قال الدكتور عبد الحكم صالح سلامة الأستاذ بجامعة الأزهر، إن "الإيمان نصفان الأول صبر والآخر شكر على النعم"، مشيرًا إلى أن للنعم خمس باقات.
وأوجز «عبد الحكم» خلال خطبة اليوم الموحدة بعنوان: «الشكر وحقيقته وأثره في حفظ النعم»، النعم أو المنح أو الفيوضات الإلهية في خمس باقات هي: «منح كونية، منح كيانية، منح التكريم، منح السيادة، نعمة الوحي والعلم»، مشددًا على ضرورة شكر الله عليها، فهذه النعم تقتضينا أن نحمد الله كما لأمرنا في قوله تعالى: « بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ».
وأوضح أن «المنح الكونية» تشير إليها آيات كثيرة في طول القرآن وعرضه، من ذلك قوله تعالى: «للَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ»، و« المنح الكيانية» في بناء الإنسان ذاته جسده، كما في قوله تعالى: « وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، موضحًا أن هذا التفصيل ليس حصرًا للنعم إنما رمز للنعم الإلهية في كيان الإنسان.
وأضاف في توضيح «منح التكريم» أنها تعني امتياز خلق الإنسان عن خلق البهائم، امتيازات راقية لم تتح إلا له، لأنه المسئول عن إدارة العناصر الكونية بمنحة من الله، وبتسخير منه لتلك العناصر، لتكون طوعًا لإرادة لإنسان، فيقول تعالى في سورة الإسراء: « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».
وتابع: وتمثلت « منح السيادة» في المبايعة التي أمر الله الملائكة أن تبايع الإنسان إياها في فجر عالمنا كما بقوله تعالى: « إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»، أما « نعمة الوحي والعلم» فتبدو بقوله تعالى: « وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»، وفي «العلم» قال تعالى: « وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عظيما».
حضر الخطبة اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، واللواء سيد الحبال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن شمال سيناء، والدكتور حبشي النادي رئيس جامعة العريش، والدكتور أمين عبد الواحد وكيل وزارة الأوقاف لشمال سيناء، ولفيف من أبناء القوات المسلحة والقيادات التنفيذية لشمال سيناء، الآن، صلاة الجمعة بمسجد « المدينة الشبابية»، بمدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء.