الأهلى "علم" على الزمالك

أثبت المهندس محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، احترافية منقطعة النظير لدى إدارته أزمة البث الفضائى وقيادته تحالفا تألف من 7 أندية، فإلى جانب القلعة الحمراء جاء نادى سموحة ومصر المقاصة ووادى دجلة ودمنهور وبتروجت والمقاولون العرب، رافضا الانسياق وراء جبهة نادى الزمالك التى أبصم بالعشرة أنها حصلت على "صابونة" فى نهاية المطاف.
شركة "بريزنتيشن" الراعية للأندية الـ13 باعت التروماى لمسئوليها ويمكن "العتبة الخضرا" كمان وحصلت على حقوق بث مباريات الدورى الجديد بسعر بخس لا يتجاوز 66 مليون جنيه، من بينها 14 مليون جنيه خاصة فقط بالزمالك.
طاهر تريث وفضل إجراء مشاورات مع مسئولى الستة أندية ولم يستمع لنداءات غريمه التقليدى وتهديداته بضرورة البيع بشكل منفرد بعيدا عن التكتلات والتحالفات استنادا إلى لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، وأنصت إلى مهندس الصفقة ماجد سامى، رئيس نادى وادى دجلة، ونجحا فى إقناع مسئولى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشراء المباريات لمدة موسم واحد نظير 80 مليون جنيه يحصل خلالها الأهلى على 40 مليون جنيه.
المتابع للشأن الرياضى يتفق معى أن الأهلى عقد صفقة من العيار الثقيل وعلم على الزمالك والـ12 ناديا الآخرين، فالقلعة البيضاء تعاقدت مع بريزنتيشن لمدة 4 سنوات، الأولى يحصل خلالها على 14 مليونا والثانية 16 مليونا والثالثة 20 مليونا والرابعة 22 مليون جنيه، فى اعتقادى أن مسئولى التسويق فى الزمالك فشلوا فى تقدير حجم الفريق الأول ولم ينتظروا لحين تحقيق المارد الابيض لأى بطولات تمكنهم من عقد الصفقات مع الشركات الراعية وهو قاعد حاطط رجل على رجل، لكن يبدو أن السنوات العجاف الأخيرة وعدم الحصول على لقب جعل اليأس يتسرب إلى قلوب المسئولين ويرتضون بأى مبالغ مالية.
والذى يدعو للاستغراب ناد مثل دمنهور صعد حديثا إلى دورى الأضواء والشهرة ونجح مسئولوه بفضل الفكر التسويقى والانضمام إلى جبهة النادى الأهلى فى الحصول على 6 ملايين و320 ألف جنيه من عائد بيع مبارياته للتليفزيون لمدة موسم واحد فقط فى حين أن نادى المقاولون العرب حصل على 8 ملايين جنيه لتميزه بحصوله على لقب وحيد فى البطولات الأفريقية، إلى جانب ظهور لاعبين بين صفوف ذئاب الجبل تخوض حاليا تجربة احترافية مثل محمد صلاح فى تشيلسي الإنجليزى ومحمد الننى، لاعب بازل السويسرى.
الأهلى والأندية الستة حصلوا على خطابات ضمان من مسئولى التليفزيون إلى جانب شيكات بنكية على أن يحصلوا على 20% من القيمة الفعلية خلال إبرام التعاقد فى الساعات القليلة المقبلة بما يضمن تلافى أى تأخير للمستحقات المالية مثلما حدث مع الهواة مسئولى اتحاد الكرة فى الموسم السابق.
يبدو أن الأندية الـ12 تراجع موقفها من الانضمام إلى تحالف الزمالك وتستعد لإجراء اتصالات مكثفة بمسئولى التليفزيون لشراء مبارياتهم على أن يسبقها فسخ التعاقد مع شركة "بريزنتيشن" التى هبطت على الوسط الكروى ببراشوت ليبقى الفارس الأبيض وحيدا بين الأندية.
التليفزيون نجح فى بيع مباريات الأهلى والستة أندية للقنوات الفضائية ولم يدفع مليما واحدا من قيمة التعاقد الـ80 مليون جنيه إلى جانب حصوله على حقوق بث المباريات أرضى وفضائى، ويتفاوض للحصول على جزء يسير من قيمة شارة البث الفضائى بما يتفق مع الفكر الاحترافى والابتعاد عن العقم الذى كان سمة أساسية خلال السنوات الماضية.
الأهلى يقدم كل يوم درسا لجميع الأندية فى الفكر الاحترافى دون أن يخرج مسئولوه على الفضائيات للتهليل أو الصراخ والخروج بالفضائيات لخوض وصلات تقطيع فى الآخرين، تحية تقدير لمدرسة القلعة الحمراء والقائمين عليها، ولا عزاء لأصحاب الأصوات العالية والجعجعة على الفاضى.