الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة الصحافة والإعلام فى مصر


لست مبالغا إذا قلت، وهو قول الصدق عندى، إن الصحافة، ومعها الإعلام عموما، فى بلادى مصر، تعانى أزمة غير مسبوقة فى تاريخها المعاصر، وتتعرض لنكبات قد تنسف بكل جهود الإصلاح السابقة، وتعود بها إلى بيت الطاعة، وإن شئت قل دار العصيان.

ولست متشائما إذا قلت إنه لا أمل فى إصلاح أوضاع الصحافة فى بلادى مصر، على الأقل فى الأجل القصير، والعودة بها إلى الدور الذى لعبته عبر تاريخها الطويل، سواء كان ذلك الدور مرتبطا بأبناء المهنة والارتقاء بأوضاعهم، فى الحقوق والواجبات.

فهناك مظاهر تقول إن هناك نية اغتيال للصحافة مع سبق الإصرار والترصد، وإن كان البعض يرى فيها محاولة لإعادة الإحياء، فما تتعرض له نقابة الصحفيين، وما يواجهه أعضاؤها، والأوضاع التى آلت إليها المهنة عموما، وحالة الانقسام الواضحة بين الجماعة الصحفية، حول الأداء الصحفى والنقابى، كفيلة بتشخيص الحالة الحقيقية التى تمر بها الصحافة.

وإذا ما أضفنا إلى ما سبق التشريعات المنتظرة ، والمرتبطة بالصحافة والإعلام، والتدقيق فيها، بجانب عملية التحول الواضحة فى ملكية الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وكيف أنها تتجه إلى سيطرة رأس المال الخاص، تتضح الصورة الكاملة لعملية الاغتيال التى يريد تنفيذها البعض.

وإذا كان الهدف واضحا فإن الأسباب تباينت، والمسميات اختلفت، فهناك من يرى أن ما تتعرض له الصحافة عملية اغتيال بمعنى النسف من الوجود، وهناك من يرى أنها تنكيس للصحافة، غير أنه يبقى الاتفاق على أن الوضع الحالى للصحافة والإعلام، لا ينال الرضا الكامل، وأن هناك استهدافا من أطراف مختلفة، والكل فى الحقيقة يسييء للمهنة وهو يحسب أنه يحسن صنعا.

وحتى لا ندفن رؤوسنا فى الرمال، فإن معرفة بعض أسباب المشكلة قد تؤدى إلى حلها، وتغيير النتيجة التى وصل إليها البعض من ضرورة تنكيس الصحافة.

وعندى أن السبب الحقيقى للأزمة الحالية هو السعى وراء المصالح الخاصة، التى غلبت على سلوك الكثيرين فى بلادى مصر، خاصة بعد أحداث يناير من العام 2011 التى مثلت نقطة تحول فى التاريخ المصرى، غير أنه تحول إلى العوامل السلبية، ومنها المتاجرة بهموم الوطن، والسعى وراء اقتناص الفرص، بغض النظر عن القيم والمبادئ، ومصلحة المهنة أو حتى الوطن.

كانت النتيجة أن سيطرت شهوة المال من ناحية، وسيطرته من ناحية أخرى، على العمل الصحفى والإعلامى عموما، فهناك من يريد أن يتكسب المال، من فئة الساعين إلى الطفو على السطح، وهم الذين يدعون معرفة بالصحافة والإعلام، وهناك من يريد تعظيم المال، من فئة رجال الأعمال، الذين تحكمهم مصالحهم الاقتصادية، والكل تتحكم فيه المصلحة الخاصة على حساب المعايير المهنية، وعلى الجانب الآخر تعانى الدولة ظروفا استثنائية، وتتضرر مصالح الوطن، بسبب الفوضى الصحفية والإعلامية، فكانت النتيجة أن تدفع الصحافة ومعها الإعلام الضريبة، ليلفظها المجتمع فى النهاية، ويتحول أبناؤها فى نظر البعض وعلى غير الحقيقة إلى ضد الدولة.

أزمة الصحافة والإعلام فى بلادى مصر، هي أزمة ضمير وأخلاق ونوايا سيئة، قبل أن تكون أزمة أداء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط