مع بداية موسم 2024-2025، واجه ليفربول أسوأ انطلاقة في تاريخه الحديث، حيث تلقى الفريق هزيمته التاسعة في 19 مباراة، فقد سادت مشاعر الغضب بين جماهير الفريق، التي لم تتردد في توجيه اللوم إلى المدرب الهولندي آرني سلوت ولاعبي الفريق على حد سواء.
الهزائم الثقيلة أمام مانشستر سيتي ونوتنجهام فورست، كل منهما بنتيجة 3-0، بالإضافة إلى الخسارة المفاجئة في دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن الهولندي 4-1، أثارت تساؤلات جدية حول مستقبل المدرب سلوت.
الصبر على المدربين رغم التحديات
ورغم الضغوط الإعلامية والجماهيرية المطالبة بإقالته، لم تتخذ إدارة ليفربول أي خطوة رسمية في هذا الاتجاه، بل أفادت تقارير صحفية أن إدارة النادي ما زالت تدعمه رغم الأداء المتذبذب. فما هي الأسباب التي تجعل ليفربول متمسكًا بسلوت رغم النتائج السلبية؟
الاستراتيجية التاريخية لإدارة ليفربول
تعرف إدارة ليفربول بالصبر الطويل على مدربيها، وقد كانت دائمًا تدعمهم لتجاوز الأوقات الصعبة. وهذا ما حدث مع المدرب السابق يورجن كلوب، الذي مر بمواسم غير مستقرة، لكنه نجح في النهاية في إعادة الفريق إلى الواجهة بتحقيق البطولات. إدارة النادي، على الرغم من حالة السخط الجماهيري، قد تتبنى نفس النهج مع سلوت، مشيرة إلى أن الاستمرار في دعم المدرب قد يكون هو الحل الأفضل في الوقت الحالي.
سلوت والجماهير لم ينسوا اللقب
في موسمه الأول مع ليفربول، تمكن آرني سلوت من قيادة الفريق إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحقق أول ألقابه مع النادي، وهو ما اعتُبر إنجازًا تاريخيًا للفريق بعد غياب طويل عن هذا اللقب كما أن هذا الإنجاز جعل سلوت يحظى بدعم كبير من قبل إدارة النادي والجماهير، ما يعزز موقفه في مواجهة الانتقادات التي تطال أداء الفريق هذا الموسم.
صيف الصفقات والمشكلات الداخلية
شهد ليفربول إنفاق كبير هذا الصيف، حيث ضم صفقات بقيمة 500 مليون يورو لتعزيز الفريق. لكن في المقابل، غادر عدد من اللاعبين الأساسيين، أبرزهم الظهير الأيمن ترينت ألكسندر-أرنولد، في حين تراجع مستوى مجموعة من النجوم، مثل محمد صلاح وفيرجيل فان دايك هذه التغييرات الكبيرة في التشكيلة، إلى جانب انعدام التفاهم بين اللاعبين الجدد والقدامى، جعلت من الصعب على المدرب سلوت إعادة الفريق إلى مستواه المعتاد، وهو ما يراه البعض سببًا في تدهور النتائج.
عقوبات إقالة المدرب
من العوامل الأخرى التي قد تساهم في بقاء سلوت، هو البُعد المالي فإقالة المدرب في بداية الموسم، وخصوصًا مع وجود عقد طويل الأمد، تعني تكبد النادي تكاليف ضخمة تتعلق بتعويضاته المالية وبناءً على ذلك، قد تفضّل الإدارة عدم اتخاذ هذه الخطوة، على أمل أن يتحسن الأداء في الفترة المقبلة.
عودة كلوب مطلب جماهيري
في ظل تدهور نتائج الفريق، عاد اسم يورغن كلوب ليطفو على السطح مرة أخرى الجماهير التي اعتادت على النجاح في فترته الطويلة مع الفريق، طالبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعودة المدرب الألماني لإنقاذ الفريق لكن رغم تلك المطالبات، يعمل كلوب حاليا مع إحدى الشركات المتخصصة في اكتشاف وتطوير المواهب ومع ذلك، فقد أشار في تصريحات سابقة إلى إمكانية عودته إلى إنجلترا، مؤكدًا أنه في حال قرر العودة للتدريب، فلن يكون ذلك إلا مع ليفربول.
رحيل كلوب نهاية حقبة من الإنجازات
رحل كلوب عن تدريب ليفربول في صيف 2024 بعد 9 سنوات حافلة بالإنجازات خلال فترة ولايته، قاد الفريق لتحقيق العديد من البطولات الهامة، أبرزها الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020 ودوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019. ومع ذلك، فإن العودة إلى نفس المنصب لا تبدو محصورة في الوقت الحالي، رغم الضغط الجماهيري.
التحدي الكبير أمام ليفربول
في ظل الانهيار الذي يعاني منه الفريق هذا الموسم، يبدو أن إدارة ليفربول متمسكة بآرني سلوت، حتى لو كانت الجماهير والمحللون يشككون في قدرة المدرب على تصحيح الأوضاع، الصبر على المدربين، الدعم التاريخي له، والظروف المالية ربما تساهم في تأجيل أي قرارات حاسمة ومع ذلك، تبقى الضغوط الجماهيرية والتقارير الصحفية تثير التساؤلات حول ما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في الجهاز الفني.





