تشويه «آلهة وملوك» للنبى موسى يثير جدلا..إلهام شاهين:يشكك فى الأديان تحت شعار الإبداع..والعلماء:تجسيد الأنبياء حرام

«القصبي زلط»:
«آلهة وملوك» يكذب القرآن.. وينكر شق البحر لـ«موسى»
لا يوجد أي دين يُبيح تشويه صورة الأنبياء عليهم السلام
إلهام شاهين: «آلهة وملوك» يُغيّر في الأحداث الخاصة بالمعلومات الدينية
يُنكر حقائقَ ثابتةً في الكُتبِ السماوية والقرآن الكريم
الفن أكبرُ وسيلةٍ للتأثير على الشعوب
أثار فيلم «الخروج: آلهة وملوك»، استياء كبيرًا بسبب تصوريه بأن البحر شق لسيدنا موسى بسبب بسبب زلزال وليس معجزة، وينصر الفيلم المدعين بأن الأهرامات بناها اليهود في مصر.
قال الدكتور القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ادعاء الفيلم بأن البحر شق لسيدنا موسى -عليه السلام- بسبب زلزال، يعتبر تكذيبًا واضحًا للنص القرآني وإنكار للقدرة الإلهية، مؤكدًا أن الله -عز وجل- جعل البحر أداة إهلاك وأداة نجاة في الوقت نفسه، فنجاة لموسى وقومه وهلاك لفرعون وأتباعه.
واستشهد زلط في تصريح لـ«صدى البلد» بقول الله تعالى:- «فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ»، موضحًا أن الطَّوْد الْعَظِيم يعني الجبل العظيم.
وأضاف «أنه بعد أن انفلق البحر وعبور سيدنا موسى، ظن فروعون أنه إله وأن البحر انفلق له، وهنا أطلق البحر أمواجه فمات، موضحًا أنه ما يدل على أنه معجزة وليس زلزالاً أن فرعون نفسه عندما أدركه الغرق «قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ».
وأشار إلى أنه لا يوجد أي دين يُبيح تشويه صورة الأنبياء عليهم السلام الذين قال الله فيهم «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ». وقوله تعالى:- «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ».
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن مجمع البحوث أفتى بأن تجسيد الأنبياء ليس مشروعًا وفيه حرمة، لأن من يُجسد الأنبياء يقوم بأعمال أخرى فيها إهانة وابتذال، مشيرًا إلى أنه لا بد من ترك تجسيدهم من باب سد الذرائع، ويستعاض عن هذا بأقوالهم، منوهًا بأنه لا نرى داعيًا لإبراز الصورة المُجسمة أو المُجسدة ويكتفى بأقوال الأنبياء في المواقف التي حدثت منهم.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الفيلم يُغيّر في الأحداث الخاصة بالمعلومات الدينية، ويُنكر حقائقَ ثابتةً في الكُتبِ السماوية والقرآن الكريم بحجة الإبداع فهذا كذب لا إبداع.
ونوهت، بأن ادعاءَ الفيلمِ بأن البحرَ شُقَ لسيدنا موسى -عليه السلام- بسبب زلزال فهذا كذبٌ وافتراء محض وافتراءاتٌ ليس لها أساسٌ وقصةٌ وهميةٌ، مؤكدًا أنه قلب للحقائق وتدليس وغش للشعوب وتشكيك الناس في أديانهم.
ولفتت إلى أن تجسيدَ الأنبياءِ في الأعمال الفنية غيرُ مستحبٍ ولا يوجد نص في القرآن أو السنة بتحريمه، مشيرةً إلى أن الفنَ أكبرُ وسيلةٍ للتأثير على الشعوب الآن، ومنوهة بأن هناك قواعدَ تشرط في نوعية هذه الأفلام ومنها ألا يكون فيه خروجٌ على الدين والقيم والمبادئ الدينية لجميع الشعوب، وألا يفسد الشعوب ويساعد على إصلاح المجتمع.
يذكر أنه تم تحديد عرض فيلم "سيدنا موسى" بمصر 31 ديسمبر، ويصور المخرج «ريدلى سكوت» بأن البحر شق لسيدنا موسى بسبب زلزال وليس معجزة، وصورت أجزاء منه فى معابد أسوان، وينتصر الفيلم لأصحاب رأي أن اليهود هم من بنوا الأهرامات.
ويسلط الفيلم الضوء على قصة الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم على فرعون وقومه، ويظهر أيضًا العلاقة بين موسى وفرعون مصر «رمسيس»، وعلاقة الود بينهما وترعرعهما سويا قبل أن يدب بينهما الصراع، ويجسد النجم "كريستيان بيل" شخصية نبى الله موسى، وطرح الفيلم أول أمس الجمعة وتصدر إيرادات السينما الأمريكية، محققًا ربحًا بنحو 8.6 مليون دولار.