الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. معلومات لا تعرفها عن السلطانة "هويام" التي هزت عرش الدولة العثمانية ..ابرزها استثمرت نفوذها فى الأعمال الخيرية

صدى البلد

حقيقة اعتناق السلطانة "هويام" الإسلام لتتزوج من السلطان
مشاركتها فى قتل ابن السلطان "مصطفى" ورفيق عمره "ابراهيم" باشا
استثمرت نفوذها فى الأعمال الخيرية بمكة المكرمة والقدس
انتشر الكثير من الأقاويل حول شخصية السلطانة "هويام" ومدى صحة وحقيقة شخصيتها، وهل هى حقيقية أم مجرد شخصية خيالية ظهرت فى مسلسل تركى فقط، وقد ارتبط دائما اسم السلطانة لدى الشباب بأيقونة من الجمال لما تتمتع به من انوثة طاغية وجاذبية وايضاً قوة شخصيتها، حتى اصبحت السلطانة فتاة احلام كل شاب، وذلك بعد تقارير تاريخية تذكر أن "هويام" الحقيقية اجتازت جميع النساء جمالا في ذلك الوقت.
وفى الاونة الاخيرة كانت حياة السلطانة "هويام" محط الانظار لدى جميع النساء وذلك بسبب حبهم فى معرفة سبب عشق "السلطان" لها اما عن الرجال فقد اثارتهم فكرة انه يمكن لرجل أن يعشق بهذه الطريقة الجنونية، ولذلك نقدم لكم المزيد من المعلومات عن شخصية السلطانة "هويام" التاريخية.
تدعى فى الحقيقة "ألكساندرا ليسوفسكا" وسماها السلطان بـ "هرم" واشتهرت عند العرب بـ "هويام" عند عرض المسلسل التركى الشهير "حريم السلطان" أما عند الأوروبيين فتعرف بـ "روكسولينا"، "روكسلانا"، "روكسولانا"، "روكسلين"، "روكسيلانة" وعند الأدبيات الأوكرانية اللاحقة تعرف باسم "أناستاسيا، ناستيا".
يذكر ان اسم "هرم" بالتركية يعنى "الباسمة" أو "الضاحكة"، وهو اسم ربما يعود إلى جذره الفارسي.
"هويام" أو "هرم" نجلة قس أرثوذكسى أوكرانى الجنسية، وهى من مواليد عام1506، وتوفيت 15 ابريل عام 1558 اى رحلت عن عمر يناهز الـ52 عاما في بلدة اسمها "روهاتين" بغرب أوكرانيا، وتم اختطافها من تتار "القرم" أثناء هجماتهم المعتادة على شبه الجزيرة وبيعت كجارية وفى روايات أخرى يذكر انها أهديت ولم تُبع لقصر السلطان العثمانى سليمان وذلك عام 1520 .
بدأت هرم في القصر السلطاني كجارية، ثم اعتنقت الإسلام لتتزوج السلطان فهى سرعان ما استقطبت اهتمام سيدها السلطان "سليمان القانوني"، وتتفق معظم المصادر التاريخية على تأثيرها الكبير عليه وهى كانت تعتبر الزوجة الثانية للسلطان العثماني ووالدة ابنه وخليفته "سليم الثاني"، كما كانت أول جارية تستطيع فعل ذلك لأن سلاطين الدولة العثمانية، كانوا لا يتزوجون.
وروت بعض الكتب التاريخية أن السلطان سليمان لم يلامس أية امرأة أخرى بعد أن قام باختيار "هرم" زوجة شرعية له فقد كان السلطان مغرمًا عشيقاً لزوجته.
وهنا تظهر في الرسائل المتبادلة بين الاثنين علاقة حب متأججة فكتبت له "هرم":"سيدي، إن غيابك عني قد أجج ناراً لا ينطفئ لهيبها. ارحم هذه الروح المعذبة وسارع في الجواب، لأنني قد أجد فيه ما يخفف عني. سيدي، حين تقرأ كلماتي ستتمنى لو أنك كتبت إلي أكثر للتعبير عن شوقك "هرم".
وقف السلطان بجانب "هرم" حين نشبت بعض خلافات بينها وبين "ماه دوران" زوجة السلطان الأولى، وكانت والدة السلطان عائشة "حفصة" تتدخل للتهدئة بين الزوجتين، إلا أنه بعد وفاتها عام 1535، اشتدت شراسة الخلافات وصولاً إلى الاشتباك بالأيدي، والاشتباك المعروف، والأخير، ألحق أضرارًا جسدية "بهرَّم"، وكان وراء نفي السلطان لـ"ماه دوران" إلى اماسيا مع ابنها، أكبر أبناء القانوني، "مصطفى"؛ رغم أن هذا النفي قُدّم بوصفه إجراءً بروتوكوليًا معتادًا لتجهيز "مصطفى" لولاية العهد.
ومارست "هرم" برحيل منافستها توسع نفوذها خلال ولاية زوجها السلطان "سليمان" أدوارًا سياسية تفصح عنها مراسلاتها مع زعماء العالم آنذاك، وازداد موقعها أهمية مع تقديمها ستة أبناء للسلطان: الأميرة "محرمة"، و"سليم"، و"بايزيد"، "وعبدالله"، و"جهانكير"، و"محمد".
اتهم البعض دور السلطانة "هرم" في تحريض السلطان على ابنه وولي عهده مصطفى لإفساح الطريق لابنها "سليم" صوب العرش العثماني، وساعدها في ذلك زوج ابنتها "محرمة"، الصدر الأعظم رستم باشا، الذي انتهز فرصة قيادة "مصطفى" لإحدى الحملات العسكرية إلى بلاد "فارس" ليكاتب السلطان بأن ابنه، بمساعدة من العسكر المعجبين به، ينوي الانقلاب عليه وذلك عام 1553، وبالفعل السلطان استجاب لرسالة الصدر الأعظم "رستم" باشا، وسافر إلى "فارس" واستدعى ابنه إلى خيمته ليتم خنقه فور دخوله بخيط من الحرير وفقا للتقاليد العثمانية في إعدام الشخصيات المهمة.
وكتب سفير "النمسا" في بلاط القانوني، الذي ألف كتابًا عن الدولة العثمانية طبع عام 1633، يمتدح السلطان العثماني ويعدد مزاياه قبل أن يتطرق إلى حادثة قتل ولي العهد؛ ولكنه كان مغرمًا بزوجته وحبه المتزايد لها جعله شرع فى قتل ابنه "مصطفى"، وحتى هذه النقيصة تنسب عادة إلى غلبتها عليه بجمالها الخلاّب وإكسير الحب.
اتهم بعض المؤرخين "هرَّم" بالوقوف وراء أحد أكثر أحداث التاريخ العثماني جدلًا، وذلك هو إعدام الصدر الأعظم القوي، رفيق صبا السلطان "القانوني" إبراهيم باشا،ووفقًا للروايات، فإن السلطانة "هرَّم" سعت لتقويض ثقة السلطان بـ "إبراهيم".
وظهر ذلك في واحدة من الرسائل التي كتبتها "هرَّم" إلى السلطان، جاء ذكر "إبراهيم" باشا صراحة وكتبت :"سيدي، تسألني عن السبب في غضبي على "إبراهيم" باشا، وحين يجمعنا الله ثانية سأذكر لك السبب وستفهمني"، وبذلك ربط المؤرخون بين إعدام "إبراهيم" باشا خنقًا بأمر سلطاني عام 1536، ثم تعيين اولا "الياس" باشا ثم "لطفي" باشا بعد ذلك وتعيين زوج ابنتها، "رستم" باشا، صدرًا أعظم لـ "لقانوني".
ودافع بعض المؤرخين عن السلطانة "هرم" باعتبارها استثمرت موقعها وقدمت رعاية للكثير من الأوقاف الخيرية والمنشآت الخيرية في العاصمة العثمانية كما شملت أعمالها مكة المكرمة والقدس، ولوقوفها خلف زوجها الذي بوأته إنجازاته موقعًا فريدًا في سلسلة السلاطين العثمانيين.
ومن أوائل أعمالها، إنشاء مسجد ومدرستين قرآنيتين ومستشفى نسائي في "أسطنبول"، إضافة إلى حمام لخدمة المصلين في "آيا" صوفيا، وفي ا"لقدس"، لا يزال الوقف الذي دشنته عام 1552 يقدم خدماته إلى الفقراء، ويعرف اليوم باسم "خاصكي سلطان" إشارة إلى اللقب الفخري لها "وفي شهر رمضان خصيصاً يظل لهذا المعلم التاريخي والحضاري حضور وعطاء خاصين حيث يتوافد الفقراء واليتامى والمساكين وعابرو السبيل بكثافة للتزود بوجبات الإفطار.
ودفنت السلطانة "هرم" في ضريح مقبب يتبع للمسجد السليماني15 ابريل عام 1558، ودفن زوجها السلطان لاحقاً قريباً منها، ولقبت "هرم" في أواخر عهدها بين العامة في الشوارع بـ "المشعوذة الروسية " لسيطرتها على عقل السلطان قبل قلبه.