السيدة جيهان السادات وفخ الجلاد

تابعت حوار السيدة جيهان السادات، والتي كانت ومازالت في تقديري السيدة الأولي، فهي تستحق وبجدارة عن علم وعن خلق هذا اللقب، في حوار علي شاشة سي بي سي، تحدثت كثيرا كما تحدثت قبلا، عن تفاصيل وكواليس تحضيرات حرب أكتوبر المجيدة، التي أنتظرها هذا العام باحتفال مختلف يمحي الذكري المؤلمة لحفل الصالة المغطاة.
انتمائي لجيل أكتوبر العظيم، يجعلني أشعر بالفخر في كل حديث تطلقه السيدة جيهان عن تلك الفترة، فمن أقرب منها الي أنور السادات الرئيس الراحل، صاحب القرار، إنسانيات وتفاصيل كثيرة نعلمها ولا نعلمها، توثق في داخلنا مدي قوة هؤلاء القادة في هذا التوقيت، ومدي الإصرار علي النصر رغم صعوبه الظروف.
الحوار في مجمله إن كان محتواه عن أكتوبر فأنا أتمني أن أستمع إليه عشرات المرات، لكني أعتب عتابا علي السيدة جيهان لوقوعها في فخ الصحافة المصرية، الذي دائما يخرج عن الهدف ليصيغ أهدافه الخاصة، لتتحدث عن تهميش دور أنور السادات، واحتكار نصر أكتوبر في الضربة الجوية، وإن كان لي في ذلك حوار آخر ولكن، في إيجاز أري جيهان السادات قدوة وجب عليها التروي والتفكير وبعد النظر.
سيدتي ربما لم تنتبهي لاستدراج الحوار تجاه مبارك ورأيك الشخصي فيه ومدي ما تعرضتي إليه من ظلم وإقصاء، أذكرك في لقاء آخر علي شاشة تلفزيون الحياة تتحدثين عن التهميش علي استحياء، وعن المودة للسيده سوزان وتعاطفك مع أسرة الرئيس السابق، فلتنتبهي لأنهم يملأون الهواء لحساب ذاكرتهم علي ذاكرتنا، بينما لو سألتي جيل أكتوبر منَّا؛ فستعلمين جيدا أن إقصاءك أكذوبة فلم تسقطك ذاكرة المصريين لا إقصاء لوجودك ولا إقصاء لقيمة أنور السادات، فالشعب هو المعلم والمؤرخ الأول دائما وأبدا.
ولو كان الزمن والتاريخ يسمح لهم "مبدعين التوك شوز"، ولو كانت السيدة تحيه عبد الناصر علي الساحة لتسابقوا للوصول إليها لتتحدث عن مدي التشويه الذي تعرض له عبد الناصر في عهد السادات، ولسمعتي ما لم تسمعي قبلا، ولاهتزت حقائق كثيرة هي واقع علي الأرض الآن، فهم يصنعون التاريخ لأهوائهم، وتتوالي الأماكن، لننتظر معا أنا وأنتِ ظهور السيدة سوزان مبارك، ربما العام القادم مع نفس الجلاد لتتحدث عن مدي الظلم الذي تعرض له مبارك علي يد؟ لا اعرف من بالتحديد ولكني علي يقين أنه سيحدث.
يوما ما جلست أشاهد السيدة كاميليا السادات في جلسة عجيبة مع ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الاسلامية، وأظن غلبني النوم، فكان الكابوس الأزرق علي الشريط عنوانا، مصالحة تاريخية بين قتلة السادات وأسرته، أتخيلها قالت إنها سامحت في موت أبيها وتتطلع للمستقبل، من أولي أن يوجه له اللوم في ظل انتصارات أكتوبر.
سيدتي هو مجرد طلب فأنا أزعم معرفتي جيدا ما تملكين من حكمة وعلم ورقي، فأتمني أن تترفعي عن ما هو منصوب وموجه ومحدد ليغسل البعض به ثيابه علي حساب تاريخك، فلتتركي تلك الصغائر، فالتاريخ يدون جيدا ما حدث، والدليل أن بعض الأسماء لا تموت، محفورة في ذاكرة المصريين، فدعيني أدعوكِ لتكوني السيده الأولي كما عهدتك وتتبني أحتفالا خاصا في أكتوبر الحالي، فلتتبني مشروعا يعطي القيمة المستحقة لمصابين حرب أكتوبر المجيدة، فجميعنا نعرف جليا أن البعض منهم لا يجد قوت يومه، فإن كان هناك تهميش حدث فهو لهؤلاء الأبطال، بالقطع هم من سالت دماؤهم علي رمال سيناء، ولتثبتي لنا أنك استعدتِ المكانة التي ترغبينها وتقدمين لزوجك القائد ما يسد الثغرة التي يوصمون بها التاريخ لمصالحهم، ليزعزعوا ثبات ووطنية شباب للأسف قرأ من التاريخ ما انتقاه لهم آخرون.