العودة مرة أخرى لتناول المخدر

العملية العلاجية تمثل إصلاح وبناء لمدمن تداعت قدراته الذاتية والمعنوية بدءاً من إزالة السموم من جسده وإعادته إلى حالته الطبيعية، مروراً بالبناء المعرفي وإعادة تشكيل طريقة تفكير المدمن وكيفية استجاباته لمشاعره النفسية والعاطفية، وانتهاء بتبصيره بالعوامل التي ساهمت في انخراطه في عالم المخدرات وإلحاقه بمجتمعه وتهيئة الفرصة له للبدء من جديد.
لذا فالعملية العلاجية عملية تحتاج إلى جهد وتعاون بين الفريق المعالج والمدمن وأسرته لإنجاح العلاج وبلوغ مرحلة التعافي من الإدمان. والتصدي لعوامل الإنتكاسة يحتاج أن يفهمها كل من المدمن.
وأسرته للتقليل والحد من فاعلية تلك العوامل التي تجذب المدمن إلى الإنتكاس.
ويؤكد روي روبرتسون 1989 على أهمية تكوين فكرة واضحة عن أسباب فترات التوقف والعوامل التي تعمل على الإنتكاس مرة أخرى، والوقوف على المشكلات التي يقابلها المتعاطي وما يصادفه من نجاح أو فشل في حياته اليومية خلال فترات التوقف، ذلك لأن غياب مثل هذه المعلومات سوف يجعل تفهم حدوث الإنتكاسة أمراً صعباً.
عوامل الانتكاسة هناك ثلاثة عشر عاملاً تساهم في حدوث الإنتكاسة أثناء عملية العلاج والتوقف عن استخدام المخدر وهي كالآتي:الفشل في تفهم وقبول إدمان المخدرات على أنه مشابه لأي مرض هو عامل أساسي في حدوث الإنتكاسة: فالمدمنون الذين لا يعتبرون أن الإدمان مرضا لا ينظرون إلى أنهم بحاجة إلى برنامج الشفاء ويعتقدون أنه في إستطاعتهم البقاء بعيداً عن الرجوع إلى المخدرات بواسطة إرادتهم الذاتية.
رفض فكرة فقدان السيطرة، فالمدمنون الذين لا يعتقدون بفقدان سيطرتهم على التعامل مع المخدرات يشعرون أنهم يستطيعون إستخدام المخدر طالما أنهم يتعاطونه بعناية. الخداع: الخداع لمتعاطي المخدرات في العادة يعني تحريف الواقع وإخفاء العواطف خاصة تلك التي تخص استخدام المخدر.
الاختلال الوظيفي للعائلة: فالأسرة الصحيحة تستطيع أن تساهم كثيراً في عملية الشفاء واختلال الأسرة يساهم كثيراً في الإنتكاسة تماماً كما فعلت في السابق نحو الإتجاه إلى المخدر. فقدان البرنامج الروحي.
إن إفتقار برنامج العلاج إلى الناحية الروحية يقود المدمنين إلى التصديق أنه ليس هناك مصدر قوة متاحة لديهم غير قواهم الشخصية، ومن ثم تفقد القوى العليا في نظرهم أهميتها في شفائهم. الضغوط: إن المخدرات للعديد من الذين استخدموها كانت السيطرة على الضغوط وبالتالي فإن العديد من الضغوط في عملية العلاج تسبب الولع إلى العودة إلى استخدام المخدر، العزلة: إن الانسحاب من العلاقات في مرحلة الاستشفاء يمكن أن يقود إلى الإنتكاسة، فالوقت الطويل للشخص الذي يبقى وحيداً يقود لأن يجعله يشعر بأنه عديم الفائدة.
تداخل الإدمان: بمجرد أن يصبح الواحد مدمناً على مادة منشطة، لا يمكن في مرحلة الشفاء استخدام مادة منشطة أخرى بدون المغامرة لأن يكون مدمناً لها، فضلاً عن أن إستخدام مثل هذه المواد تعيد المدمن مرة أخرى لاستخدام المخدر الأصلي إضافة إلى أن إستخدام مواد تبديل المزاج بدون وصفة طبية أو الوصفات الطبية لحالات البرد والكحة والحساسية والقلق والإجراءات الجراحية ربما تقود إلى الإنتكاسة، حالة الإجازة: خطورة الإنتكاسة تكون عالية في أوقات محددة من السنة مثل الأعياد أو الأيام المشرقة عندما تطفو ذكريات الماضي وتزيد من آلام الحاضر. هذه الأيام صعبة حتى لو كانت الأمور تسير بشكل حسن وطبيعي فالحاجة إلى الإحتفال تقود إلى الإنتكاسة. حالة ما بعد.
الإمتناع التام: إن كثيراً من الأشخاص يعتقدون أن الإنسحاب من المخدر يستدعي مراحل حادة تستمر من أربعة إلى خمسة أيام وعلى كل حال فإنه يحدث مستوى أدنى من شدة الأعراض الانسحابية يسمى حالة ما بعد الامتناع التام، يستمر بضعة أسابيع إلى شهر وهو عامل جوهري في الإنتكاسة.
الإفراط في الثقة: مع أول تماثل للشفاء تبدو مشاكل الحياة على أنه يسهل التعامل معها. ويندفع المدمنون بسهولة لتصديق أن الأمور سوف تستمر على ما يرام، بغض النظر عما سوف يعملون، ويطرحون جانباً روح التواضع والحاجة إلى القوة الإلهية. وهذا الإفراط في الثقة يقودهم لأن يعتقدوا بأنهم يستطيعون أن يعاودوا تعاطي الشراب والمخدرات بشكل طبيعي في المناسبات بدون أن يعرفون أن جميع مشاكلهم في السابق نتجت من إستخدام المخدرات بهذا الشكل. العودة إلى الشراب والأصدقاء الذين يستخدمون المخدرات: المدمنون في مرحلة الإستشفاء ربما يعتقدون أنهم يستطيعون أن يرجعوا إلى أصدقائهم من متعاطي المخدرات وإلى نفس الأماكن بدون أن يرجعوا إلى إستخدام المخدرات مرة أخرى والخطوة التي تلي هذه المرحلة هو أنهم يعتقدون أن في إستطاعتهم أن يشربوا ويستخدموا المخدرات لمرة واحدة فقط. لشعور بالذنب على ما مضى: التركيز على هفوات الماضي التي قادت إلى إلحاق الأذى بالآخرين يمكن أن تؤدي إلى الإنتكاسة.
كما أن هناك بعض العوامل التي تساعد على حدوث الإنتكاس والتي يجب أن يفطن إليها المتوقف والمحيطين به هي عملية تحويل الإدمان.
فغالباً المتوقف قادر على البقاء بدون أي مواد لتعديل مزاجه ولكن يمكن له في مرحلة الاستمرار في التعافي أن يحول سلوكه الإدماني إلى مخارج أخرى على الرغم من أن بعض هذه السلوكيات قد تكون أقل خطورة على المتوقف، ولكن هذه السلوكيات قد تقود المتوقف إلى الانتكاس.
ومنها على سبيل المثال نجد إنغماس المدمن فى العمل بشكل جنونى ولساعات طويله وبشكل مرهق، أيضاً من الشائع لدى غالبية المدمنين تحويل إدمانهم الى إدمان الجنس والبحث عن الإيثارة واللذة من خلال بائعات الهوى من النساء أو من خلال الأماكن العامة ويصبح الشاغل الرئيسي لدى المدمن هو البحث عن المتعة الجنسية المحرمة كنوع من البحث عن الإيثارة فى حياته.
أيضاً هناك تحويل الإدمان على النكوتين والكافين من خلال تناول كميات كبيره ومخيفه من السجائر وبشراهه مع تناول كميات من القهوه والنسكافيه والكوكاكولا والبيبسي كنوع من البحث عن اشباع لشهيته الإدمانية التى لاتشبع ، أيضاً نجد هناك تحويلا للإدمان على إدمان الإنترنت والشات والتواصل مع الجنس الأخر بشكل جنسي مثير للشهوات بغرض البحث عن إيثاره فى حياته ودخول المواقع الإباحيه وإدمان مشاهدة تلك المواقع بشكل يستمر لمدد زمنية تزيد على السبع والعشر ساعات بشكل يومى وأحياناً أكثر من خمسة عشرة ساعة.
كما نجد تحويل للإدمان من خلال إدمان الطعام بشكل مبالغ فيه لحد التخمة، وكل هذة مظاهر وعلامات تقود المدمن الى الرجوع مره أخرى لتناول المخدر والإدمان عليه ثانية ، فخطورة الإدمان ليست فى تناول المخدر فقط بل خطورته فى رحلة الإدمان الطويلة التى تشبه الطوفان الذى يدمر كل ما يقف فى وجهه لذا تناولت قضية الإدمان على مراحل من خلال المقالات السابقة.
ككونى متخصص فى تلك القضيه المخيفه وأيضاً من خلال مشاهدتى لما كمواطن لما يحدث فى الشارع المصرى من جرائم وأنتهاكات أخلاقيه غريبه على المجتمع والشارع المصرى وأعلم تماماً ان وراء كل جرم أخلاقى مدمن على المخدرات ، لذا أناشد كافة أجهزة الدوله ومؤسساتها إعطاء أهتمام وأولويه لقضية الوقايه وعلاج الإدمان حماية لشبابنا ولمصرنا الغالية.. والله الموفق.