مسابقة ناسا للقمر .. تفتح وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الباب أمام العالم للمشاركة في تحدٍ علمي غير مسبوق، يستهدف إيجاد حل عملي ومستدام لإعادة تدوير النفايات على سطح القمر، مقابل جائزة مالية ضخمة تصل إلى 3 ملايين دولار، في خطوة تعكس توجهًا عالميًا متسارعًا نحو دعم الابتكار وتعزيز فرص الاستدامة خارج كوكب الأرض، ومع تزايد الاهتمام بالبعثات القمرية طويلة الأمد، باتت إدارة النفايات واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا التي تتطلب حلولًا غير تقليدية وقابلة للتطبيق.
ناسا تبحث عن حل عملي لمشكلة القمر
تسعى وكالة ناسا من خلال هذه المبادرة إلى العثور على شخص أو فريق يمتلك فكرة قادرة على تحويل النفايات الناتجة عن المهمات القمرية إلى موارد مفيدة، بما يضمن استدامة الوجود البشري خارج الأرض، وتأتي هذه الخطوة في إطار الاستعداد لمهمات طويلة الأمد على سطح القمر، حيث لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على الإمدادات القادمة من الأرض، وهو ما يجعل إعادة التدوير ضرورة حتمية وليست خيارًا إضافيًا.
واقرأ أيضًا:

تفاصيل مسابقة وكالة ناسا العالمية
تقوم مسابقة وكالة ناسا على مرحلتين رئيسيتين، تركز الأولى على تصميم وتطوير حلول مبتكرة لإعادة تدوير النفايات غير الأيضية، بينما تهدف المرحلة الآتية إلى تحسين استدامة المهمات القمرية طويلة الأمد، وبحسب ما ورد في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للوكالة، فإن هذه المسابقة لا تستهدف فقط خدمة المهمات الفضائية، بل من المتوقع أن تسهم نتائجها في تطوير مناهج أكثر كفاءة لإعادة التدوير على كوكب الأرض.
القمر البارد وتحديات البيئة القاسية
تفرض بيئة القمر الباردة والجافة تحديات معقدة أمام أي حلول تقليدية لإدارة النفايات، إذ تختلف الظروف هناك جذريًا عن بيئة الأرض من حيث الجاذبية المحدودة وندرة الموارد وصعوبة نقل المعدات، وتشير ناسا إلى أن الحلول المستخدمة حاليًا على الأرض لا تصلح للتطبيق المباشر في هذه الظروف القاسية، ما يستدعي تطوير تقنيات جديدة بالكامل تعتمد على الكفاءة العالية وتقليل الانبعاثات السامة إلى أدنى حد ممكن.

موعد التقديم ومراحل الاختيار
أوضحت ناسا أن باب التقديم للجولة التمهيدية من المسابقة مفتوح حتى يناير 2026، ما يمنح المشاركين فرصة كافية لتطوير أفكارهم وصقلها قبل التقديم، على أن يتم الإعلان عن المتأهلين للتصفيات النهائية في فبراير، في خطوة ينتظرها المهتمون بالعلوم والفضاء حول العالم، خاصة في ظل القيمة العلمية والمالية الكبيرة التي تحملها هذه المسابقة.
تحويل النفايات إلى موارد مفيدة
لا يقتصر هدف التحدي على جمع النفايات أو التخلص منها فحسب، بل يركز على تحويلها إلى موارد يمكن الاستفادة منها بشكل مباشر، مثل مواد البناء أو الأدوات أو قطع الغيار أو أي عناصر أخرى تدعم الحياة اليومية لرواد الفضاء، وتؤكد ناسا أن النجاح في هذا المجال قد يحدث تحولًا جذريًا في طريقة التفكير في النفايات، سواء على القمر أو على الأرض.

الفرصة متاحة للجميع دون قيود
تميز هذه المسابقة بانفتاحها الكامل على جميع المشاركين من مختلف الجنسيات والتخصصات، حيث لا تشترط ناسا خلفية علمية محددة أو خبرة سابقة في قطاع الفضاء، بل تبحث عن أفكار مبتكرة من عقول فضولية قادرة على التفكير خارج الأطر التقليدية، سواء كانت هذه الأفكار قادمة من خبراء فضاء أو من مبتكرين يعملون في مجالات بعيدة تمامًا عن علوم الفضاء.
تأثير يتجاوز القمر إلى المريخ والأرض
يمتد تأثير هذه المبادرة إلى ما هو أبعد من سطح القمر، إذ ترى ناسا أن نجاح حلول إعادة تدوير النفايات في بيئة فضائية قاسية سيمهد الطريق لمهمات أكثر طموحًا نحو المريخ، حيث ستكون الاستقلالية عن الأرض مسألة حياة أو موت، والأهم من ذلك أن هذه التقنيات قد تحدث ثورة حقيقية في إدارة النفايات على الأرض، وربما تسهم في معالجة أزمات بيئية كبرى مثل التلوث البحري وإدارة المخلفات الصناعية.

اهتمام عالمي وفرصة تاريخية
تعكس هذه المسابقة توجهًا عالميًا متزايدًا نحو دعم الابتكار المفتوح وإشراك المجتمع الدولي في حل المشكلات الكبرى، ومع الجائزة البالغة 3 ملايين دولار، تتحول الفكرة العلمية إلى فرصة حقيقية لتغيير مستقبل الاستدامة في الفضاء وعلى الأرض معًا، ما يجعل هذا التحدي محط أنظار الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال في مختلف أنحاء العالم.



