منتدى الإعلام الدولي يطالب بميثاق شرف للإعلام العربي لمواجهة الإرهاب

واصل المنتدى الدولى للإعلام فى دورته الثالثة أعماله لليوم الثالث، وتناولت الجلسة الختامية للمنتدى المنعقد فى مدينة اغادير المغربية خلال الفترة من ١٤ إلى ١٧ مايو الحالى العلاقة بين الإعلام والإرهاب وكيفية مواجهة الإرهاب فى العالم العربى من خلال الإعلام.
واعتبرت الإعلامية إيمان عز الدين إن الإعلام رسالة يجب أن يتم توصيلها من جيل إلى جيل وبخاصة الشباب بعد ثورات الربيع العربى التى قامت بتوسيع دائرة المعرفة للشباب بصورة أكبر.
وقالت إن تحولا واضحا تم خلال السنوات الأربعة الماضية وقام بتطوير نفسه بصورة احيانا تكون سلبية بعد أن أصبح الإعلام موجها ومنبرا لبث رسائل لخلخلة النظام العام فى بعض الدول العربية، مشيرة إلى أن فاتورة الإعلام الإخباري كبيرة جدا ومن المستغرب أن تجد كل تلك الفضائيات الإخبارية تبث لسنوات طويلة وتنفق ملايين الدولارات دون توضيح كامل لمن صاحب رأس المال الذى ينفق.
وأضافت إن الإعلام أصبح حصان طروادة فى ثورات الربيع العربى وكان موجها بصورة كبيرة لعدد من تلك الثورات، مشيرة إلى أن الإعلام العربى لم يتمكن من مواجهة التلاعب الذى تم من جانب جهات أو دول خفية قامت بإنفاق غزير على تلك القنوات الإخبارية .
وأشارت إلى الحاجة الماسة لاصدار ميثاق شرف للإعلام العربى من أجل الالتزام به والتوجه نحو المهنية بصورة دائمة ، موضحة ان الإطار الاعلامى العربى يمكن وضعه من خلال الجامعة العربية والاتحاد العربى للإعلام .
وأكدت أن الخبرات المختلفة تشكل وجهات نظرمختلفة فى العمل الاعلامى و لكن فيما يتعلق بقضايا الاٍرهاب لا يختلف احد على مواجهته ، مشيرة الى انه على الرغم من هذا فان هناك بعض القنوات التى تقوم بالترويج للارهاب مثلما حدث فى حالة تصوير لقاء لاسامة بن لادن قام خلاله بالترويج لافكاره بصورة كبيرة فى العالم أجمع.
وقالت إن البعض يرى إن اللقاءات مع الإرهابيين تعد نوعا من المهنية فيما يعتبره البعض دعما للارهاب ، فيما يؤكد البعض الاخر إن هذا ترويجا صارخا للارهاب يخالف أهداف المهنة الاساسية التى يسعى الاعلام لتحقيقها .
وشددت على أن الأهم فى التغطية الإخبارية للأحداث الإرهابية أن يتم تنويع المصادر بصورة أكبر بدلا من الاعتماد على المصدر الحكومى فقط وأن يكون هناك العديد من المصادر المؤكدة فى تغطية الأحداث الإرهابية .
وأكدت أن الاعلامى يجب أن يكون متوازنا فى تناوله لاى قضايا حتى يستطيع الخروج بنتيجة إيجابية مع المتلقين ، مشيرة إلى أن المتلقّى لديه القدرة على فرز الاعلاميين وتوجهاتهم ومهنيتهم والذي يخالف بعضهم القواعد المهنية لدرجة انه يقوم بالارهاب الفكرى من خلال ما يقدمه من مادة إعلامية .
وطالبت بضرورة العمل على تحقيق الترابط الاعلامى العربى انطلاقا من هذا المنتدى الذى يمكن ان يكون نقطة انطلاق جيدة نحو تحقيق هذا .
من جانبها،قالت الكاتبة الصحفية المغربية وفاء صندى إن العالم اصبح يعيش حالة من عدم الاستقرار بعد ان انتشر التطرّف بصورة كبيرة بعد الثورات التى شهدها العالم العربى فى العام ٢٠١١ ، مشيرة الى ان الاٍرهاب قام بتجنيد العديد من الشباب الذين قام بتغييبهم فى ظل حالة من عدم الاستقرار .
وأكدت أن الاعلام يعانى من الاٍرهاب وأحيانا يساعد فى انتشاره بسبب البرامج التى تنشر الأنباء الخاصة بالارهابيين وإبرازهم وتوضيح ادوارهم بطريقة تساعد على تجنيد اخرين، مشيرة الى ان الاعلام غاب عن دوره الحقيقى فى تنمية توجهات الشباب وتعريفهم واستغلال طاقاتهم.. وهو ما قامت به الجماعات الإرهابية و استغلته بدلا من الاعلام.
وقالت إن داعش تقوم بتجنيد الشباب فى ظل غياب كامل للإعلام التقليدى الذى لم يتمكن من الوصول الى الشباب بالصورة الإيجابية الكافية من أجل السيطرة عليهم وبث رسائل تساعد على تعديل توجهاتهم بدلا من ترك الساحة لتجنيدهم من جانب الجماعات الإرهابية .
وأشارت إلى أن هناك غياب كامل لوجود رؤية صحيحة وعدم التزام البعض بالمعايير المهنية فى تناول قضايا الاٍرهاب .. ولو استمر الاعلام بهذه الطريقة فسيكون هو الخاسر الأكبر .
وفى نفس الاطار قال مدير مكتب قناة سكاى نيوز بالقاهرة سمير عمر،إن الاعلام يؤثر ويتأثر بالمجتمع وهى علاقة جدلية فى تحديد أيهما أفضل هل الدول ذات القوة الإعلامية وصاحبة الحريات المختلفة ام انها المجتمعات المنغلقة اعلاميا وهو الامر الذى لم يتم التيقن منه خاصة بعد ثورات الربيع العربى المختلفة والنماذج المتعددة فى التغييرات الثورية التى حدثت وهو ما ينفى اى نظريات مسلم بها فى هذا الشأن.
وأضاف إن الاعلام كان احد العناصر الاساسية فى انطلاق الثورة المصرية سواء فى ٢٥ يناير او ٣٠ يونيو ، مشيرا الى ان الاعلام دائما له دور كبير فى تشكيل توجهات الشعوب ومواجهة اخطاء الحكومات والانظمة .
وقال شريف فؤاد المذيع بالتليفزيون المصرى إن هناك معاناة حالية كبيرة من إن الاعلام أصبح يعانى بصورة أكبر من سيطرة رجال الاعمال عليه بدلا من سيطرة الأنظمة التى كانت تسيطر فى السابق على وسائل الاعلام بصورة أكبر.. وهو ناتج عن رفض الشعب لتلك لسيطرة.
وأضاف ان الاعلام له دور كبير فى التأثير على المجتمع وهو ما يوجب على الصحفى والاعلامي ان يلتزم بالتسلح بمصادر المعلومات المختلفة والتركيز على الموضوعية من أجل نقل المعلومة بصورة صحيحة بعيدا عن الوشايات والأخبار المغلوطة.