الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. نكشف مافيا المستلزمات المدرسية المغشوشة.. 40% أدوات مجهولة المصدر.. و5 ملايين قطعة غير مطابقة للمواصفات

صدى البلد

عبوات الطعام والمياه رديئة الصنع تسبب مغصاً وتوعكاً للأطفال
الكراسة والكشكول رديئا الصنع ووراء حساسية العين والجلد للأطفال
دكتور هانى الناظر:
عبوات الطعام والمياه من خامات معاد تدويرها وبها أصباغ تتفاعل مع الطعام
صاحب مكتبة:
إرتفاع أسعار المستلزمات المدرسية وراء الاقبال على السلع الرخيصة
المنتجات الصينية المهربة رديئة الصنع ولم تخضع لرقابة وتهرب باعتبارها لعب أطفال
40% من المستلزمات المدرسية مجهولة المصدر ومهربة
خامات الاقلام الزيتية والرصاص قد تدمر الجهاز العصبي نتيجة إستنشاق غازات سامة
صاحب مصنع:
سعر طن الورق الجيد 7 الاف جنيه وغير المطابق للمواصفات بــ 5 آلاف
شعبة الادوات المدرسية:
600 مليون كراسة وكشكول و300 مليون قلم حجم الاستهلاك سنويا ً
شعبة البلاستيك:
الادوات المدرسية المغشوشة تدخل للبلاد على إنها لعب اطفال
مباحث تموين:
مليون و350 ألف قطعة ادوات مكتبية بالسوق غير مطابقة وبدون فواتير

ما أن تبدأ الدراسة حتى تجد الاطفال أكثر عرضة للأمراض المعدية والنزلات المعوية والعدوي الجلدية.. ولعل أغلب الأمهات لا يلتفتن إلى أسباب تلك الامراض وإنتشارها، وأن ابرز الاسباب التى تؤدي للأمراض خلال فترة الدراسة هى سوء المستلزمات والادوات المدرسية التى يستخدمها الطفل، فالطفل يلمس ويستنشق ويضع فى فمه ادوات مدرسية طيلة اليوم الدراسي، مكونة من مواد بلاستيكية معاد تدويرها ومضاف لها صبغات سامة وألوان غير صحية وأوراق معاد تدوريرها وذات رائحة رديئة وملمس خشن، تصيب الجهاز التنفسي بأمراض مزمنه، بالاضافة لـ"زمزميات وعبوات لحفظ الطعام تصنع من خامات لا تصلح لحفظ الطعام والماء؛ وتغرق الأسواق الشعبية بتلك المستلزمات التى يتم تداولها بدون أى بيانات وتباع بأسعار رخيصة بالاسواق لجذب أولياء الامور.
وحول تلك المشكلة سعى "صدى البلد" لكشف مافيا المستلزمات المدرسية المغشوشة وطرق بيعها وتداولها ومخاطرها وآلية الرقابة عليها.
معاناة أولياء الأمور
وتقول مى عبد القادر، ربة منزل، عن معاناتها مع المستلزمات المدرسية الرديئة: "طفلي الصغير ما أن يذهب للمدرسة حتى تبدأ معاناة النزلات المعوية والالتهابات الجلدية، حتى إنه فى العام الماضي إصيب بحساسية بالعين، وعندما توجهت للطبيب أفاد بأن ذلك يعود لرائحة ولون الورق الرديء للكراسات الشعبية، ونصحنى بشراء مستلزمات المدارس من مكاتب كبري لتكون مطابقة للمواصفات ومصنعة من خامات جيدة لا تضر صحة الطفل"، موضحة إنها تضطر لشراء مستلزمات باهضة الثمن، حتى لا تأتى بأثر عكسي على صحة أطفالها.
وتشير منال عبد الحي، ربة منزل، إلى أن هناك انواعا رديئة من زمزميات المياه للاطفال وعبوات الطعام (لانش بوكس)، وأسعارها لا تتعدى عشرة جنيهات، لأنها مصنوعة من بلاستيك ذي رائحة كريهة، موضحة أنها إكتشفت سبب شعور طفليها الدائم بالتوعك والمغص المستمرين، نتيجة إختلاط الطعام والشراب بتلك الانواع من المستلزمات، وأنها إضطرت لشراء عبوات المياه والطعام للاطفال من مركز تجاري كبير، لضمان سلامة وأمان العبوات لصحة الطفل.
مخاطر صحية
الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية، يوضح أن هناك أطفالا كثيرين يصابون بحساسية الجلد والعين وأعمارهم صغيرة، بينما الأهالي لا يدركون أن سبب ذلك هو إستعمال منتجات رديئة كالقلم الرصاص المليء بالمواد السامة والمواد البلاستيكية والاوراق الرديئة الصنع والمضاف لها أصباغ ومواد كيمائية مضرة للاطفال، وتم تصنيعها بمصانع بير السلم.
طبيب أطفال

ويوضح الدكتور محمد حسين، طبيب الاطفال، أن الادوات المدرسية تظل في يد الطفل طيلة اليوم الدراسي، وربما يضعها داخل فمه، وهو ما يعرضه للبكتيريا والفيروسات والاصابة بنزلات معوية واسهال، نتيجة ملامسته لمواد ضارة وكيمائية وبعضها سام، ولهذا لابد من شراء مستلزمات جيدة.
وحذر من خطورة الادوات المغشوشة، قائلا: "أخطر ما يواجه الطفل هو إستخدام عبوات المياه والطعام البلاستيك، والنوع الشعبي منها مصنوع من خامات معاد تدويرها ومضاف لها مواد كيمائية وأصباغ تتفاعل مع الطعام وتسبب امراض خطيرة وبداية للإصابة بأمراض الكبد والكلي".
صاحب مكتبة

ويشير زينهم محمد، صاحب مكتبة أدوات مدرسية وعضو شعبة الادوات المدرسية، إلى أن أسعار الادوات المدرسية إرتفعت بنسبة 15%، وهو الأمر الذي أدى لزيادة الاقبال على المستلزمات الشعبية ذات السعر الرخيص، وأغلب مستلزمات المدارس مستوردة من الخارج والمستلزمات المصرية من الكراسة والكشكول تنافس بقوة من حيث الخامة ولكن سعر المستورد الصينى أرخص ولكن الاقلام والبرايات والاستيك والمساطر وعبوات الطعام والشراب أغلبها مستورد وبعضها مجهول المنشأ.
وأضاف: "المنتجات الصينية بعضها رديء الصنع وخصوصا الاقلام الرصاص والجاف، لأنها مهربة ولم تخضع لرقابة الجمارك وتدخل على أنها لعب اطفال، وغير معروف نسب الرصاص والزرنيخ بها، ونحن لا نتعامل إلا مع مستوردين لديهم سجل تجاري وشهادات جودة وتصنيع للاقلام والمستلزمات المدرسية، وننصح المستهلك بعدم شراء أى ادوات مدرسية غير مدون عليها بيانات التصنيع والخامات، لانه للأسف قرابة 40 % من المستلزمات المدرسية مغشوشة ومجهولة المصدر".
وأوضح أن خامات الأقلام الرصاص والزيتية والملونة المغشوشة والتى يقبل اولياء الامور على شرائها، قد تدمر الجهاز العصبي والذاكرة للاطفال، نتيجة إستنشاق غازات سامة منبعثة من تلك المواد، وكذلك الطباشير وأقلام الفلوماستر.

صاحب مصنع كراسات

ويوضح محمود غريب، صاحب مصنع، أن المصانع ذات الاسم التجاري تلتزم بالمواصفات القياسية وتستخدم ورقا جيدا ومطابقا للمواصفات القياسية سواء مستورد او محلي، وسعر طن الورق الجيد 7 آلاف ومائتى جنيه، وهو ورق درجة بياضه ناصعة ومصنع من ألياف جيدة وذو رائحة غير نفاذة، أما الورق غير المطابق فأن لونه أقرب للاصفر وله رائحة نفاذة وسعر الطن منه لا يتعدى 5 الاف جنيه.
وأضاف: "مصانع بير السلم تستخدم أغلفة كراسات وكشكول من الكرتون وهو مخلفات تصنيع ويكون له رائحة كريهة وملمس خشن ولون غامق، عكس أغلفة المصانع المعتمدة التى تعتمد على ورق جيد".
ونصح "غريب" كل من يريد التعرف على الكراسة المطابقة للمواصفات بأن يتأكد من تسجيل بيانات الوزن والطول والعرض ونوع الورق وبلد المنشأة أو مكان المصنع ورقم التسجيلة التى تفيد كونه مصنع بمصنع معتمد يخضع للرقابة.

شعبة الادوات المكتبية

ويقول أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، إن إجمالى استيراد مصر من الأدوات المكتبية من الخارج بالنسبة للاستهلاك يصل إلى ٦٠٪ مقابل ٤٠٪ للمنتج المحلى، بينما تنخفض نسبة استيراد الكشاكيل إلى ٢٠٪ حيث يتفوق المنتج المحلى فى صناعة الكشاكيل، وتصل أسعار الكشكول المحلى من ٢ إلى ١٠ جنيهات، بينما سعر الكشكول المستورد ما بين ٥ إلى ٣٠ جنيها، وأبرز الدول التى يتم استيراد الأدوات المكتبية منها الصين والهند واندونيسيا وفرنسا، بقيمة تقدر بحوالي 500 مليون جنيه.
وأضاف: "مصر تستورد 50% من الورق، وهى تحتاج سنويا حوالي 600 ألف طن ورق طباعة للكراس والكشكول و250 ألف طن ورق تصوير، وتستهلك سنويا حوالي 600 مليون كراسة وكشكول بما يعادل 20 مليون طن ورق، وتستورد 50% من الاقلام المستخدمة سنويا بواقع 300 مليون قلم بقيمة 122.8 مليون جنيه.
جدير بالذكر أن هناك رقابة من الجمارك على المستلزمات المدرسية المستوردة، حيث يتم التأكد من إجراءات الإفراج الجمركى عنها، وأن الأوراق الخاصة بها سليمة بشكل كامل، لمنع دخول منتجات مهربة وغير مطابقة للمواصفات من الخارج إلى السوق، وفقا للقانون رقم 48 لسنة 1994، الخاص بقمع الغش والتدليس، حيث تنص بنوده على الرقابة على المنتج وفقًا للمواصفة الخاصة بكل منتج.
شعبة البلاستيك

وكشف نادر عبد الهادي، رئيس شعبة البلاستيك أن أغلب الادوات المدرسية تدخل البلاد على أنها لعب اطفال ولا تخضع لتحليل من قبل معامل الدولة للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، أما أغلب المستلزمات المدرسية الشعبية فهى مصنعة من البلاستيك المعاد تدويره، رغم أنه يجب تصنيعها من مادة البولي أثيلين النقي والبولي أستير والذي يتم إستيراده من إيطاليا.

وقال: "أغلب مصنعى المستلزمات الشعبية يلجأون لاستخدام خامات رديئة ومعاد تدويرها لتوفير نفقات التصنيع، رغم وجود مواصفات قياسية لمستلزمات المدارس وخصوصا للأطفال، ومنها وضع اختبارات للمواد المستخدمة سواء ما يتعلق بالألوان أو المواد الأولية حتي يتم التأكد من انها آمنه وأنها غير ضارة بصحة الطفل‏، ولابد أن تكون تلك المواصفة ملزمة للمصنع والتجار أو الجهة التي تتولى شراء تلك الألعاب، حتى لا تسبب إرتفاع نسبة امراض السرطان بين الاطفال".
وأضاف: أنه لابد من محاسبة المستوردين والمصنعين وجهات الرقابة من منافذ الجمارك التى سمحت بإنتشار تلك السلع وليس فقط التاجر او صاحب المكتبة.
شعبة الورق

ويشرح عمر خضر، رئيس شعبة الورق باتحاد الصناعات، أن هناك مصنعين معتمدين للورق هما إدفو وقنا وهما خاضعان للرقابة الصناعية وما يتم تصنعيه به مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، تلك المصانع تورد الورق لمصانع الكراسات والكشكول المعتمدة، وهناك مصانع تعتمد على الورق المستورد، والمصانع المعروفة وذات إسم تجاري عددها لا يتعدى سته مصانع، بينما لا حصر لأعداد مصانع بير السلم التى تعمل في صناعة الكراسات والكشكول، وليسوا أعضاء في الشعبة او إتحاد الصناعات المصرية.
مباحث التموين
وقال اللواء محمود العشري، مدير الإدارة العامة لشرطة التموين، إن الإدارة أعدت خطة لضبط الغش التجاري بكافة أشكاله في الأدوات المدرسية غير المطابقة للمواصفات والتي يتاجر فيها أصحاب المكتبات والمحال التجارية من معدومي الضمير مستغلين الإقبال المتزايد من المواطنين على شراء الأدوات الدراسية في العام الدراسي الجديد، بالتنسيق مع الفروع الجغرافية لإدارات وأقسام شرطة التموين بمديريات الأمن من ضبط مليون و350 ألف قطعة أدوات مكتبية ومدرسية غير مطابقة للمواصفات، خاصة الكراسات والأقلام بمختلف أنواعها، وكميات كبيرة من الأدوات المكتبية والمدرسية المغشوشة والمقلدة لكبرى الماركات العالمية والخالية من أية فواتير أو مستندات تفيد مشروعية حيازتها أو مصدرها.
وأشار اللواء محمود العشري، إلى أنه تم شن حملة على منتجى وموزعى الأدوات المدرسية والمكتبية المغشوشة، قبل ساعات من بدء العام الدراسى الجديد، حيث تم ضبط 4 ملايين و95 ألف قطعة أدوات مدرسية ومكتبية مقلدة غير مطابقة للمواصفات لدى بعض المحلات التجارية بمنطقة الأزبكية، وهى عبارة عن "كراسات، كشكول، أقلام، استيكرات، آلة حاسبة، براية مجهولة، أستيكة"، وتحمل شعار بعض الماركات العالمية، وتم تحرير محاضر بالمخالفات وإحالة أصحابها للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
حماية المستهلك
وأوضح مدير الإدارة العامة لشرطة التموين، أنه طبقا للقانون رقم 67 لسنة 2006، فإن جهاز حماية المستهلك هو الجهة المعنية بحماية المستهلكين وتوفير الحق لهم في أن يجدوا سلعة أو منتجاً بالبيانات التي تتواكب مع المواصفات القياسية المصرية، وهو يتلقى شكاوي المواطنين للإبلاغ عن وجود سلع غير قانونية في السوق المصرية، وعلى أثره يتعاون جهاز حماية المستهلك مع مباحث التموين لضبط وإحضار هذه السلع غير القانونية، وهذه التهمة غرامتها تصل إلى عشرة آلاف جنيه، والسجن لا يتجاوز ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن هذه العقوبة ضئيلة وهو ما يتسبب في انتشار مصانع بير السلم في تلك الصناعات.