منسق احتفالية «المرمم المصري»: «نحن أطباء الحضارة.. ولدينا خبرات عالمية»

عزت حبيب المنسق العام لاحتفالية "يوم المرمم المصري":
الاحتفالية تأتي ردًا على الهجمة الشرسة ضد المرمم المصري
نتعلم من أخطائنا البسيطة وندرسها بعناية
لدينا من الخبرات الفنية والعلمية ما يتجاوز العالمية تحتفل وزارة الآثار بيوم "المرمم المصري" في 15 و16 مايو الجاري بمتحف الحضارة القومي بالفسطاط تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.
"صدى البلد" يجري سلسلة حوارات عن "الترميم والمرممين".. تبدأ بالدكتور عزت حبيب، المنسق العام لاحتفالية يوم المرمم المصري ومدير عام ترميم وصيانة آثار ومتاحف القاهرة الكبرى.
السبب وراء تنظيم احتفالية يوم "المرمم المصري"؟ الفكرة تقوم على التعريف بالمرمم المصري ودوره في الحفاظ على الآثار والتراث الحضاري, لأن أهمية إخصائي الترميم تأتي من أهمية الأثر، فإذا كان الأثر هو بطاقة الهوية لحضارات الأمم والوثيقة المسجلة والحافظة والمؤكدة على تاريخه، فالمرمم هو الحارث والطبيب وحامى حمى الحضارة.
والاحتفالية تأتي ردًا على الهجمة الشرسة على المرمم المصرى نتيجة الأخطاء غير المقصودة والتي لها ظروف اضطرارية وضع فيها المرمم، فالمرممون هم الجنود المجهولون في المنظومة المعنية بالآثار والتراث الحضاري, وهم حماة الحضارة ووقايتها من الأضرار والمخاطر التي قد تتعرض لها.
ما هي أبرز المواضيع التي ستناقشها الاحتفالية؟ أولاً التأكيد على أهمية دور المرمم فى الحفاظ على الاثار، وثانيا توفير الظروف المناسبة للمرمم للعمل بطريقة تساعدة على إبراز مواهبه، وثالثا إظهار الإمكانيات المتوفرة للمرمم المصرى فى مجال الصيانة والترميم والتغليف ونقل الاثار وأيضاً امكانياته فى العرض المتحفى.
هل هناك نية لتصبح الاحتفالية عادة سنوية؟ إن شاء الله سيكون هناك احتفال سنوى بيوم المرمم المصرى وسيكون بمثابة جمعية عمومية لعرض انجازات الترميم سنويا.
ما ردّك على مهاجمي المرممين بدعوى أنهم يتسببون في كوارث للآثار؟ هناك دائمًا فى كل المجالات من يتصيدون الأخطاء دون التركيز على الانجازات، ونحن كعاملين بالترميم لا نلتفت الى السلبيات ونخطو إلى الأمام، وإنجازات الترميم واضحة فى العدد الكبير من مشروعات الترميم التى تتم سنويا وبمجهودات فردية وذاتية.
وأيضا نتعلم من هذه الاخطاء البسيطة وندرسها بعناية ولنا عقيدة ثابتة ان عمليات الترميم التى تتم كلها استرجاعية، أى يمكن التخلص منها مع الوقت إذا ثبت فشلها أو ظهرت مواد أفضل وأحدث.
وهناك شرط أساسى فى الخامة المستخدمة فى الترميم إضافة إلى الخاصية الاسترجاعية وهو ان تكون مادة لا تتفاعل مع مادة الاثر ولا تؤثر عليها, ونقول للمشككين تعالوا وانظروا اعمالنا وانجازاتنا.
هل المرمم المصري قادر علي التصدي لترميم كل أنواع الآثار وأضرارها؟ نعم لدينا من الخبرات الفنية والعلمية ما يتجاوز العالمية, ويكفى ان نذكر ان عدد العاملين بالترميم يقترب من 4000 عامل منهم نحو الثلث حاملى الدكتوراة والماجستير فى مجال ترميم الاثار بخاماته المختلفة، ومنهم كثيرون شاركوا فى المؤتمرات الدولية والمحلية بالكثير من الابحاث والنظريات الجديدة فى مجال الترميم.
إلي أي مدي تبادل الخبرات يفيد للمرمم المصري؟ إن تبادل الخبرات فى أى مجال مفيد جدا ويثقل الخبرات والمعلومات الخاصة بالمجال وهو مفيد جدا وضرورى فى مجال الترميم.
هل الترميم مظلوم داخل المنظومة الأثرية في مصر؟ نعم بكل تأكيد.. فالترميم لم يأخذ وضعه الحقيقى فى منظومة العمل الأثري, ومازال دور البحث والتنقيب عن الآثار مُتصدرًا، بينما الحفاظ على الآثار وصياناتها هى مسئولية المرمم بالدرجة الأولى.
ماذا عن الأخطاء التي تحدث في الترميم وتثير الهجوم ضده؟
الأخطاء البشرية شىء وارد لكن السؤال الأهم هل يمكن تدراك الخطأ وتصويبه؟، نعم وبكل بساطة لان المواد المستخدمة فى الترميم مواد استرجاعية ويمكن التخلص منها بسهولة دون ترك اى اثر على القطعة الاثرية ذاتها ومعظم الاخطاء تحدث نتيجة تدخل جهات اخرى غير متخصصة فى مجال الترميم.
الترميم في مصر به كفاءات لكنه يعاني من نقص مواد الترميم المناسبة.. ما تعليقك؟ غير صحيح.. بعد الثورة مازلت البلد تعانى من بعض الازمات وخاصة مجال السياحة، والاثار تعتمد على التمويل الذاتى وبالتالى تأثرت بعدم وجود سياحة، لكن على الرغم من ذلك فان الوزارة توفر لنا الخامات المطلوبة لعمليات الترميم.
ما هي أبرز المخاطر التي تواجه المرممين أثناء العمل.. وكيف نعالجها؟ الحقيقة أن من أكثر المخاطر التى تواجه الترميم تدخل غير المتخصصين فى عمليات الترميم، وعدم فهم طبيعة عمليات الترميم وعدم الوعى بأهمية هذا النوع من العمل.