الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المخدرات الإلكترونية وباء جديد لعصر العولمة بعد الإدمان للإنترنت

صدى البلد

المخدرات الإلكترونية (الرقمية) نوع جديد من المخدرات دخل العالم العربي في الأعوام القليلة الماضية، أدى إلى استنفار الجهات الحكومية والمدنية المعنية لدرء هذا الخطر عن الشباب والمراهقين ، فالمخدرات الرقمية وسيلة جديدة تشبه المخدرات الدوائية والكيميائية فى أنها تحول وتنقل المتلقى إلى حالة من غياب الوعى و تهدده باختلال التوازن الجسدى والعقلى ، وهذا النوع من المخدرات غير المجرم حتى الآن لا يتم تعاطيه لا بالفم ولا بالانف ولا بالحقن، لكن بالأذن عن طريق سماع الموسيقى التى تنساب من الأذنين على شكل نغمات ، لتصل إلى المخ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية، وتدخل متعاطيه إلى عالم آخر من الاسترخاء .
أسعار هذه المخدرات البسيطة بالمقارنة بأسعار المخدرات التقليدية بالإضافة إلى عدم تجريمها حتى الآن قد يؤدى إلى انتشارها بين الشباب ، إلا أن خطرها اسرع وأعنف من المخدرات التقليدية حيث تكون قاتلة نظرا لاستهدافها للمخ ، وما قد تشكله من حالة نفسية تدفع مدمنها لارتكاب جرائم او الإقبال على الانتحار ، وبعضها يدفع إلى الاسترخاء ويولد حالة مثيرة سرعان ما تزول وتولد هيجانا عصبيا ونفسيا.
وتتم تجارة هذا النوع من المخدرات عبر الإنترنت، وتأخذ منتجاته شكل ملفات صوتية (mp3 ) ، ويضع مروجوها ترددات سرية لموجات مخدراتهم و لا يطلعون الغير عليها محددين طريقة استعمالها ، وتصل سعر الجرعة منها ما بين ١٠ و ٣٥ دولارات ، وتتاح الجرعة الأولى منها بالمجان للتشجيع على الإقبال عليها.
ويشرح الدكتور محمود الشربينى استاذ جراحة المخ وطب الحالات الحرجة والمخ فى -تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - طريقة عمل المخدرات الالكترونية قائلا إنها تعتمد على تقنية تسمى النقر بالأذنين " بينورال بيتس " ، وملخصها هو تحميل ملفات صوتية من الانترنت بشكل ملفات( إم بى ٣ ) وتلحق بمتعاطيها نفس الضرر الذى تحدثه المخدرات التقليدية وكل ملف يطلق عليه اسم مشابهة لنوع معين من المخدرات ، حيث تتعدد أنواعها واستعمالاتها مثل المخدرات التقليدية ، وهي تحمل أسماء تلك المخدرات كل بحسب مفعولها، كالمارجوانا والكوكايين وغيرها، إلا أن المخدرات الرقمية تقدمت على سابقتها بالاستخدامات، فبالإضافة إلى هذه الأنواع، نجد من بين استخدامات المخدرات الرقمية إنقاص الوزن، ومسميات أخرى كـ"أبواب الجحيم" و"المتعة في السماء.
وبتفصيل أكثر وأوضح فان طريقة استخدام المخدرات الالكترونية يتم من خلال وضع سماعات من نوع جيد على الأذنين لإيصال المستوى المطلوب مع إغماض العينين ، وارتداء ملابس فضفاضة والجلوس فى أماكن مغلقة مع إضاءة خافتة وإطفاء جميع الأجهزة الموجودة فى الغرفة منعا لتشتيت انتباه المتلقى على الاستماع بما يتم بثه هذه المواقع .
وتكمن الخطورة فى وضع المتلقى على أذنيهة سماعتين واحدة على كل أذن ويتم سماع موجات صوتية مزعجة قليلا تصل قوتها أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز ، ومصحوبة بنغمات قليلة لتساعد على تحملها ، و يكون تردد الموجات بالأذن اليمنى مختلفا عن تردد الموجات بالأذن اليسرى مما يساعد المخ على توليد موجات بطيئة تسمى " موجات الفا " كالتى يولدها المخ فى حالة الاسترخاء ، وكذلك موجات سريعة تسمى موجات "بيتا " كالتى يولدها المخ فى حالة اليقظة مصحوبة بتركيز كبير ، فيشعر المتلقى بحالة من اللاوعى مصحوبة بهلوسات واختلال التوازن النفسى والعقلى والجسدى وتتميز هذه الحالة بالشرود.
وهذه الحالة خطيرة جدا للمخ لأنه يكون فى حالة ضعف شديد نتيجة تعرضه لإخطار متعددة ويؤثر تكرار سماع هذه الأصوات المشوشة التى تشبه الذبذبات وتسمع كالدقات على كهرباء المخ فتصبح غير مستقرة ، وبإمكان أي جرعة زائدة أن تفتك بمخ مستمعها ، وأهم هذه المواقع المسمومة على الإنترنت تسمى "اى دوسر" وقد وصلت هذه الآفة إلى اليوتيوب ، حيث يعرض بعض المتعاطين فيديو يظهر حالتهم الجسدية أثناء الاستمتاع.
وتوفير هذا النوع من المخدرات وتجربتها بالمجان للمرة الأولي للتشجيع على تعاطيها ، غالبا ما تحقق غرضها وتوقع المستمع إليها ضحية للإدمان ، ويقبل على شرائها بأي سعر باستخدام نظام الدفع الالكترونى ويزيد سعرها حسب المدة التى يتم شراؤها .


-