قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إنهم يخرقون السفينة


عن الرسول الكريم: «إن قوماً ركبوا فى سفينة فاقتسموا، فصار لكل منهم موضع، فنقر رجل منهم موضعه بفأس، فقالوا: ما تصنع؟ قال: هو مكانى أصنع فيه ما أشاء، فإن أخذوا على يده نجا ونجوْا، وإن تركوه هلك وهلكوا» صدق رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم.
جماعة الإخوان مثل قوم ما إن ركبوا سفينة الوطن واتخذوا موضعاً حتى شرعوا فى خرقها بفؤوس أغلبيتهم وما يزعمون، الجماعة بترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية تخرق سفينة الوطن المبحرة - بحمولة ثقيلة - من عند القاع، الإخوان ينقرون قاع السفينة بفأس الأغلبية المسنونة، فإذا قالوا لهم ماتصنعون إنكم لهالكون، قالوا هى أغلبيتنا نصنع فيها ما نشاء، فإن أخذوا على أيديهم، باعتبارهم مبتدئين فى علوم السياسة والحكم نجوا ونجوا، وإن تركوهم يستولون على تأسيسية الدستور والحكومة والرئاسة هلكوا «الإخوان» وهلكوا «الأحزاب خاصة ذات المرجعية الإسلامية».
الإخوان يخرقون السفينة عمداً مع سبق الإصرار والترصد، الإخوان بترشيح خيرت الشاطر يحكون أنف المجلس العسكرى الذى تدخل معه الجماعة مرحلة صدامية تعيد للأذهان صدام ١٩٥٤، مع اختلاف التفاصيل والوسائل، الثابت أن هناك صراعاً مكتوماً على طرفيه، ترشيح «الشاطر» بعد مواجهات الأسبوع الماضى، على أرضية التأسيسية يؤجج الصراع المكتوم بين «الإخوان» و«العسكرى»، وإلا لما ذهب «العسكرى» إلى استصحاب القوى المدنية والليبرالية إلى اجتماعات علنية يحضرها رئيس المجلس المشير طنطاوى بنفسه، وهو الذى ظل عازفاً عن حضور تلك اللقاءات مفوضاً نائبه الفريق سامى عنان فى حضورها، اللقاءان الأخيران بدا فيهما حجم الصلف والاستعلاء والتصلب والتسلط الإخوانى فاضحا، لتكون القوى السياسية الحزبية على اختلاف مسمياتها شاهدة على الإخوان ويكون الشعب عليهم شهيداً، «اقرأ شهادة النائب مصطفى النجار على اجتماع المشير بالأحزاب والقوى السياسية».
تخرق الجماعة سفينة الوطن من موضع القوى الإسلامية التى ارتضت حازم أبوإسماعيل مرشحا ذا مرجعية إسلامية، ولعل السلفيين الذين أعلنوا تأييدهم لـ«حازم» سراً وعلانية صدموا فى الإخوان كما لم يصدموا من قبل، الإخوان نقضوا العهد، رئاسة الوزارة «إخوانية» والرئاسة «سلفية» قسمة ضيزى، وصارت الهيئة السلفية الشرعية «أعلى تجمع لأقطاب السلفية» وتضم المهندس خيرت الشاطر «عضواً» فى مأزق بين «حازم» مرشحها «البكرى» والشاطر «المتنفذ فى جماعة الإخوان». الصوت الإسلامى صار مقسوماً على أربعة «حازم وأبوالفتوح والعوا والشاطر» والصوت الإخوانى على ثلاثة «أبوالفتوح والشاطر والعوا» والصوت السلفى سيصطف وراء «حازم» وحده لا شريك له نكاية فى الإخوان ومرشحهم «الشاطر»، وجميع المرشحين الإسلاميين تضاءلت فرصهم فى اللحاق بجولة الإعادة فى التفتيت المنهجى للأصوات بترشيح «الشاطر».
تخرق الجماعة سفينة الوطن فى موضعها، حيث تقبع قواعد الجماعة محشورة بين جبلين، مرشحين، «أبوالفتوح» رجل البعث الثانى فى الجماعة «١٩٧٣» والشاطر مهندس «مرحلة التمكين» بين واجبات السمع والطاعة التى تربوا عليها فى كنف الجماعة، وبين ما يعيرون به من جانب أقرانهم فى مختلف القوى السياسية والدينية بسب تبدلات وتحولات مكتب إرشاد الجماعة، بداية من عدم تسمية مرشح رئاسى، مضافا إليه عدم دعم مرشح ذى مرجعية إسلامية «يقصدون الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح» إلى دعم مرشح ذى مرجعية إسلامية «ليس أبوالفتوح» إلى ترشيح أخ «ليس خيرت الشاطر بالضرورة»، ثم تفصيل قرار الجماعة على مقاس الشاطر، والقواعد مع كل قرار يهيمون، وينافحون الخصوم، ويبرزون فى ساحات الوغى الحوارى مقحمين، منهم من أعلن تأييده لـ«أبوالفتوح» ومنهم من ينتظر رسائل المرشد «بديع» صباح كل خميس.
الجماعة تخرق موضعها – هى - فى الشارع السياسى، بعد أن خرقته فى جانبه الدينى، باعتبار أنها من خلفت الوعد.. يقول المصطفى: «عِدَةُ المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف الله بدأ، ولمقته تعرض» ــ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليمات. شعبية الإخوان تنهار على نحو غير مسبوق، وسيجر ترشيح «الشاطر» الجماعة إلى حافة الهاوية، ولعل الإمام حسن البنا فى قبره يتألم، بعد أن ضاعت الفرصة التى مات دونها، فلما دنت قطوفها بُهت الذى كفر بالديمقراطية، ولن تسعفهم قواعدهم التى أصابتها الصاعقة «صاعقة الترشيح على الهواء مباشرة دون تدخل من سحرة فرعون» وهم ينظرون فعل الأيدى المتوضئة بالوطن وبالجماعة وبمرشحهم الأثير الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، صار السؤال فى القواعد ــ والسؤال لغير الله مذلة ــ : من يقرض أبوالفتوح صوتا حسنا؟
نقلا عن المصرى اليوم