فى ذكرى رحيل «إمبراطور السينما».. النقاد: فنان بألف وجه.. تسلل لكل بيت.. موهبة استثنائية.. وممثل بقدرات عالمية

طارق الشناوى:
البريء أفضل أفلام "زكى".. و"البطل".. الأسوأ
ماجدة موريس:
دوره فى ناصر 56 أهم من أيام السادات
أسوأ أفلام "زكى" أبو الدهب
الناقد محمد عاطف:
ذو مواهبة استثنائية فى تاريخ الشاشة العربية
أداوره السيئة لا تذكر أمام الجيدة وهو ممثل بقدرات عالمية
أعظم أدواره مع محمد خان وعاطف الطيب فى ذكرى رحيل الفنان أحمد زكى العاشرة، أكد النقاد أن أداء أحمد زكى لأدواره لا يمكن مقارنته مع أى ممثل مضى أو أى ممثل قادم أو حتى من أبناء جيله حتى أفلامه السيئة لا تقارن بما قدمه من إبداعات.
إنه حصان السينما المصرية الأسود، يراه النقاد من أفضل الممثلين الذين أتت بهم السينما المصرية في تاريخها الحديث، استطاع أن يتسلل بوجهه الأسمر إلى داخل كل بيت مصري، ونجح في تجسيد جميع الشخصيات المصرية بمختلف صورها.
نجح أحمد زكي في أن يذوب في الشخصية التي كان يجسدها لدرجة تشعرك بأنك تقف أمام شخصية حقيقية، وكان ملما بكل أبعاد الشخصية التي تجسدها بالرغم من بعدها عن شخصيته الحقيقية، كنا دائمًا نرى ملامح أحمد زكي وهى "تتلون" بحسب شكل الشخصية.
قال الناقد الفنى طارق الشناوى: "لو تحدثنا عن أفضل الأداور التى جسدها أحمد زكى سنجد أنها كثيرة، فتوجد عشرات الأعمال التى ينطبق عليها تعبير الأفضل لكن من الممكن أن يكون فيلم البريء".
وحول دوره فى تجسيد شخصية السادات وعبد الناصر قال: "أحب أحمد زكى أكثر فى الأدوار التى لم يكن يؤدي فيها شخصية تاريخية مثل عبد الناصر والسادات وحليم وأفضله فى البريء، والبيه البواب وزوجة رجل مهم وأرض الخوف وسواق الهانم".
وأضاف: "أما أسوأ الأدوار التى أداها، فأرى أنه فيلم البطل لأن أحمد زكى تجاوز الشخصية فى العمر، فقد قدم الفيلم عام 97، فقبلها من أكثر من 15 عاما قدم فيلم النمر الأسود وكان الدور لائقا على أحمد زكى بكل المقاييس الجسدية والنفسية وغيرها، ولكن فى فيلم البطل كانت توجد مشكلة فى توافقه مع الدور من الناحية العمرية، وحتى فى الدراما وجود 3 أصدقاء وهم أحمد زكى ومصطفى قمر وهنيدي، فلم تكن الحبكة مضبوطة فكانوا يضطرون لأن يقولوا الصديق الكبير أو إعطائه صفة أخرى لم تكن منطقية، ولذلك كان المنطق أن يلعب الدور أحمد السقا بمقياس الزمن وقتها، لكن أحمد زكى نفسه لم يكن من المعجبين بالدور نظرًا لأنه كان يري وجود فارق زمنى ليس لصالحه".
وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس: "لا يمكن القول إنه يوجد دور واحد فقط يعتبر أجمل دور لأحمد زكى بل توجد أدوار مهمة وتعتبر علامات فى تاريخه الفنى لا يمكن إنكارها بداية من أول بطولة له وهى العوامة رقم 70، فكان كل أبطال الفيلم جيلا جديدا وقدم دورا لم يقدم قبل ذلك من مخرج يقوم بإخراج فيلم فيكتشف جريمة فى محلج للقطن ويشارك فى حلها، وأيضًا أفلامه مع عاطف الطيب مثل فيلم البريء من عسكرى الأمن المركزى غير المتعلم الذى يصدق كل ما يقال له، مرورًا بفيلم ضد الحكومة وأيضًا فيلم موعد على العشاء مع سعاد حسني، ودوره الرائع فى ناصر 56، ودوره فى الإمبراطور الذى أظهر دخول شاب عشوائي للسجن ليخرج فى النهاية نجم من نجوم البلطجة والمخدرات، فهى كلها أدوار مهمة فى تاريخ السينما، ومن أجمل أدواره اضحك الصورة تطلع حلوة".
وأضافت موريس: "وأعتبر دروه فى فيلم أيام السادات وناصر 56 أدوارا تاريخية أكثر، ولكن ناصر 56 بالنسبة لى أهم لأن المؤلف محفوظ عبد الرحمن ركز على موقف واحد وما حوله من تداعيات إنسانية، وهو ما أعطى له حرية فى التناول أكثر بينما السادات فيلم محكوم بشخصية السادات كزعيم ورئيس وإنجازاته وهو ينتمى لدراما التسجيل أو "الدوكيودراما" لكن أداء زكى لا يمكن إنكاره فى كلا الدورين، وأيضًا من ضمن أفضل أداوره مسلسل هو وهى مع الفنانة سعاد حسني فقد قدم فيه كل قدراته المتنوعة من التراجيديا للكوميديا، وأقصى درجات الجدية، وأقصى درجات الهزل فى ذات الوقت وقد غنى فيه ورقص، فإلى جانب أنه مجنون فإن موهبته مشعة".
وتابعت: "وحتى فيلم البطل أعتبره تجربة مهمة ومن الأفلام الجيدة وقدم أداءً رائعا لدور الملاكم وتوجد أيضًا فيه ملامح مهمة للإخراج لأنه كان أول أعمال المخرج مجدى أحمد على، فهذا الفيلم يحتاج لإعادة اكتشاف لأنه لم ينل اهتماما كبيرا، فأعمال أحمد زكى مليئة بأعمال تم اكتشافها وتقديرها وأعمال تحتاج لإعادة اكتشاف".
وحول أسوأ الأدوار التى قدمها، قالت: "فيلم أبو الدهب لأن مستوى التناول والسيناريو والأداء والإخراج بشكل عام كان الأقل بالنسبة لأحمد زكى كفنان، لكن حينما نتذكرعشرات الأعمال المهمة والقليل غير الجيد، فعادة نضعه فى درجة مختلفة، فله إنجازات مبهرة جدًا وإخفاقات قليلة جدًا".
أما الناقد الفنى محمد عاطف، فقال إن "أحمد زكى من الممثلين الذين مروا على تاريخ الشاشة العربية ذوى المواهب الاستثنائية، فصعب أن نتحدث عنه بالمقارنة مع أى ممثل سواء قبله أو بعده أو حتى من أبناء جيله، فصعب أن نقارن أدواره مع بعضها، فأدواره من الأدوار التى تترسخ فى مخيلة المشاهد بشكل لا يمكن إلا أن يجسدها أحمد زكى، فتوجد أدوار كثيرة بهذا الشكل مثل الهروب وضد الحكومة وغيرها، فأداء أحمد زكى للأدوار استثنائي".
وأضاف: "أما مسألة تقديمه دورا بصورة أفضل من ذلك فصعب، لأن أحمد زكى لا يقارن إلا بأحمد زكى وليس ممثل آخر، فمثلاً فيلم الإمبراطور على مستوى الكتابة أكثرمن رائع، ولو قارنا أداء أحمد زكى مع آل باتشينو فى العمل الأصلي فإننا لا نتحدث عن أحمد زكى بصفته ممثلا عربيا مهما بل ممثلا بقدرات عالمية".
وتابع: "وتوجد لأحمد زكى مراحل فى حياته مثل أى ممثل فى العالم قدم فيها أداور مختلفة علينا جدًا مثل إستاكوزا أو حسن اللول أو إصراره على أداء دور السادات، فهو فيلم كان يحلم بتقديمه لسنوات طويلة حتى قرر محمد خان أن يتحد معه ويخرج له الفيلم، وأيضًا فيلم حليم والحالة الصحية الخاصة به وكيف أثرت عليه، فهى أداور ظهر فيها أحمد زكى لم يكن أحمد زكى الذى نعرفه، فلو وضعناها فى إطار الظروف الشخصية التى مر بها أحمد زكى والتحولات فى حياته كإنسان والتوعك الصحى فى آخر أيامه والرغبات الشخصية لديه لأداء شخصية بعينها نجد أنها لا تذكر وسط عشرات الأعمال التى استمتعنا بها فى السينما أو على خشبة المسرح أو التليفزيون، فأدواره السيئة لا تذكر أمام أدواره الجيدة".
واستطرد: "وحتى لا نغفل أهمية مخرجي الواقعية الجديدة فى حياة أحمد زكى فى الثمانينيات، وعلى رأسهم محمد خان وعاطف الطيب، نجد أن أعظم أدوار زكى هى التى قدمها مع خان والطيب مثل البريء والهروب وموعد على العشاء وزوجة رجل مهم".
واختتم عاطف حديثه قائلا: "قدم أحمد زكى أيضًا أدوارا مهمة أخرى مع على عبد الخالق مثل البيضة والحجر وأربعة فى مهمة رسمية، فقد قدم كل ألوان التمثيل من التراجيديا والكوميديا وغنى".