الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. «أريد حلا» يتسبب في تغيير قانون «الأحوال الشخصية».. و«الإخوان» يهاجمون الفيلم بدعوى أنه «مؤامرة ضد الشريعة»

صدى البلد

جاء فيلم "أريد حلا"، الذي قامت ببطولته الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، فى المرتبة الـ "21" لقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، فهو أول فيلم عربي حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية في مصر وساهم في تغييره، فهو نموذج للسينما الملتزمة الجادة التي ناقشت قضايا حيوية مصيرية في المجتمع المصري، كما أن قصة الفيلم تتسم بالجرأة والشجاعة في مواجهة الموروث الراكد الذي يلجأ إلى فهم مغلوط للدين.
الفيلم مأخوذ عن قصة الكاتبة الصحفية القديرة الراحلة حسن شاه، وحوار الكاتب الكبير سعد الدين وهبة، وإخراج الراحل سعيد مرزوق وأنتج عام 1975.
"أريد حلا" علامة بارزة في مشوار سيدة الشاشة العربية ، حيث استمر عرضه 16 أسبوعاً ، ويعتبر أول حوار وجدل بين السينما وقانون الأحوال الشخصية ، فهو يفجر قضية اجتماعية بالغة الخطورة وهي الطلاق، وتكمن الخطورة في أن "مرزوق" قد ناقش حق المرأة في طلب الطلاق، بل وقف بجانبها في المطالبة بالتعامل معها كإنسان له مطلق الحرية في تقرير مصيره. كما أنه حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية.
قصة الفيلم كتبتها الصحفية حُسن شاه بالاتفاق مع الفنانة فاتن حمامة، التي بدورها رشحت سعيد مرزوق لإخراجها. وبعد مشاورات طويلة مع المخرج وافق بشرط إعادة الصياغة عند كتابة للسيناريو، وقد اعتمد في ذلك على ملفات وكتب قانونية، وزيارات متكررة، قام بها طوال ثلاثة أشهر لقاعات المحاكم، كان خلالها يحضر الجلسات ليدرس ويراقب ما يدور فيها، وكل هذا بالطبع يحسب لصالح سعيد مرزوق كمخرج ملتزم وواع بدور السينما الاجتماعي وتأثيرها الجماهيري وساعده هذا على نجاح الفيلم تجارياً بسبب قوة الموضوع وجرأته، فقد وضع هذا الفيلم "مرزوق" في تحد كبير ومباشر، واختار أن يقدم الفيلم الجماهيري، متخلياً عن الكثير من نمطه السينمائى، علماً بأنه في هذا الفيلم قد ناقش بشكل جاد مشاكل المرأة العربية وحقوقها، مع محاولته إبراز الظروف القمعية التي تعيشها في ظل القوانين الوضعية.
وقد أثار الفيلم جدلاً واسعًا، وتعرض لحملة دعائية من "الإخوان المسلمين" عبر مجلتهم "الدعوة"، وتم تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد الشريعة، والصحيح هو أن الفيلم انتصار لصحيح الدين قبل أن يخضع للمؤثرات الاجتماعية والتقاليد الموروثة.
وكان للفيلم تأثير قوى على الجمهور بصفة عامة والنساء بصفة خاصة لدرجة تاثر به الدكتورة زينب السبكي، وكانت أمينة المرأة، فأقامت احتفـالا كبيـرا جـداً، وطبعت تذاكر ووزعتها على السيدات، تحت عنوان "أمينة المرأة زينب السبكي تدعوكم لحضور عـرض فـيلم أريد حلاً"، وبعد ذلك تكلمت عنه جيهان السادات عندما يسألها أحد عن أحسن فيلم فتقول "أريد حلاً" كما أن الرئيس أنور السادات تحدث فى أحد المؤتمرات عن رغبته فى إصدار قرار بتغيير قانون الأحوال الشخصية، الأمر الى استساغه المجتمع بعد رؤية الفيلم، وبالفعل كانت تلك القضايا من المسكوت عنها فى المجتمع المصرى، وبدأ الرئيس السادات وزوجته يفكران في تغييـر قانون الأحوال الشخصية سنة 87 بعد إجراء عدة تعديلات وأطلقوا عليه اسم قانون "جيهـان".
ويعتبر فيلم "أريد حلاً" أول فيلم يتكلم في مصـر عـن الخلع، وذلك من خلال المشهد الذي دار بين فاتن حمامة ووزير العدل، عندما اشتكت للوزير، وقالت له إن الرسول جاءت له زوجة ثابت بن قيس، وقالت لا أعترض عليه في خلق أو ديـن، وإنما لا أطيقه بغضاً، فأمر الرسول بتطليقها.