"المفتي":الإرهابيون قرأوا النصوص الشرعية بطريقة معوجة فانحرفوا عن روح الإسلام

نشرت صحيفة "ذي أونتاريو هيرالد" الكندية، مقالا لفضيلة المفتي د. شوقي علام أكد فيه أنه لا يوجد دين من الأديان السماوية إلا ويعتبر الحياة البشرية مقدسة ويعلي من قيمتها، وخاصة الإسلام الذي أكد قيمة الحياة والحفاظ عليها وجاء الأمر بذلك جليًا لا لبس فيه في القرآن الكريم، حيث حذر الله سبحانه وتعالى من جريمة القتل، بل اعتبر أن من يقتل نفسًا واحدة فكأنما قتل الناس جميعًا، يقول تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
وأضاف مفتي الجمهورية في مقاله أننا نخوض حربًا فكرية، ضد الإرهاب، مشددًا على ضرورة الانتصار في مواجهة فكر المتطرفين الذين يستخدمون الإرهاب كسلاح لتحقيق أهدافهم في تعطيل مسيرة الاستقرار والسلم العالميين.
وأوضح فضيلة المفتي أن الإفتاء المصرية تقوم من خلال مرصد فتاوى التكفير والآراء الشاذة بتفكيك وهدم الأفكار المتطرفة التي تقوم تلك الجماعات بالترويج لها مؤكدًا أن كافة الجماعات الإرهابية تحمل في جوهرها نفس السموم الفكرية، وهذا ما يجب على العالم أن يفهمه ليبني مستقبلاً أفضل يمكن من خلاله إنهاء هذا الخطر الكبير الذي يهدد العالم.
وأشار علام إلى أن الإرهابيين قد قرأوا النصوص الشرعية بطريقة معوجة فانحرفوا عن روح الإسلام وتاريخ الحضارة الإسلامية، مشددا أن القتل والإرهاب لم يكن لينتج يومًا عن الفهم الصحيح للدين، بل هو مظهر من مظاهر قسوة القلب والمنطق المشوه.
وشدد مفتي الجمهورية أنه يجب مواجهة الحركات المتطرفة بكافة السبل الممكنة، مناشدًا المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات التي تسد منافذ الدعم المادي والمعنوي للجماعات الإرهابية وعدم توفير ملاذ آمن لهم وأكد المفتي أنه لا يوجد دين من الأديان يبرر جرائم الإرهاب، والمتطرفون قد انحرفوا عن جوهر التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى الرحمة والتسامح.
وأوضح مفتي الجمهورية في مقاله أن هؤلاء القتلة يستشهدون بالنصوص الدينية لتبرير جرائمهم غير الإنسانية، وقد أدى فهمهم المنحرف والسقيم للنصوص المقدسة إلى انتهاجهم لمنهج العنف الذي يتعارض مع المقاصد العليا للشريعة الإسلامية.
وقال مفتي الجمهورية: "إن هؤلاء الإرهابيين ليسوا دعاةً للإسلام، ولكنهم مجرمون تم تلقينهم تفسيرات خاطئة ومنحرفة للقرآن والسنة، وتعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فنشروا الفساد وعدم الاستقرار في الأرض مما أثار الخوف والغضب في نفوس المسلمين والبشرية جمعاء".
وأضاف فضيلته أنه لكي نواجه هؤلاء الإرهابيين وندافع عن ديننا الإسلامي الذي يدعوا إلى السلام والسماحة، فإنه على حكماء وعلماء المسلمين أن يفندوا أيدلوجيات المتطرفين وأفكارهم المتجذرة، ونشر الفهم الصحيح للتعاليم الإسلامية عبر التاريخ.
وأضاف فضيلته: "هذا هو الوقت المناسب لمواجهة التحدي المتمثل في تخليص العالم من التطرف والإرهاب، وإنقاذ مستقبلنا من إراقة المزيد من الدماء، وإنقاذ عائلات الضحايا من مزيد من الحزن”.