الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جولات مكوكية للبابا في روسيا.. تواضروس يزور الكرملين و"المسيح المخلص".. وسفيرنا: الكنيسة المصرية جزء من القوة الناعمة

صدى البلد

- "تواضروس" يزور الكرملين خلال تواجده بـ"روسيا"
- البابا يزور أكبر كنائس روسيا ويتفقد المتحف الموجود بها وقاعة الاحتفالات
- البابا تواضروس: لا توجد خلافات بين الكنيستين المصرية والروسية
- السفير المصري في موسكو: زيارة البابا لروسيا مهمة تماما وتعني الكثير بالنسبة إلى البلدين
زار البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والوفد المرافق له، الكنائس الموجودة بالكرملين والتي تعتبر من أهم المعالم في الكرملين.
وفي إطار زيارته لجمهورية روسيا الاتحادية، زار البابا تواضروس أيضا كنيسة المسيح المخلص، والتي تعد الكنيسة الأشهر في روسيا، حيث إنها الكنيسة التي يتم فيها تنصيب بطاركة روسيا، كما زار البابا المتحف الملحق بالكنيسة وقاعة الاحتفالات الكبرى.
وبحسب بيان الكنيسة الرسمى فانه يرجع تاريخ بناءها إلى نهاية عام 1812 بأمر من القيصر ألكسندر الأول كنوع من الشكر للعناية الإلهية بعد جلاء آخر جنود نابليون بونابرت عن روسيا، وتم تفجيرها باستخدام الديناميت بعد أكثر من مئة عام على إنشائها بقرار من الديكتاتور الشيوعي جوزيف ستالين وتم تحويلها إلى حمام سباحة أوليمبي، ثم أعيد بناؤها بنفس الطراز القديم إبان الحكم الشيوعي.
وأضاف البيان "أن الكنيسة الروسية شجعت مساهمة فقراء روسيا وأغنياؤها في بناءها، وقد زارها الراحل البابا شنودة الثالث عام 1988 ضمن زيارته لروسيا بمناسبة مرور ألف سنة على وصول المسيحية لروسيا وكان يرافقه وقتئذ صاحبا النيافة الأنبا بيشوي والانبا سرابيون.
وأشار البيان الى أن البابا كتب كلمة تذكارية فى سجل التشريفات لكبار الشخصيات في كنيسة المسيح المخلص، وقد كتب عبارة "المحبة لا تسقط ابدا" باللغتين العربية والإنجليزية
وأكد تواضروس أنه لا توجد خلافات بين الكنيستين المصرية والروسية.. قائلا "نحن في حوار لاهوتي مع الكنيسة الروسية نشرح من خلاله الفهم المسيحي للعقيدة المسيحية".
وأضاف في حديث خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في موسكو - "غالبا ما ينتهي هذا الحوار ببعض التباينات على الألفاظ والمصطلحات.. والأمور بعد ذلك تسيير بشكل طيب".
ولفت إلي أنه يزور روسيا للمرة الأولى ويلتقي بالبطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا، لأول مرة كذلك، واعتبر زيارته لروسيا فرصة للتعارف ولتأكيد المحبة بين الكنيستين وبحث أسباب توقف الحوار بينهما، مشيرا إلى أن آخر زيارة إلى روسيا قام بها البابا شنودة الثالث منذ 26 سنة أثناء الاحتفالات الروسية بالألفية الأولى للمسيحية.
وقال البابا تواضروس إنه "كان يتمنى زيارة روسيا منذ زمن بعيد"، لافتا إلى أنه بزيارته الحالية لموسكو قد حقق حلما من أحلامه، منوها بأن التعارف مهم للغاية بين الكنائس على مستوى المواقف المشتركة والإنسانية.
وعن نتائج لقائه مع البطريرك كيريل، قال البابا تواضروس إنه "تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لاستئناف الحوار بين الكنيستين المصرية والروسية وللعمل والتعاون بينهما في المجالات اللاهوتية والتعليمية والرهبانية وغيرها".
وأضاف "لقد بحثنا أيضا مع المطران هيلاريون مسئول العلاقات الخارجية في الكنيسة الروسية إمكانية تشييد كنيسة قبطية في روسيا، والأمر يحتاج إلى تقديم أوراق رسمية لتسجيل هذا النشاط"، مؤكدا "أننا سنشهد ظهور كنيسة قبطية في روسيا في المستقبل".
وفي ما يتعلق بالفكرة التي طرحتها روسيا في العام الماضي بشأن عقد مؤتمر لمسيحي الشرق، قال البابا تواضروس إنه "لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع أثناء مباحثاته مع الجانب الروسي"
وأشار إلي أن قلق روسيا من أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط يمثل قلقا لكل العالم.. مضيفا "لا بد أن نجد المسلم والمسيحي، واليهودي أيضا، في حالة تعايش طبيعي في منطقة الشرق الأوسط لأن ما يحدث يعد أمرا غير طبيعي".
وذكر البابا تواضروس أن مباحثاته في موسكو سواء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أو مع البطريرك كيريل، تطرقت إلى أوضاع المسيحين في الشرق الأوسط، بجانب استماعه لشرح مفصل عن المشكلة الحادثة في أوكرانيا.. وقال إن "أوكرانيا، كما تعلمون، تقع على الحدود مع روسيا، وتحاول الصحافة والميديا الغربية بشكل عام قلب الأمور والحقائق".
وأضاف أنه "ينظر إلى روسيا، وإلى الكنيسة الروسية، على أنهما تحميان القيم والمبادئ الإنسانية"، لافتا إلى أنه في الغرب بصفة عامة ينادون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن كل هذه الأمور لا تحمل المعنى الحقيقي المقصود من ورائها.
وأوضح أن هذه الأمور تحمل الكثير من المعاني الأخرى، قائلا "ومن هذه الأبواب يدخلون إلى المجتمعات، وقد يفسدون هذه المجتمعات".
من جانبه اعتبر الدكتور محمد البدري، سفير مصر لدى روسيا، أن "زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لروسيا مهمة تماما وتعني الكثير بالنسبة إلى مصر وروسيا على حد سواء"، مؤكدا أن "الكنيسة المصرية هى "جزء هام من القوة الناعمة المصرية".
وقال البدري إن "البابا تواضروس لا يعتبر أن الكنيسة المصرية على خلاف عقائدي أو مذهبي مع الكنيسة الروسية".
وأضاف أن "قداسة البابا تواضروس يرى أن الخلاف بين الكنيستين لا يخرج عن الخلاف اللغوي، الذي يمكن معالجته بشكل إيجابي".
وتابع: "إن زيارة البابا لروسيا ستلعب دورا كبيرا في تطوير وتنشيط العلاقات بين الكنيستين المصرية والروسية، وهو ما يصُب في مصلحة العلاقات المصرية الروسية"، مؤكدا أن "البابا لا يمثل الأقباط فقط، وإنما يمثل المسلمين أيضا من خلال الكنيسة".
وأشار البدري إلى أن "زيارة البابا تواضروس إلى روسيا تعتبر زيارة روحية في المقام الأول، وتعمل على التقريب بين الشعبين المصري والروسي".
وقال إن "الكنيسة المصرية تعتبر وعاءً لنقل جزء من الثقافة المصرية"، مشيرا إلى الحفاوة الروسية التي استُقبل بها البابا تواضروس من قبل المسئولين الروس ومسئولي الكنيسة الروسية، من قبيل الحب لمصر، وتعكس نفس الروح التي شهدناها أثناء الزيارة الحافلة للرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا في 12 أغسطس الماضي.