من هم أعداء الوطن؟

اعتادت حكومتنا الرشيدة أن تنسب بعضاً من الفشل والإخفاق الذى يطاردها يومياً الى أعداء الوطن، ولأول مرة فى التاريخ أرى حكومة دولة تصف نفسها بالأعداء، لأنها لم توضح لنا ماذا تقصد بأعداء الوطن الذين يعملون ليلأ ونهاراً على إفشالها ويقفون لها بالمرصاد أمام نجاحها، إلا إذا كان هذا الكلام لامتصاص غضب الشعب الذى فاض به الكيل من أداء عدد كبير من وزراء الحكومة.
مع أزمة الدولار وارتفاع سعره الى أكثر من تسعة جنيهات، حاولت الحكومة تصدير مشهد للرأى العام أن المكاتب المصرفية هى سبب الأزمة، واتهامها بإنها إحدى أدوات الحرب الاقتصادية التي يستخدمها أعداء الوطن فى جمع العملات الأجنبية وتحويلها للخارج لإحداث أزمة دولارية.
عدو الوطن هو من يفكر هكذا، لأن التنمية الشاملة في كافة المجالات المختلفة، وتوافر عنصر الأمن، والقضاء على مظاهر الفساد، وجلب الاستثمارات، هي الحلول الأساسية لأزمات الاقتصاد التي نعاني منها والتى بسببها ارتفعت الأسعار بشكل جنونى ولا ندرى كيف تستطيع الحكومة السيطرة عليها.
عدو الوطن.. هو من تسبب فى انتشار ظاهرة التعدى على الأراضى الزراعية وتحويلها إلى أراضى سكنية ومنتجعات سياحية، وكانت نتيجته إهدار مليارات الجنيهات على الدولة، فى ظل عدم تطبيق القوانين على المتعدى أو استرجاع حق الدولة.
عدو الوطن.. هو من تسبب فى عدم توافر السلع والمخصصات التموينية المستحقة للمواطنين الغلابة، وهو من يترك مافيا السلع التموينية والقمح ينهبون المليارات من أموال الدولة، وهو من يقوم بتعيين قيادات فى الشركات التابعه له ممن تعدوا سن الـ 60، بينما لديه كفاءات من الشباب أصابها الإحباط.
عدو الوطن .. هو من فشل فى القضاء على تجاوزات واعتداءات أمناء الشرطة المستمرة ضد المواطنين الغلابة، وإذا كنا نُثمن ونُقدر التضحيات الكبيرة التى يقدمها رجال الشرطة من أجل استقرار الوطن، إلا أن هذه التجاوزات قد تؤدى لفقدان الثقة بين الشعب وجهاز الشرطة بالكامل.
أعداء الوطن .. هم الحكومات المتعاقبة التى فشلت حتى الآن فى ايجاد حلول عملية من أجل علاج المواطن المصرى بصورة آدمية داخل المستشفيات الحكومية، التى تعانى من الإهمال والفوضى واللامبالاة، والتى قد يدفع فيها المواطن حياته ثمناً لهذا الإهمال، أو قد تؤدى إلى إصابته بعاهة مستديمة أو انتقال الأمراض إليه.
أعداء الوطن .. هم الحكومات المتعاقبة غير القادرة على وضع حلول وخطط مبتكرة يكون الغرض منها تطوير السكك الحديدية المترهلة، والحد من حوادث القطارات والطرق التى تحصد أرواح الاف الأبرياء سنوياً.
أعداء الوطن .. هم الحكومات المتعاقبة التى سمحت بوجود منظومة تعليمية فاسدة وفاشلة ومتهالكة تعانى من خلل واضح للجميع. وجمود المناهج وافتقارها للابتكار والإبداع والسماح بانتشار ظاهرة الغش الجماعى، ليُنتج طلبة وخريجين فى مستوى تعليمى وفكرى وثقافى مُتردى على أيدى بعض المدرسين غير المؤهلين ثقافياً وأخلاقياً وفكرياً، هى منظومة تحتاج للتطهير من براثن الفساد التى تجتاحها منذ سنوات طويلة.
أعداء الوطن .. هم الحكومات المتعاقبة التى تركت الأجهزة المحلية بلا رقابة أو حساب والفساد مستشرى فيها، الشوارع والميادين تضربها الفوضى من كل جانب، بناء عقارات مخالفة قدرت ب 90٪ من إجمالى عدد العقارات فى مصر، قد تؤدى الى وقوع ضحايا عند انهيارها، والسبب طبعاً منظومة الفساد والرشاوى التى باتت ثقافة داخل الأجهزة المحلية، فى غياب الدور الرقابى للدولة.
أعداء الوطن .. هم الحكومات التى سمحت بالتلاعب في الأوقاف الأهلية بالتزوير والبيع، من خلال مسئولين وموظفين، يقع تحت ايديهم جميع الاوراق التي تخص هذه الاوقاف الاهلية، حيث يتم حجب جميع الملفات عن المستحقين لها وإخفائها بغرض التلاعب بأعيان وعقارات الوقف اما بالتزوير او بتركها لواضعي اليد عليها، نظير حصولهم على ملايين الجنيهات.
عدو الوطن .. هو من يستعين بمستشارين من خارج وزارته، يحصلون على ملايين الجنيهات سنوياً فى حين ان هناك من يعمل بالوزارة ويستطيع القيام بالعمل على أكمل وجه، مما يخلق حالة من الكراهية والحقد بين من هبط بالبراشوت ومن كان موجوداً ويعمل بالوزارة طوال حياته .
عدو الوطن .. هو المسئول الذى يترك بعض مرؤوسيه يبتزون المواطنين فى المواقع والأجهزة الخدمية بالحصول على رشاوى لانهاء مصالحهم، لدرجة انهم صاروا أغنى من الدولة نفسها.
عدو الوطن .. هو أى صحفى أو إعلامى باع قلمه، وضميره المهنى، بحفنة دولارات، لمهاجمة وطنه بسبب وبدون سبب، وهو من يضلل الشعب ويبث سمومه لاثارة العنف وإشعال الفتنة والكراهية والحض على العداء بين أبناء الشعب الواحد .
أعداء الوطن .. هم أصحاب المصالح والأجندات الخارجية وحياكة المؤامرات ضد الوطن، هم الفاسدون والطماعون والانانيون الذين يريدون زيادة ثرواتهم من مقدرات الأمة والشعب بالنهب والرشاوى والسلب العلني وربما المقنن بقوانين فاسدة وضعت من قبل أشخاص فاسدين.
أعداء الوطن.. هم تلك الجماعات التى تتخذ من الإرهاب والقتل والتفجير منهجاً وملاذاً لها فى تنفيذ مخططاتها الشيطانية لإسقاط الوطن وضرب استقراره واقتصاده، الارهاب الذى دفع ثمنه غالياً شهداء بأذن الله، من مواطنين أبرياء، ورجال جيش وشرطة، فداءً للوطن ومن أجل أن نحيا نحن.
نطالب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالضرب بيد من حديد للقضاء على منابع وأشكال الفساد فى كافة أجهزة الدولة التى تعيق أى تقدم أو تنمية .. كما نريد حكومة قادرة على العمل وبذل الجهد من خلال حلول مبتكرة بعيداً عن الحلول الروتينية العقيمة، حتى يكون لدينا مستقبل أفضل وتعيش مصرنا الحبيبة فى رخاء وازدهار كما نريدها نحن وكما يريدها الرئيس.
حفـظ الله بلدنا الحبيبة مصـر وشعبها وجيشها مـن كل سوء ووقاها المولى عز وجل شر الفتن والمؤمرات.