بالصور.. 2015 تسدل الستار على عام الحزن ببورسعيد.. "الطفلة زينة" و"محاكمة الأحفاد" وظهور "قناص التموين" أبرز الأحداث

"القرارات الظالمة" و"زينة" و"محاكمة الأحفاد" و"قناص التموين" أبرز أحداث بورسعيد خلال عام 2014
إلغاء استيراد قطع غيار السيارات المستعملة وقرارات الوزن لبضائع الحرة أهم قرارات الجمارك
الحكم فى قضية زينة وإعادة محاكمة الأحفاد فى قضية الاستاد أهم ما تناولته أروقة المحاكم
السيطرة الأمنية على أسواق التموين ومحاربة السوق السوداء ومداهمة المطاعم الشهيرة صارت حديث المدينة
مجابهة مافيا التهريب والجماعة الإرهابية كان الشغل الشاغل المشترك بين الجيش والشرطة خلال العام انتعشت آمال أهالى بورسعيد مع استقبال العام الجديد بعد أن ودعت أمس عام 2014 الذي أتم 3 سنوات عجاف من تاريخ المدينة الباسلة عانت خلالها من سقوط عشرات القتلى والمصابين وشهدت المئات من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والعصيان المدنى.

وأطلق أهالى المحافظة العديد من الأسماء على العام المنقضى، فالكل كان له تسمية من واقع معايشته للعام الذى أسدل عليه الستار، فقد أطلق عليه البعض "عام القرارات الاقتصادية الظالمة"، والبعض الآخر أطلق عليه "عام زينة"، وآخرون أطلقوا عليه "عام محاكمة الأحفاد" وأسماه آخرون "عام مواجهة مافيا التهريب"، ومنحه البعض لقب "عام ملاحقةأ عضاء الإرهابية" و"عام قناص التموين خالد العوادلى".
وشهد عام 2014 بالمدينة الباسلة أحداثا عديدة، أهمها قرار منع استيراد قطع غيار السيارات المستعملة بعد أن أصدرت مصلحة الجمارك قرارا بمنع استيراد أنصاف السيارات الأمامية كاملة، ومنع المنشور الصادر برقم 3 لسنة 2014 عن قطاع النظم والإجراءات الجمركية، برئاسة وكيل أول الوزارة فؤاد بشير، بالإفراج عن السيارات المستعملة التى ترد إلى المنافذ الجمركية مشطورة نصفين، وبالنسبة للكبائن أو غرف القيادة لسيارات نقل البضائع ونصف النقل ولجرارات المقطورات فقط دون غيرها من السيارات، يراعى ألا تشتمل على أجزاء الإدارة أو التعليق أو الشاسيهات أو أجزاء الشاسيهات.
ونص المنشور على مراعاة عدم الإفراج عن أصناف قطع الغيار المسموح باستيرادها مستعملة، والواردة بالملحق رقم 2 فى حالة ورودها مجمعة، مضيفا أنه يمكن السماح للمستورد بتفكيك قطع غيار السيارات الواردة بصورة مجمعة داخل الدائرة الجمركية، على أن يتم الإفراج عن الأصناف المسموح باستيرادها فقط مع إلزام المستورد بإعادة تصدير الأصناف المخالفة.
وجاء هذا القرار بناء على ما توصلت إليه اجتماعات اللجنة المشتركة بين مصلحة الجمارك وقطاع التجارة الخارجية فى نهاية ديسمبر الماضى، للتنسيق من أجل توحيد القواعد والإجراءات المنظمة للاستيراد والتصدير، وتوحيد المعاملة وإحكام الرقابة الجمركية، وهو الاجتماع الذى حضره كل من رئيس مصلحة الجمارك ومستشار الوزير لشئون التجارة الخارجية.
وقد أثار القرار غضب تجار قطاع الغيار، متهمين مصلحة الجمارك بالتعنت فى إصداره دون وجود فترة سماح لتوفيق أوضاعهم قبل التنفيذ، وهو ما قاموا على أثره بالتظاهر أمام الوزارة، وذلك لما سببه تلك القرار من إضرار بالعاملين فى تلك المجال ووصفوه بالظالم لإضافته عاطلين جددا إلى سوق العمل من خلال تسريح العاملين في هذا المجال.

كما شهد العام إسدال الستار على أهم القضايا التى هزت أوساط المجتمع المصرى، ومن قبلها زلزلت المجتمع البورسعيدى بالحكم فى قضية الطفله زينة ودق ناقوس خطر لتعديل قانون الطفل بعد أن قضت محكمة جنايات الطفل ببورسعيد، بتاريخ 11 فبراير، بتوقيع أقصى العقوبة في قانون الطفل بحبس محمود محمد كسبر، 17 سنة، وعلاء أبو زيد جمعة، 16 سنة، خمسة عشر عاما، بتهمة اختطاف واغتصاب وقتل الطفلة زينة عرفة ريحان، 5 سنوات.
ودخل جميع أهل الطفلة فى حالة هستيرية مطالبين بإعدامهما، وفي السياق نفسه، أعرب العشرات من أهالي بورسعيد أمام محكمة الجنايات عن غضبهم واستيائهم، فور صدور الحكم على المتهمين بمقتل الطفلة زينة.
وبدأت السيدة شيماء غزال، والدة الطفلة، بالظهور على الشاشات وإرسال العديد من الخطابات إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وطلب مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى وقرينته للمطالبه بتعديل قانون الطفل الذى يمنع الحكم بالإعدام على القاتل إن لم يتجاوز 18 عاما، واصفة القانون بأنه "قانون قاتل لأنه أعفى قاتل طفلتها من نفس المصير الذى لقيته طفلتها، وهو تنفيذ حكم الإعدام، لكونه لم يتعد 18 عاما"، لتدق السيدة شيماء ناقوس خطر وهو اغتصاب الأطفال وقتلهم من أطفال أحداث لم يتعد عمرهم 18 عاما لتتكرر مأساة الطفلة زينة مع أكثر من طفل فى أكثر من محافظة، ويظل القضاء عاجزا عن الحكم على الجانى بالإعدام لكونه يتمتع بصفة متهم "حدث".
وتتوالى الأحداث المهمة خلال عام 2014 وتصل صدارتها في شهر أغسطس من العام، والذى انتشحت فيه بورسعيد بالسواد اعتراضا على قرارات الجمارك بالإفراج عن بضائع المنطقة الحرة بالوزن عقب صدور منشور الجمارك الخاص باحتساب البضائع القادمة للمنطقة الحرة بالوزن "الكيلو"، والذى أصدرت خلاله المصلحة منشورا لتعديل القواعد الحسابية لواردات المنطقة الحرة، بحيث يتم احتسابها بالوزن وفرض 14 دولارا لكل كيلوجرام، وهو ما أثار غضب تجار ومستوردى بورسعيد وخرجوا فى مظاهرات، وخلالها أعلن التجار الاعتصام المفتوح وتعليق الأقمشة السوداء بطول الشوارع التجارية بالمحافظة وإغلاق جميع المحال التجارية لتتشح الباسلة بالأسود ويناشد التجار الحكومة العدول عن القرار ولتتراكم الحاويات داخل ميناء بورسعيد ليصل العدد إلى من بين 1728 حاوية، إلا أن وزارة المالية أكدت استمرار العمل به.
ومع الضغوط المتزايدة من التجار والمستخلصين، أصدر مجلس إدارة المنطقة الحرة فى بورسعيد برئاسة المحافظ قرارا يوافق على تطبيق الأسعار الاسترشادية فى التعاملات الجمركية دون خصمها من الحصص الاستيرادية المقررة للمدينة، وإرفاق فاتورة الشراء الخاصة بالمنتج والسعر والعدد القادم من الخارج لإرفاقه مع أوراق الاستيراد عن خروج الحاوية من الجمارك.

وتكتمل الأحداث خلال العام بقبول النقض فى قضية استاد بورسعيد وإعادة محاكمة متهمى أحداث استاد بورسعيد، والتى لم يصدر بها الحكم حتى نهاية العام، تاركة أصداء المحاكمة للعام الجديد، فقد بدأت هيئة المحكمة يوم 22 من اغسطس أولى جلسات محاكمة المتهمين في أحداث استاد بورسعيد، وجاء ذلك بعد قبول الطعن بالنقض أمام الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني.
وتعقد الجلسة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، وستكون إعادة القضية لكل المتهمين سواء السابق الحكم عليهم بالإدانة أو المحكوم ببراءتهم.
تأتي إعادة محاكمة المتهمين في ضوء الحكم الصادر عن محكمة النقض في شهر فبراير الماضي، بنقض (إلغاء) حكم محكمة جنايات بورسعيد، في ضوء الطعون المقدمة من المتهمين المحبوسين الذين قضى بإدانتهم، بعقوبات تراوحت ما بين الإعدام شنقا والحبس مع الشغل لمدة عام واحد، وأيضا في ضوء الطعون التي قدمتها النيابة العامة على ما تضمنه حكم الجنايات من براءة 28 متهما آخرين من بينهم 7 متهمين من القيادات الشرطية سابقا بمحافظة بورسعيد.
وكانت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد قضت في 9 مارس 2013 بمعاقبة 21 متهما بالإعدام شنقا، ومعاقبة 5 متهمين آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 6 متهمين آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ومعاقبة 6 متهمين بالسجن لمدة 10 سنوات، ومعاقبة متهم واحد بالحبس لمدة عام واحد مع الشغل، ومعاقبة 4 متهمين آخرين بالسجن لمدة 15 عاما، ومعاقبة متهمين اثنين آخرين بالسجن لمدة 5 سنوات، وبراءة بقية المتهمين في القضية وعددهم 28 متهما، من بينهم 7 متهمين من القيادات الشرطية سابقا بمحافظة بورسعيد.

وجاء تصعيد "الإرهابية" لأحداث العنف خلال عام 2014 بشكل لم تشهده المحافظة منذ أعقاب ثورة 30 يونيو بعد أن طورت أداءها لاستهداف سيارات الشرطة، فشهدت محافظة بورسعيد عدة محاولات لاستهداف سيارات ضباط الشرطة والسيارات التابعة للمؤسسات الحكومية بالمحافظة لتسجل المحافظة احتراق أكثر من 15 سيارة ما بين خاصة بضباط شرطة ووكلاء نيابة ومؤسسات حكومية عن طريق وضع محدثة صوت أسفل تنك البنزين لتنفجر السيارة بمجرد انفجار محدثة الصوت أسفلها محدثة حريق محدود يساعد فى اشتعال السيارة بالكامل.
وتتمكن مديرية أمن بورسعيد بتايخ 19 يوليو من ضبط الخلية الإرهابية تخصصت فى ارتكاب جرائم إشعال النيران بسيارات الشرطة والممتلكات العامة وزرع عبوات المتفجرات محدثة الصوت لبث الذعر والرعب فى نفوس المواطنين.
وتم ضبط "أشرف. ح"، فنى أعمال صحية، مقيم بدائرة قسم الزهور، و"عبد الله. ص"، مقيم بدائرة قسم الزهور، و"محمود. م"، مهندس، مقيم بدائرة قسم الزهور، و"عبد الله. و"، مقيم بدائرة قسم شرطةالضواحى، وبمواجهة المتهمين بالمضبوطات وما أسفرت عنه التحريات، اعترفوا بارتكاب حوادث أخرى خاصة بحرق سيارات ومنشآت عامة بالمحافظة.

وتتصدر مواجهات بورسعيد لمافيا التهريب المنظم خلال عام 2014 المشهد للحفاظ على إعادة الرواج التجارى بأى شكل للمحافظة، وأعلن اللواء سماح قنديل، محافظ بورسعيد، عن موافقة قائد الجيش الثاني الميداني على تولي قوات الجيش الثاني الميداني لمهمة منع التهريب في المدقات المتفرعة والمنافذ الجمركية ومحيط الطريق الدائري جنوب بورسعيد، وذلك استجابة لطلب الآلاف من تجار بورسعيد الغاضبين لاستمرار عمليات التهريب للبضائع أجنبية الصنع غير خالصة الرسوم الجمركية.
ونشرت قوات تأمين بورسعيد التابعة للجيش الثانى بعض قواتها لمراقبة الطرق والمدقات التصدي بحزم وصرامة لأي محاولة للتهريب.

وكان تجار بورسعيد ومستوردوها أعلنوا خلال العام احتجاجهم على الأوضاع التجارية المؤسفة وانتشار الكساد والإفلاس بالمدينة نتيجة أعمال التهريب للبضاعة المستوردة برسم المنطقة الحرة، وحالات التواطؤ المستمرة داخل جمارك بورسعيد بين عديمي الضمير من موظفي الجمارك والمستخلصين الجمركيين والتجار المستوردين، والتي قضت على الميزة النسبية لأسواق بورسعيد وحولتها لجميع محافظات الجمهورية، خاصة لمدينة القنطرة وأسواقها التي باتت تمثل الوضعية المثالية للمنطقة الحرة بدلا من بورسعيد.
وقام الآلاف من تجار المدينة والعاملين بأسواقها بتنظيم مسيرة احتجاجية غاضبة من أمام المسجد التوفيقي بحى العرب هتفوا خلالها ضد جميع المسئولين الذين يتجاهلون أوضاعهم المالية السيئة وضياع مصدر رزقهم الوحيد، ورفعوا لافتات المطالبة بحقوقهم في العيش الكريم والحياة.

وأجمع أهالى المدينة الباسلة على أن عام 2014 لم يشهد سوى تقدم ملحوظ فى السيطرة على الأسواق ومجابهة السوق السوداء ومافيا بيع السلع الفاسدة من خلال العميد خالد العوادلى، والذى لقبه أهالى بورسعيد بقناص التموين عندما تمكن من مداهمة الأماكن المملوكة لكبار المسئولين والتابعين لهم ممن يطلق عليهم "أهل الصفوة"، والتى بدأها بضبط ربع طن من الأغذية الفاسدة داخل أحد المطاعم السياحية الشهيرة الكائنة بمنطقة ديليسبس، والتى ثبت أنها تستخدم أغذية فاسدة في طهي الوجبات التي تقدم للرواد، والذى يعد أهم المطاعم الشهيرة بالمحافظة والذى يقوم بتوريد الأغذية، والوجبات، للمؤتمرات الكبرى، وضيافة كبار الزوار والوزراء بتعاقد مع العلاقات العامة لمحافظة بورسعيد وتشميع مخزن لأحد مطاعم الأسماك المشهورة ببورسعيد عقب ضبط كمية من الأسماك الفاسدة بداخله، والتى انتهت بضبط 750 كيلوجراما من الأغذية الفاسدة داخل أحد فروع مطعم شهير، والتى أكدت أن جميع العينات غير صالحة للاستهلاك الآدمي لتغير خواصها الطبيعية ووجود عفن بها، لتتعالى الآمال بعد إسدال الستار على عام 2014 دون نجاحات أو تقدم ملموس وفق تقديرات البورسعيدية، وهو ما جمع فى طياته حصادا لعام ما بين اليأس والأمل والإخفاق والنجاح.
ويطمح أهالى بورسعيد خلال العام الحالى لأن تعود بورسعيد منارة للتجارة العالمية ويأخذ العدل مجراه فى قضية الأحفاد من المتهمين فى أحداث استاد بورسعيد، وينال الجناة الحقيقيون جزاءهم وأن تعترف الدولة بشهداء ومصابى سجن بورسعيد شهداء ومصابى ثورة ويجازى الجانى الحقيقى على ما اقترفه من جرائم فى حق بورسعيد وشعبها وتقتص المدينة لأبنائها الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين من الإرهابية وأنصارها بعد أن نالت رصاصاتهم ونال إرهابهم من الشهيد المقدم فادى سيف الدين والنقباء عمرو الغضبان ومصطفى جاويش وأحمد أبو العطا والصحفى صلاح عبد الله، شهيد حادث تفجير ميدان الشهداء.
كما يأمل البورسعيدية مع العام الجديد نيل قدر من الاهتمام من الرئيس عبد الفتاح السيسى وهم أول من خرجوا لتفويضه وقت صدارة الإخوان المسلمين للحكم بعد أن تيقنوا من وطنيته وتضحيته، فكان حبهم له قدر عشق المدينة للزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.