قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يوم في حياة مواطن


جميعنا يعلم أن احلى لحظات النوم هي التي تلحق رنة منبة الصباح، فبعد أن تفتح عينيك وتغلق هذا المنبه اللعين حتي تجد حالة غرام بينك وبين الوسادة وحالة دفء رائعة في الفراش وتنهمر علي ذهنك احلام وذكريات لذيذة، بل يأتي الشيطان اللعين ليجلس بجوارك على حافة الفراش ويقول ـ خليك ماتروحش الشغل اشتعل من البيت هيحصل ايه يعني لسة عندك اجازات ـ تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتقوم تفرك عينيك وانت تودع الوسادة وكأنها عزيز عليك ستتركة وتسافر، ثم تبدأ في طقوسك الصباحية في اعداد الافطار وفنجان القهوة وارتداء ملابسك والاطمئنان على حقيبة العمل وتصفف شعرك وتضع عطرك وتمضي.
لقد تأخرت فقط خمس دقائق والشيطان بجوارك والأحلام اللذيذه تداعبك، اذا ستذهب من فورك الي المترو، وتصعد السلالم وانت تنظر في ساعتك وتجد من يسير امامك في بطء ، تحاول تخطيه فتجده ينظر في هاتفه المحمول غير مكترث انها ساعة ذهاب الموظفين للعمل وبحركته البطيئة يؤخر الناس ، ثم تقف في طابور المترو لتجد حالة تسابق لقطع التذكرة وأحدهم يقف ومعه مائة جنية ولا يجد فكة في الشباك ويعطل الطابور بأكملة ، تقطع تذكرتك بعد جهد، وتقف على الرصيف.
وبمجرد فتح الباب تجد اندفاعات عشوائية من الجميع واكتاف تدفعك وايدي تضربك رغبة في اللحاق بمقعد، حتي مقاعد كبار السن يجلس عليها الشباب غير عابئين بالكبار الذين دخلوا المترو بعد هدوء الازدحام ولم يجدوا سوي فراغات صغيرة للوقوف وشباب صغير وضع سماعات في أذنية غير عابئ بوقفه الكهول بهذا الشكل، تقف أو تجلس متأففا فراحة العرق تفوح من البعض ، وعطرك لا يقاوم هذا العرق الصباحي وانت قد وقفت تحت الدش صباحا تدعك ثنايا جسدك من عرق النوم وتتعطر حتي تصل عملك جميل الرائحة ، ولكن كوكتيل العرق يتسرب اليك مع الازدحام المختنق فتضطر الي حمل عطر في حقيبتك.
تهبط من المترو في محطتك بقوة الدفع ، وتصعد الي الشارع المختنق في الصباح بسيارات من كل الأنواع، تحاول ركوب تاكسي فيقف لك في منتصف الطريق تماما ، تكاد تصدمه سيدة تقود سيارة فارهه ، تلقي بعض الشتائم من خلف الزجاج، تفهمها من حركات يديها وشفتيها ووجها المتصلب بالغضب، تركب التاكسي والرجل يدخن بجوارك غير عابئ بالكحة الخفيفة التي تصيبح كل دقيقة، يسير يمينا ويسارا ويقف فجاءة ثم يتحرك محاولا كسب بضع ثوان علي حساب من يقود بجواره وكأنه في سباق عبيط، وللأسف تصل الي عملك متأخرا خمس دقائق في العمل تجد الجميع له طقوس صباحية، كوب الشاي مع كيس به بضع سندوتشات، ثم ثرثرة لبضع دقائق ثم عمل لبضع ثوان ثم ثرثرة أثناء طحن الطعام وعزومة مراكبية الطابع، ثم يفر زميل الي الحمام ولا يعود ، وآخر يثبت حضور ثم يذهب الي القهوة علي ناصية العمل ليدخن حجرين وفنجان قهوة من البن المخصوص ـ الكيف بيذل برضه، وزميلة تطالع كتالوج أزياء وأخرى تحادث خطيبها في هاتف العمل، وساعي يبتز الموظفين في حساب الشاي والقهوة، وآخر يفتح الفيس بوك، ثم يأتي دور العمل، ولكن يؤذن لصلاة الظهر، فيترك الجميع ما بيده ويذهبون للصلاة، هذا يتوضأ ويشغل الحمام وهذه تطلب من الجميع مغادرة المكتب لتصلي، وتظل تصلي حتي قرب صلاة العصر، ثم يعود الجميع الى مكاتبهم، ويشعرون بالجوع فيطلبون الشاي مرة اخري وتفتح أكياس السندوتشات وتبدأ الثرثرة من جديد ونفس مواضيع الصباح وربما بالأمس، وتشعر زميلتنا المخطوبة فقد خطيبها فتكلمه بقية اليوم على الهاتف، وقبل ميعاد الانصراف تأتي بشارة الساعي أن الصراف قد جاء بإضافي المرتب، وتطلب بضع زميلات غاضبات كتابة مذكرة أو شكوى لأنه تم خصم بضع جنيهات منهن بدون سبب فهن يأتين الي العمل ماذا يريدون وماذا فعلن ليخصمن منهن.
تشعر بالاستياء وأنت تؤدي العمل المطلوب منك وتجتهد فيه ، وصديقنا علي الفايس بوك يضع بوستات دينية ويذكر بالصلاة وفي نفس الوقت لا يعمل ولا يريد أن يعمل، ينتهي يوم العمل وينصرف كل الموظفين دون ان ينجزوا شئ تماما، وفي طريق العودة تجد بائع جائل يحتل نصف الرصيف، وماسورة منفجرة امام عمارة وصاحبها لا يريد اصلاحها الا بعد أن يجتمع بالسكان والوحل يحيط بمسكنك، وآخر سرق تيار كهربائي من أحد العمارات، وسيدة تلقي بكيس قمامة من توتوك وهو يسير فيصيبك في مقتل، واخري فتحت "المذراب" من شرفتها ليصب في الشارع علي رؤوس المارة، وميكروباس يشغل اغاني مهرجانات، وآخر يسب الدين، وطفل يجري حافيا، ومجموعة اطفال يخرجون سريعا من مركز دروس خصوصية.
بمنتهي الاجهاد تصل الي بيتك ، لتزيح ادران النوم ولا تجد الشيطان ليوسوس لك بالنوم فتضطر الي الجلوس علي مقعدك المريح امام التليفزيون فتشاهد الفضائيات، فتكره كل شئ وتسخط علي كل شئ وفي النهاية تجد شخص يسأل وهو يرتدي حلة كاملة في ستدوديو مكيف ما السبيل الي عبور الأزمة التي تمر بها البلاد..
ياريت يكون كلامي مفهوم ولو مش مفهوم أقرا من الأول وقوم الشيطان من جنبك.. اجيبلك من الآخر الأزمة في وفيك مش في النظام.