"مصر تتحدث عن نفسها".. هدية فرقة "الصامتون" للثورة

تستعد فرقة "الصامتون" وهي أول فرقة جميع أعضائها من ذوى الإعاقة السمعية لتقديم ملحمة راقصة عن الثورة المصرية بعنوان "مصر تتحدث عن نفسها" إهداء لأرواح شهداء 25 يناير المجيدة ولجموع الشعب المصري على اختلاف طوائفه صانع المعجزات على مر التاريخ الذى صنع أعظم ثوره فى التاريخ أبهرت العالم.
كما تستعد الفرقة للمشاركة أواخر ابريل الجاري فى مهرجان الإبداع العربي الأول الذي تقيمه رابطة إبداع العالم العربي والمهجر بفرنسا بدعوة من الشاعرة المغربية د.أميرة عبد العزيز رئيس الرابطة.
وتعد فرقة الصامتون المصرية للأداء الحركى هى الأولى من نوعها فى العالم للمسرح الراقص وتتكون من ثلاثين شابا وفتاه من "الصم والبكم" يتحدون اعاقتهم بالفن والابداع ، وقد تأسست الفرقة فى عام 2005 بمبادرة انسانية رائعة للفنان رضا عبد العزيز مخرج ومصمم الرقصات المصرى مؤسس مسرح الصامتين.
واتجه عبد العزيز لتأسيس فرقتة الفريدة والعجيبة بعد ان لاحظ ان العروض المسرحية التى تقدمها فئة الصم والبكم بلغة الاشارة لا تحقق التفاهم والتواصل بينهم وبين الجمهور الذى يصعب عليه فهم لغة الاشارة فأراد ان يبتكر اتجاها فنيا جديدا يعتمد فيه على لغة الجسد او ما يعرف فنيا بالرقص المسرحى، وعلى طريقة الموسيقار العالمى بيتهوفن الذى الف اروع موسيقاه بعد ان فقد السمع تدرب اعضاء فرقة الصامتين على يد مؤسسها الذى اتخذ من اسلوب الموسيقار بيتهوفن فى التعامل مع الموسيقى وهو ما يعرف بأسلوب الاتصال العظمى.
وقال عبد العزيز ان الموسيقار العالمى بيتهوفن كان يسمع لسنوات طويلة قبل ان يفقد السمع وخبرات بيتهوفن الموسيقية التى اكتسبها قبل اصابته بالصمم افادته كثيرا بعد اصابته بالصمم، لكن اعضاء فرقة الصامتين ولدوا صما لا يسمعون ولا يتذوقوا الموسيقى ولا يعرفون الفرق بين الاصوات والنغمات،لذا كان يتوجب على عبد العزيز ان يقوم بتطوير اسلوب بيتهوفن ليتناسب وطبيعة اعاقة الصامتين وظروفهم الخاصة.
وبعد محاولات مضنية ابتكر عبد العزيز اسلوب الاتصال العظمى بالنقر على الكفوف والاكتاق ونجح فى ان يجعل الصامتون يحسون الموسيقى عوضا عن سماعها ، ورغم اعاقتهم السمعية استطاع الصامتون ان يحققوا الانسجام والتوافق بين الحركات الراقصه التى يؤدونها والنغمات الموسيقية التى لا يسمعونها!!
وعلى مسرح دار الاوبرا المصرية فى عام 2006 خلال فاعليات المهرجان الدولى للرقص المسرحى تم الاعلان رسميا عن ولادة اتجاه فنى جديد للعالم يحمل اسم مسرح الصامتين حيث كانت المشاركه الاولى للفرقه فى مهرجان ، وتوالت من بعده مشاركات ونجاحات الفرقه فى العديد من المهرجانات والاحتفاليات المهمة.