الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على رد فعل سيدنا «آدم» عند معرفته بقتل ابنه «هابيل»

صدى البلد

روى القرآن الكريم قصة ولدين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل، حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض، كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا، وفي البطن التالي ابنا وبنتا، فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.
ويقال إن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانًا، فقدم كل واحد منهما قربانًا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل، قال تعالى «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ».
عاد القاتل يرفع يده مهددًا.. قال القتيل هابيل في هدوء « إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ».
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتًا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب هابيل نائمًا وسط غابة مشجرة.. جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض.
كان الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض، ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد، وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها، ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو يصرخ، اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم، اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى.
نقص أبناء آدم واحدا، وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة «قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ»، وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبناءه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
آراء العلماء في آلة القتل
قال الله تعالى: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 30]. والمشهور في ذلك أن القتل وقع بشدخ رأسه بحجر، حيث أتاه يومًا وهو نائم في الجبل، فرفع صخرة، فشدخ بها رأسه فمات. ذكره الطبري في تاريخه، وابن الجوزي في المنتظم.
وأضاف ابن كثير في تفسيره: قال السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن عبد الله، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} فطلبه ليقتله، فراغ الغلام منه في رؤوس الجبال، فأتاه يومًا من الأيام وهو يرعى غنمًا له، وهو نائم فرفع صخرة، فشدخ بها رأسه، فمات. اهـ.
وأوضح ابن جريج: تمثل له إبليس وأخذ طيرًا، فوضع رأسه على حجر، ثم شدخ رأسه بحجر آخر، وقابيل ينظر إليه، فعلمه القتل، فرضخ قابيل رأس هابيل بين حجرين، قيل: قتل وهو مستسلم، وقيل: اغتاله وهو في النوم، فشدخ رأسه فقتله. نقله جماعة من المفسرين كالثعلبي، والبغوي، وابن عطية، وابن عادل.
ونوه «ابن الجوزي» في زاد المسير: بأن هناك ثلاثة أقوال عن كيفية قتله: أحدها: أنه رماه بالحجارة حتى قتله، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: ضرب رأسه بصخرة وهو نائم، رواه مجاهد عن ابن عباس، والسدي عن أشياخه.
والثالث: رضخ رأسه بين حجرين، قال ابن جريج: لم يدر كيف يقتله، فتمثّل له إِبليس، وأخذ طائِرًا فوضع رأسه على حجر، ثم شدخه بحجر آخر، ففعل به هكذا، وهناك قول آخر غير مشهور، قال ابن كثير: وعن بعض أهل الكتاب: أنه قتله خنقًا، وعضًّا.