تنظيم القاعدة يستأنف أنشطته المسلحة في وسط وجنوب مالي
استأنفت القوى التكفيرية في جنوب جمهورية مالى هجماتها المسلحة فى إقليم فاكولا القريب جدا من الحدود بين مالى وجمهورية ساحل العاج.
وأفادت التقارير الميدانية أن مقاتلى جماعة أنصار الدين التى تعد أحد التشكيلات المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي قد هاجموا على مدار يومين متواصلين خلال هذا الأسبوع مراكز تتبع الشرطة العسكرية المالية فى جنوب البلاد ناقلين بذلك العمليات المسلحة من شمال مالى إلى جنوبها.
وسبق للمسلحين التكفيريين فى مالى شن هجمات على مراكز تتبع الشرطة المدنية فى مالى فى مناطق قريبة من الحدود مع ساحل العاج – ضاحية نارا الحدودية التى تقع على مسافة 19 ميلا من حدود ساحل العاج - وأضرموا النيران فى مبانى الشرطة بعد أن رفعوا أعلامهم السوداء عليها مخلفين 12 قتيلا قبل انسحابهم.
تجدر الإشارة إلى أن العنصر الإرهابي الخطر المعروف باسم اياد حاج غالى هو الذى يتزعم جماعة أنصار الدين التكفيرية المتطرفة فى مالى وهى الجماعة التى صعدت من عملياتها المسلحة فى مالى اعتبارا من 2011 متعاونة مع منظمات تكفيرية اخرى متحالفة مع تنظيم القاعدة كانت تسعى لتوسيع نطاق انشطتها العنيفة فى مناطق غرب افريقيا انطلاقا من جنوب مالى فيما كان مقاتلى الطوارق فى شمال مالى يخوضون قتالا مع القوات الحكومية سعيا لاقامة منطقة نفوذ مستقلة لهم.
أما فى وسط مالى فيوجد تنظيم اخر يقاتل لحساب القاعدة يعرف باسم تنظيم المرابطون وهو تنظيم له امتداداته العشائرية داخل حدود موريتانيا ونفذت عناصره عددا من الهجمات الارهابية الناجحة فى باماكو عاصمة مالى التى تقع فى وسط البلاد حيث نطاق عمليات هذا التنظيم ، كما تحالف تنظيم المرابطون مع تنظيم إرهابى أشد لا يقل خطورة عنه وهو تنظيم الملثمون بقيادة الارهابى مختار بالمختار.
ويقول المراقبون إن وقف اطلاق النيران الهش الذى تم التوصل اليه فى مالى بين متمردى شمالها و حكومتها المركزية قد بات فى مهب الريح بالنظر الى استئناف المنظمات المتحالفة مع تنظيم القاعدة لعملياتها الارهابية و العنيفة فى وسط و جنوب مالى ، و تطرح تلك العمليات العنيفة تساؤلات عن مدى نجاح عملية مكافحة الارهاب الكبرى التى قادتها فرنسا فى مالى مطلع هذا العام و التى عرفت بالاسم تودال.
ويضيف المراقبون أن الجماعات الارهابية فى مالى بعد اعلان باريس وانتهاء العملية تودال باتت اكثر تسلحا وعنفا فى تنفيذ عملياتها الاخيرة حيث تستخدم مدفعية المورتار والقنابل المرتجلة الصنع، وتشير تقارير الامم المتحدة الى مصرع 49 من قوات حفظ السلام الدولية اثناء عملهم فى مهمة مكافحة الارهاب فى مالى وهى المهمة التى بدأت فى العام 2013 و اعتبرت انذاك اشرس عملية حفظ سلام تقوم بها الامم المتحدة فى العالم .