زوج يرمى زوجته المريضة بـ" الذئبة الحمراء" فى الشارع ليخلو له الجو مع الساقطات

وقفت فى ركن مظلم، تتخذ من جدار احدى قاعات الجلسات بمحكمة الاسرة بمصر الجديدة ستارا تحتمى به من النظرات المتفحصة فى جسدها الهزيل، وعينيها المتورمتين من شدة المرض والبكاء على سنوات الحب والعطاء لرجل تخلى عنها لاصابتها بمرض نادر، وتزوج عليها باخرى "سيئة السمعة "- حسب روايتها- ، وبيد مرتعشة ، زرقاء اللون، متآكلة الأطراف، اخذت تخفى وجهها البائس بقطعة حريرية ، خوفا من شعاع ضوء يتسلل اليه، فيظهر ما أصابه من طفح جلدى احتل معظم قسماته، وفرض سيطرته على خديها وحاجز انفها الدقيق، كفراشة باسطة جناحيها ، انها فاطمة ذات الـ33 ربيعا ، التى لم تجد امامها سبيلا للتخلص من مأساة زواج استمر 11عاما سوى بالخلع .
"زوجى رمانى فى الشارع لاصابتى بالذئبة الحمراء" بهذة الكلمات الممزوجة بالمرار والقهر استهلت الزوجة الثلاثينية حكايتها ، و بصوت ارهقه المرض تتابع، وهى تدس يديها المرتعشة فى اكمام ثوبها الرث :" بدأت فصول معاناتى منذ 3 سنوات تفريبا ، عندما بدأت اعراض المرض النادر فى الظهورعلى جسدى الهزيل ، وبدأ جلدى يتأكل ، وصدرى يضيق ، ودوائر الطفح الجلدى المغطى بالقشور تزحف على وجهى وذراعى، ولم اعد قادرةعلى العمل لاسدد نفقات البيت.
حينها قرر زوجى المخلص ان يبحث عن بديل لى يصرف عليه وعلى مزاجه، وتزوج باخرى تعمل راقصة باحد الملاهى الليلية بعد شهور قضاها معها فى الحرام ، ورضى ان يكون الرجل الرابع فى سجل زيجاتها الطويل، رغم اننى لم اقصر يوما فى اداء واجبى الزوجى، فكنت دوما اتحامل على مرضى وآلامى لكى لايشعر بنقص او تغيير ، لكن يبدو ان قرار خلاصه منى باعتبارى اننى اصبحت بلا فائدة، وعبأ يثقل ظهره، كان نهائى وغير قابل للرحمة او الاستئناف ، لكن الله يمهل ولا يهمل ، واقتص لى منه و طردت بملابسه الداخليه كما فعل معى انا واولاده".
تنكس الزوجة الثلاثينية رأسها محاولة ان تخفى دموعها المنهمرة من عينها المنهكة، وتكمل روايتها :" لازلت اتذكر وجهه العابس وكلماته القاسية وصرخاته التى رجت ارجاء غرفتى فى المشفى فى اخر مرة دخلت اليها وهو يقول لى:" انتى خلاص مبقتيش تلزمينى، انتى واحدة ميتة، والصرف عليكى حرام"، لم تكن هذة المرة الاولى التى يعايرنى فيها بمرضى وضعفى، بل احيانا كان يضربنى اذا افلت كوب الشاى الخاص به من يدى المرتعشة ، او نسيت له امرا، لم يكفيه انه اذاقنى العذاب 11عاما، واهان كرامتى وجسدى طوال حياتى معه، واعتاد خيانتى على سريرى وامام عينى، بل كان دائما يتعمد طردى ليخلو له الجو مع ساقطاته.
وبسبب افعاله واذلاله لى اصيبت والدتى بجلطة افقدتها النطق والحركة، وكادت تودى بحياتها ، اما ابنتى الصغرى فلها الله فقد اصيبت هى الاخرى بحالة نفسية بعد طرد والدها لنا، واصبحت تتبول لا اراديا، حتى مرضى كان هو السبب الرئيسى فى اصابنتى به بسبب الضغط العصبى الشديد الذى كان يعرضنى له باستمرار، ولم يتحمله جهازى المناعى حسب قول طبيبى المعالج".
" دوما كنت اشعر بانه سيغدر بى، ولن يصون سنوات العشق التى عشناها معا قبل الزواج ، ووقفتى امام اهلى لافوز به زوجا ، وسيلقى بى فى الشارع مع اول ازمة تمر بى، وبالفعل حدث ما حسبت، ولم يرحمنى فى مرضى، لم امانع ان يتزوج باخرى فهذا حقه، ومن الظلم ان امنعه وانا فى حالتى هذة، لكن من الظلم ايضا ان يأخذنى لحما ويرمينى عظما، انا يحيا هو اونا اموت، وانا يرغمنى على دفع مبالغ مالية مقابل احتفاظى باولادى" قالتها الزوجة المعذبة وكأنها تحدث نفسها ، وبصوت يملأه الرضا بالمقسوم تختتم الزوجة الثلاثينية حديثها:" احمد الله لقد بدأت حالتى الصحية فى التحسن بعد مداومتى على تناول الادوية، لكن تظل المشكلة ان ثمن العقاقير يفوق قدراتى المادية، لذلك اتمنى ان اجد فرصة عمل انفق منها على علاجى واولادى، بعد ان تخلى عنهم والدهم كما سبق وتخلى عنى فى محنتى، وان تصدر المحكمة حكمها بخلعى من هذا الظالم فى اسرع وقت ممكن".