بعد 20 عاما.. تجدد المواجهات بين حزب العمال الكردستاني وحزب الله التركي

تواصلت المواجهات بين المتظاهرين الأكراد وقوات الأمن التركية في عدد من مدن جنوبي وجنوب شرقي البلاد، وخاصة في ديار بكر، رغم فرض حظر التجوال، وهو ما أسفر عن مقتل 24 مواطنا حتى الآن.
وأوضحت صحيفة (حرييت) التركية الصادرة اليوم الجمعة أن السبب الرئيسي في تزايد أعداد القتلى خلال التظاهرات المناهضة لتنظيم (داعش) هو اندلاع الاشتباكات المسلحة مجددا بين أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني (بي.كيه.كيه) اليسارية وأعضاء منظمة حزب الله التركية ذات التوجه الإسلامي المتشدد كما كانت عليه الأوضاع في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
يشار إلى أن منظمة حزب الله التركية هي منظمة كردية سنية مسلحة تأسست في أواخر السبعينيات لمواجهة منظمة (بي.كيه.كيه) الشيوعية، وعرفت بتشددها وعنفها ليس فقط في المواجهات المسلحة التي تقوم بها ضد (بي.كيه.كيه) فحسب، بل لكل من يخالفها في الفكر أيضا، فبالإضافة للعمليات المسلحة التي كانت تشنها على حزب العمال الكردستاني ما بين الفينة والأخرى، قامت أيضا باغتيال عدد من الرموز الإسلامية المخالفة لها في الرأي مثل عز الدين يلديريم والذي كان رئيسا لإحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية، وقد تم تأسيس جماعة حزب الله التركية بزعامة حسين ولي أوغلو في عام 1979 في مدينة بطمان الواقعة بجنوب شرقي تركيا.
جاءت الاشتباكات بعد أن أكد أديب كوموش زعيم منظمة حزب الله التركية، خلال تصريحات له الأسبوع الماضي، أن "المسلم لا يمكن أن يكون عدونا"، في إشارة إلى أعضاء تنظيم (داعش)، وهو ما أثار غضب واستياء أعضاء منظمة (بي.كيه.كيه) الذين يقاتلون في صفوف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري في مدينة كوباني (عين العرب).
وبحسب صحيفة (ميلليت) ذات الاتجاهات القومية، انتشرت مزاعم من مصادر مقربة لمنظمة (بي.كيه.كيه) الانفصالية عن توجه أعضاء منظمة حزب الله التركية للتعاون والتنسيق مع قوات الأمن التركية في عدد من مدن جنوبي وجنوب شرقي البلاد، لا سيما في ديار بكر، وهو الأمر الذي أحيا الخلافات والمواجهات بعد مرور 20 عاما بين أنصار المنظمتين الكرديتين.
وأكد أحد قياديي منظمة حزب الله التركية المحظورة في ديار بكر ، وطلب عدم ذكر اسمه، أن أنصارهم مستعدون لـ"حرب دموية" ضد أنصار (بي.كيه.كيه).. فيما أكدت مصادر من (بي.كيه.كيه) أن منظمة حزب الله لا ترى تنظيم (داعش) على أنه "منظمة إرهابية تقتل الأبرياء العزل"، وتقوم في نفس الوقت بتقديم الدعم اللوجيستي لتنظيم (داعش).
حزب (هدى)، الذي يعتبر امتدادا لمنظمة حزب الله التركية، برئاسة زكريا يابجي أوغلو، تأسس في عام 2013 بعد حصوله على مصادقة وزارة الداخلية لممارسة نشاطه السياسي مثل باقي الأحزاب التركية الأخرى، وتسير المنظمة الإسلامية المتشددة جميع أنشطتها السياسية عن طريق حزب (هدى)، الذي يحظى بثقل كبير في مدن جنوبي وجنوب شرقي تركيا.
وقد حصل حزب (هدى) في الانتخابات المحلية الأخيرة على نسبة 7.8% في مدينة بطمان، و4.32% في ديار بكر، وهو ما يمثل نجاحا كبيرا للحزب المعروف بهويته الإسلامية الكردية، وهو رصيد يخصم من حزب الشعوب الديمقراطية، الذراع السياسي لمنظمة حزب العمال الكردستاني.