قال الكابتن محمود الخطيب، نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي السابق، إن الإنسان عامة يجب أن يتذكر نعمة الله عليه، ولو تذكرها سيحس أنه قليل للغاية، موضحا أنه كان يحلم بالسير بجانب سور النادي الأهلي، وعندما وصل لهذا كان يذهب لهذا السور ويجلس بجواره.
وأكد خلال لقائه التلفزيوني، أنه لولا الأب والأم والأصدقاء لما وصل إلى هذا، وأيضا نعمة الله عليه، مضيفا أنه يتمنى أن يكون يقدر النعمة التي حدثت له.
وتحدث عن نفسه قائلا: "أنا رقم 10 في إخوتي، ونحن أربعة أولاد وسبعة بنات، ونشأت في منزل بسيط، وتعلمت منه الكثير، وكان في الدقهلية مركز أجا، ووالدي كان موظف يأخذ مرتبا جيدا، وتربينا جيدا، وتعلمت في الأسرة الكبيرة قيمة الحياة والإخلاص في العمل، وتعلمت قيم كثيرة ساعدتني في حياتي".
وتابع الخطيب :"أول فانلة لعبت بها كانت رقم 10، وكنت أحب بيليه منذ صغري، لأنه علامة كبيرة في الكرة، وكان والدي يعطي لي تعريفة في اليوم، وكنت أحوش منه حتى أذهب إلى السينما، وأخذ أتوبيس من عين شمس حتى سينما أوبرا، وكان هناك ربع ساعة خاصة ببيليه، وكنت أذهب وأشاهد بيليه ثم أعود مرة أخرى".
واستكمل :"اتولدت في الحلمية، وتربيت في عين شمس، وفي الحليمة كانت الشوارع ضيقة، ولم يكن هناك متسعا للعب الكرة، ولكن كنا نلعب بين أبواب المنازل نفسها، وطبيعة الشارع لحياة حينها زادتنا مهارة، وعلمت هذا عندما كبرت، لأني كنت أحرز أهداف من على خط المرمى، كما كنا نلعب في الشارع، وكنا نلعب أيضا بكرة صغيرة، وهذا الحجم كان يساعدنا في التحكم الزائد بالكرة".
واستطرد الكابتن محمود الخطيب :"بعد ذهابنا لعين شمس، وهناك كنا نسكن في منزل بثلاث شقق، والشارع به رمل وتراب، وكنت ألعب فيه بالكرة الشراب، وكنا نحتاج إلى رفع الكرة عن الرمال، وهو ما فادني أيضا لرفع الكرة عاليا في مبارياتي، وفوق السطوح كان والدي رحمه الله يتركني وألعب مع أخي الأكبر، ويعلمني لعب الكرة، وكان بالعمارة سيخ حديد لم أراه، وأخي الأكبر رقصني بشكل جيد، وحاولت تنفيذ الحركة مثله، وفعلتها ولكن لم أستطيع أن أنفذها جيدا، وحزنت بسبب هذا، ولحقت بالكرة، وفجأة وجدت أخي يحملني لأجد قدمي مغرقة بالدماء، ولم أحس بها، وأخذت 14 غرزة".
وأضاف :"كان الحادث في ثالثة ابتدائي، وعندما شاهدني والدي قلب الدنيا، ولم يمنعني من اللعب لأنه يعلم أني أعشق الكرة، وحتى الآن أعشقها، وكنت استأذن في اللعب منه، وكان حينها قيم معينة، وهي عدم التأخير خارج المنزل، لأني حين كنت أتأخر لبعد الساعة الثامنة كنت أجد أبي وأمي في الشرفة ينتظراني، ووالدي علمني هذه القيم بدون أن يقصد، وكان أبي يقول لأمي لو محمود ذاكر وصلى وسمع الكلام سيبيه ينزل يلعب، وكنت أصلي أمام والدتي، فتقول لي خلاص أنزل".
ولفت إلى أنه :"لدي أكاديمية للكرة، منذ 2000 وحتى الآن، وحاولت أن أعيشها بمعنى مختلف، لأني أحب أن يكون لي دور مع الأطفال الصغار، وكان الأساس هو سلوكهم، لأني أريد ان يكون لي عامل مساعد بجانب الأسرة، كما كان يفعل والدي، وهذا هدف الاكاديمية الآولى، وأشجعهم على الأكل المفيد والجيد لهم، سواء العسل أو الخضروات الخضراء".
وأشار إلى أن :"والدتي كان تطعمني سبانخ بقرص بيض، ومن بعد وفاتها لا أكلها، رغم أن أخوتي وزوجتي حاولوا أن يطعموني إياها، ونحن صغار كان حظنا جيد لاننا اشتركنا في دوري المدارس، وهذا أعطى لمن لديه موهبة فرصة لزيادتها، وأولدت روح منافسة، وفي الاعدادية شاهدنا كشافين، وأخذونا لساحة مصر الجديدة، ولعبنا على مستوى بطولة شرق القاهرة، وبعدها فزنا بالبطولة، وأخذونا لنادي النصر، وكنت هداف البطولة، وكان لدي امتحان، ونزلت بدون أن أقول لوالدي، ولعبت بالفعل، وأخذنا البطولة وأخذت لقب الهداف، وأحرزت كأسين، وعنفني والدي، ولكن أحس بقيمة جيدة".
وأوضح :" أول موسم لي مع الأهلي حصلنا على لقب الدوري بفارق 5 نقاط عن الزمالك، وأول مبارة شاهدها والدي في الاستاد أحرزت 3 أهداف، ولعبت مع الأهلي مباريات ودية، وجاء نادي روسي إلى مصر فاز على الزمالك والإسماعيلي، وقاموا بعمل منتخب بين الأهلي والترسانة، وكنت أتوقع أني لن ألعب، وحدث اعتذارات من بعض اللاعبين، ولعبت هذه المباراة، وفزنا 3 مقابل هدف، وأحرزت هدفين من على خط المرمى".
وصرح الخطيب :"أحسيت بالجمهور وأخذت ثقة منهم، وكان الأمر دفعة معنوية، والجمهور يصنع اللاعب حقيقة بعد الله سبحانه وتعالى".