عصر الأيوسين الأوسط حوالى 60 مليون سنة نتيجة تسرب المحاليل المائية المشبعة بأملاح كربونات الكالسيوم خلال سقف الكهف ثم تبخرت تاركة هذه الأملاح المعدنية التى تراكمت على هيئة رواسب من الصواعد والهوابط، وتجرى الآن الوزارة التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للتجهيز للبنية التحتية لكهف وتأمينه تمهيدا لفتحه للزوار بعد انتهاء تلك الأعمال.
وأشار التقرير كذلك إلى محمية بحيرة قارون التى تعتبر من أقدم البحيرات بل وهى الباقية من بحيرة موريس القديمة، والتى اشتهرت عالميا بتوافر رواسب حفرية بحرية ونهرية وقارية يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون سنة والمتواجد على بحيرة قارون هو صرف زراعى، وذلك نظرا للطبيعة الجيولوجية لمنخفض الفيوم، كما أنه مقام على البحيرة مصنع ملح أميسال الذى يعمل على استخراج الأملاح وتحسين جودة المياه بالبحيرة ويخضع المصنع للاشتراطات البيئية.
وفيما يتعلق بمنطقة دهشور، نوه التقرير إلى أن منطقة دهشور تعد منطقة تراث ثقافى عالمى وليست محمية طبيعية.
أما وادى الحيتان، فتعد منطقة تراث طبيعى عالمى تتبع محمية وادى الريان، وقد صنف موقع وادى الحيتان كأحسن موقع تراث طبيعى عالمى فى العالم، وذلك عام 2012، وجار إعداد متحف للحفريات به الآن، وهى تعتبر منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون عام، وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفا مفتوحا، كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة، ويعتبر ذلك المتحف هو أول متحف فى مصر متخصص فقط للحفريات الفقرية.
وأكد التقرير أهمية وادى الريان، حيث تتميز منطقة وادى الريان ببيئتها الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية ومسطحات مائية واسعة وحياة نباتية مختلفة وحيوانات برية متنوعة والحفريات البحرية المهمة والمتنوعة وبشلالات جميلة، ولكنها نتيجة قلة المياه المتدفقة التى تصل إلى منطقة وادى الريان فقد حدث تقلص للحياه النباتية والبرية بالمنطقة.
وتتميز محمية وادى الريان بسهولة الوصول لها، حيث إن لها طريقا إسفلتيا ممهدا ويطلق عليه الطريق السياحى، وليس به أى مشاكل
وكذلك الطريق المؤدى إلى الشلالات، كما توجد بوادى الريان وحدة إسعاف موجودة على مدخل الشلال، أى تبعد حوالى 5 دقائق عن منطقة الشلالات.
كما توجد بالمنطقة دورات للمياه قام المشروع الإيطالى بتنفيذها بتكلفة 300 ألف جنيه، وهناك مخطط لتطويرها بعد أن تعرضت للتلف من الزائرين.