اغتيال الأزهر فى تأسيسية الدستور

أمس وخلال اجتماع الأحزاب السياسية للتوافق على ممثلى الأحزاب فى تأسيسية الدستور، فوجئ الجميع بممثلى الأحزاب الدينية، " الحرية والعدالة والنور والوسط والبناء والتنمية والأصالة"، يطرحون ويصرون على خصم ممثلى الأزهر والكنيسة والقضاء، وحزبى الوسط الذى خرج من عباءة الإخوان المسلمين، والبناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، من الحصة المخصصة للأحزاب المدنية.
وعرض ممثلو أحزاب المصري الاجتماعى والمصريين الأحرار والتجمع، اعتبار كل ممثلى الكنائس، ونصف ممثلى الأزهر والهيئات القضائية من حصة الأحزاب المدنية، وبالطبع رفضوا رفضا قاطعا اعتبار حزبى الوسط والبناء والتنمية حزبان مدنيان، ومعهم كل الحق فى ذلك.
وقد يكون وضع الكنيسة ضمن حصة الأحزاب المدنية فى تأسيسية الدستور مقبولا، ولن يطلب أحدا من الإخوان والسلفيين وغيرهم اقتسام حصة الكنائس معهم، رغم أن مرشحهم فى الانتخابات الرئاسية وعد بمنصب نائب رئيس الجمهورية لقبطى، وإن كان كثيرون يشكون فى ذلك ويعتبرونه وعودا انتخابية، إلا إذا كان هذا المنصب لنائب رئيس الحرية والعدالة رفيق حبيب الإخوان، وبالطبع لن يكون النائب الأول، وربما يكون نائبا للشئون الخارجية، مثلما هو نائب رئيس حزب الإخوان للشئون الخارجية.
لكن من غير المقبول أن يحصل الأزهر على حصته فى اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور من حصة الأحزاب والقوى المدنية، لأننا إذا وافقنا على هذا المبدأ، نكون قد حققنا هدف الإخوان الرامى إلى نزع المرجعية الدينية من الأزهر، باعتبار أن الإخوان وحلفاءهم هم المرجعية والدينية، ولا يستبعد بعد ذلك أن يصبح مكتب الإرشاد هو المرجعية الدينية للمصريين.
قبل عدة أسابيع قامت الدنيا ولم تقعد، حينما قدم الإسلاميون في البرلمان مشروع قانون، ينص على عدم اعتبار الأزهر المرجعية الدينية النهائية، وقد تم سحب هذا المشروع مؤقتا بسبب المعارضة الشعبية الواسعة لاغتيال الأزهر والقضاء على دوره.
لكن المشكلة الحقيقية أن كل من شارك فى اجتماع الأحزاب بالوفد أمس توقف عند جزئية اقتسام حصة الأزهر بين الأحزاب الدينية والمدنية، أو أن يأخذ الأزهر مقاعده فى اللجنة التأسيسية للدستور من حصة الأحزاب المدنية فقط.. المسألة أخطر من ذلك، وأرجو أن تنتبه جميع الأحزاب أنها إذا وافقت على أنم يحصل الأزهر على مقاعده من الأحزاب المدنية، فإنهم بذلك ينزعون المرجعية والشرعية الدينية عن الأزهر، تمهيدا لأن يأخذها مكتب الإرشاد.
وأتمنى على الأزهر وشيخه العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب الانتباه إلى هذا المخطط والإصرار على أن يمثل الأزهر فى التأسيسية بوضعه ومكانته وليس ضمن كتلة مقاعد لا الأحزاب الدينية ولا الأحزاب المدنية.