الهند تسعى لتوقيع اتفاق لتطوير ميناء في إيران رغم تحذير أمريكي

قال مصدران إن الهند ستمضي قدما هذا الأسبوع في خطط لبناء ميناء في جنوب شرق إيران مع اهتمام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بتعزيز الروابط التجارية مع آسيا الوسطى واستعداده للتصدي لضغوط الولايات المتحدة التي تطالب بعدم الاندفاع في إبرام أي صفقات مع إيران.
واتفقت الهند وإيران في عام 2003 على تطوير ميناء في شاباهار على خليج عمان بالقرب من حدود إيران مع باكستان لكن المشروع لم يحرز تقدما يذكر بسبب العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
ويريد مودي الآن إبرام صفقات تجارية مع إيران ودول خليجية أخرى. ويحفزه في ذلك توقيع الرئيس الصيني شي جين بينغ اتفاقيات في مجالي الطاقة والبنية التحتية مع باكستان بقيمة 46 مليار دولار.
وقال مصدر مطلع بوزارة النقل البحري الهندية لرويترز "سيسافر وزير النقل البحري نيتين جادكاري في زيارة تستغرق يوما واحدا لإيران لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن تطوير ميناء شاباهار."
وأرسلت الهند مؤخرا وفدا إلى إيران لاستكشاف فرص حول صفقات في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية متشجعة بتوقع التوصل إلى إتفاق بين قوى عالمية وطهران بحلول 30 يونيو حزيران حول برنامج إيران النووي وما يعقبه من رفع محتمل للعقوبات.
وحذرت الولايات المتحدة الهند ودولا أخرى الأسبوع الماضي من تعزيز الروابط مع إيران قبل توقيع إتفاق نهائي. لكن مسؤولين هنودا قالوا إن نيودلهي لا تستطيع تجاهل مصلحتها الوطنية مشيرين إلى تقرير ذكر إن وفدا يضم مسؤولين بقطاع الطاقة الأمريكي زار إيران.
وقال المصدر "لا نريد أن نفقد هذه الفرصة وسنتحرك على وجه السرعة بقدر الإمكان." ووافق مجلس الوزراء الهندي على خطة تطوير ميناء شاباهار العام الماضي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة لم تطلع على تفاصيل مذكرة التفاهم لكنه حذر من ان الاستثمار في الميناء "من المحتمل ان يقابل بعقوبات بموجب القانون الامريكي."
واضاف المسؤول ان الفرصة الافضل لاتفاق نووي شامل مع ايران تعتمد على الحفاظ على الضغوط الدولية الحالية. وقال ان الولايات المتحدة تواصل "اجراء مناقشات مستمرة وصريحة مع الهند بشان هذه المسألة."
وقال مصدر بوزارة التجارة الهندية إن إيران اقترحت أيضا إبرام إتفاقية للتجارة الحرة مع الهند. وبدأت الهند أنشطة تجارية مقومة بالروبية الهندية مع إيران في عام 2012 بسببت التعقيدات الناتجة عن العقوبات وهو ما ضاعف تقريبا صادرات الهند إلى طهران في العامين السابقين لتصل إلى أربعة مليارات دولار.
وتريد الهند بناء الميناء في إطار سعيها لخفض النفقات وتقليص زمن النقل البحري إلى آسيا الوسطى والخليج بمقدار الثلث.
ويشكل الميناء أيضا أهمية للهند مع جهودها للالتفاف حول باكستان وفتح مسار إلى أفغانستان التي لا يوجد لها منفذ بحري حيث عززت نيودلهي روابطها الأمنية ومصالحها الاقتصادية مع كابول.
وأنفقت الهند بالفعل نحو 100 مليون دولار في بناء طريق يمتد 220 كيلومترا (140 ميلا) في غرب أفغانستان ليرتبط مع ميناء شاباهار.